العاصمة تستقبل مليوني زائر يوميا

محلات الأكل السريع رغم كثرتها تظل قليلة

محلات الأكل السريع رغم كثرتها تظل قليلة
  • 1187
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعرف محلات الأكل السريع في الآونة الأخيرة، انتشارا ملفتا للانتباه في العاصمة، ولكثرتها يكاد المواطن يحتار في اختيار المكان الذي يأكل فيه بالنظر إلى التنافس في مجال عرض الخدمات بأسعار تنافسية، هذه المحلات على كثرتها يرى صالح صويلح الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين، أنها تظل قليلة عند مقارنتها بعدد الموظفين والوافدين على العاصمة الذين يزيد تعدادهم عن مليوني زائر يوميا. أصبحت تجارة الأكل السريع من أكثر الأنشطة التجارية رواجا في الآونة الأخيرة، لدرجة أن المتجول في العاصمة لا تقابله غير روائح الطعام المختلفة والمنبعثة من محلات تكاد تكون متراصة، سواء في شكل "فاست فود" أو مطاعم مصغرة أو "بيتزيريات"، ولعل السؤال الذي يتبادل إلى الأذهان؛ هل كثرة هذه المحلات تنعكس سلبا على من اختاروا هذا النشاط بالنظر إلى حجم المنافسة؟

ومن خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى مختلف المحلات الممتدة من شارع العربي بالمهيدي، وصولا إلى ساحة الشهداء، تباينت آراء التجار بين منزعج وغير مبال بحكم أن "الرزق على الله"، ففي الوقت الذي أرجع البعض والذين كانوا في أغلبهم شباب، رواج محلات الأكل السريع إلى توجه السوق اليوم نحو كل ما هو صالح للأكل، بمعنى أن كل ما هو أكل يباع حتى وإن كان عبارة عن بيض مغلى مرفق بالجبن، لأن أغلب الأسر اليوم توجهت نحو الأكل في الشارع، إذ يجري استقبال المتمدرسيين والموظفين من الجنسيين بمن في ذلك غير الموظفين من النساء اللواتي يخرجن للتبضع، ثم الأكل خارج البيت، والدخول إلى منازلهن حتى لا يطبخن، بالتالي بقدر كثرة المحلات تظل قليلة أمام الطلب الكبير، بينما أكد آخرون أن قوة هذه الأنشطة أزعجتهم، لأن الغرض منها ليس المنافسة الشريفة وإنما سرقة الزبائن، لهذا بادر البعض إلى التحسين من نوعية الخدمات والبحث في أكثر الأغذية المطلوبة لإدراجها في قائمة الطعام بأسعار تنافسية، مثل "البوراك" و"المحاجب" ..

"الرزق على الله" بهذه العبارة رد صاحب مطعم صغير على سؤالنا وقال؛ "بأن كثرة المحلات أمر إيجابي، لأنها تعكس مدى وفاء الزبائن لمطاعمهم دون غيرها،  وهي أيضا وسيلة للتحسين من خدماتنا من أجل إرضاء زبائننا، في حين يرى آخرون أن الكثرة رغم كونها مزعجة، إلا أن ثقتهم في الزبائن كبيرة لسبب واحد، وهو أن المواطن أصبح أكثر وعيا، فلا يأكل في أي مكان، وإن أخذ انطباعا معينا عن مكان ما لا يعود إليه مطلقا، لذا يجري التركيز على ربح الزبائن بـ"اللسان الحلو" والطعام الجيد الذي يستجيب لرغبة الزبون الذي يبحث عادة عن كل ما هو تقليدي.

من جهته، يرى الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين، صالح صويلح "أن كثرة محلات الأكل السريع أيا كان شكلها أو اسمها، رغم كثرتها تظل قليلة، يكفي القول فقط أن كل الموظفين يتناولون وجبات الغداء بمختلف نقاط بيع الأكل سواء كانت "فاست فود" أو مطاعم مصغرة، وهناك سبب آخر يردف: "لا يخفى عليكم أن العاصمة تستقبل على الأقل مليوني زائر يوميا من كل الولايات لقضاء مشاغلهم أو العمل، ويفضلون الأكل السريع، ولعل هذا السبب الرئيسي وراء انتشار المحلات بهذه الكثرة، وإن كنت أعتقد أنها تظل قليلة بالنظر إلى وجود طوابير على بعض المحلات، مما يعني أن هذه الأخيرة على كثرتها تظل أمام الطلب الكبير غير كافية، وبعملية بسيطة، لو نجري دراسة مقارنة بين حجم الطلب الكبير والخدمات، نجدها لا تغطي طلب المواطنين الذين اتجهوا نحو تناول مختلف وجباتهم في الشارع".

وردا على سؤالنا حول تفسير توجه فئة الشباب تحديدا إلى ممارسة هذا النوع من الأنشطة التجارية، أفاد الأمين العام "بأن اتحاد التجار دعا الشباب الذين يحوزون على مستوى تعليمي ضعيف أو متوسط في فترة ماضية، إلى التكوين المهني بعد توقيع اتفاقية مع وزارة التكوين المهني، غير أن بعض الشباب فضلوا ممارسة التجارة عوض الخضوع في غمار التكوين، خاصة أن بعضهم يملكون محلات، وبحكم أن مناصب العمل شحيحة، وجدوا ضالتهم في ممارسة الأنشطة التجارية الحرة التي تظل عمالة مشروعة وتحقق أرباحا معتبرة".