لتكفّل أمثل بمرضى التوحد

مراقبة تصرفات الرضّع للتشخيص المبكر

مراقبة تصرفات الرضّع للتشخيص المبكر
  • القراءات: 594 مرات
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّرت أسماء لمجاد، طبيبة عامة بمؤسسة الصحة الجوارية الرويبة، مؤخرا، من عدم انتباه الأولياء لتصرفات رضّعهم، لتشخيص الإصابة بالتوحد، مشيرة على هامش اليوم التحسيسي المنظم ضمن الأسبوع الوطني للوقاية، إلى أن التشخيص المبكر يساعد كثيرا في التكفل بهذا العرض المرضي، والتخفيف من الآثار المترتبة عنه.

 

وقالت الطبيبة إن حالات مؤلمة تعاملت مع المصلحة لأمهات يكتشفن إصابة أطفالهن بمرض التوحد في سن متأخرة يصعب استدراكها في تلك المرحلة، مؤكدة أن الأربع سنوات وما دونها هي السن التي لابد أن يتم تشخيص الإصابة فيها، وكلما كان التشخيص باكرا كلما ساعد المختصين في الصحة، في التعامل مع الأمر، لا سيما بمساعدة الطفل في استدراك قدراته وتطويرها، لكن بعد سن خمس سنوات تنعدم تلك الفرص؛ نظرا لتكوّن خلايا عند الفرد تُستكمل في تلك المرحلة، وإذا كانت تعاني ضررا فلا يمكن علاجها.وشددت لمجاد على أهمية مراقبة تصرفات الرضيع قائلة: "إن الرضيع مهما كانت سنه، فقد يبدي قدراته الاستيعابية من خلال الحركات والتصرفات. ولا يجدر بالأولياء الاستخفاف ببعض السلوكات التي قد تشير إلى إصابته بالتوحد؛ فملاحظة مدى تطوّر حواسه على مر الأيام، أمر مفيد جدا؛ كتتبّع نظراته إشارة معينة أو شيئا معيّنا، فضلا عن تفاعله مع شخص آخر؛ فالطفل المصاب بالتوحد، تضيف الطبيبة، تغيب عنه تلك السلوكات".

وأضافت المختصة أن مراقبة الطفل الرضيع منذ أسابيعه الأولى ثم أشهره الأولى، تسمح بالوقاية من مضاعفات الإصابة، ويمكن، بالتالي، توجيه الأم نحو خبراء للتعامل مع الأمر، ومحاولة تفعيل حركاته من أجل إدماجه وسط المجتمع؛ لأن أكثر مشكل قد يعانيه المصاب غير المتكفَّل به قبل فوات الأوان، الاندماج في المجتمع، والتفاعل مع المحيطين به. وأكدت أن رغم غياب العلاج التام والفعال للتوحد، إلا أن التكفل المبكر بالطفل المصاب، يعطي، دائما، نتائج مبهرة في كثير من الحالات.

وأضافت الطبيبة أن عدد الحالات المشخّصة بهذا الاضطراب تزداد سنة بعد سنة، لكن بدون تحديد ما إذا كان الارتفاع ناتجا عن وعي الكشف عن حالات جديدة والتبليغ عنها، أم زيادة فعلية في عدد الإصابات، مشيرة في هذا الصدد، إلى أهمية دراسة الأمر؛ من أجل تحديد إذا كان هذا الازدياد هو نتيجة العوامل المسببة، بشكل خاص، للتوحد خارج العامل الوراثي.للإشارة، تؤكد الطبيبة أن الطفل المصاب بالتوحد لا يعني أنه يتمتع بذكاء محدود؛ فهذا اعتقاد خاطئ، وإنّما هو طفل يصعب عليه، فقط، التعبير عما لديه، وعرض قدراته؛ فقد يكون ذا ذكاء كبير، وقد يتميز عن غيره بالميول نحو مجالات إبداعية أضعاف الشخص غير المصاب؛ لذا لا بد من التكفل الأمثل بالطفل قبل فوات الأوان، ووقايته من مضاعفات هذه الحالة المرضية.