السيدة فرعون الزهرة

مثال للمرأة الريفية المثابرة

مثال للمرأة الريفية المثابرة
  • القراءات: 784
و.أ و.أ

تعد السيدة فرعون الزهرة (47 سنة)، التي تقطن بمنطقة تقشرين في بلدية سيدي بوتشنت (ولاية تيسمسيلت)، مثالا للمرأة الريفية التي يتم إحياء يومها العالمي في 15 أكتوبر من كل سنة، وتملك هذه السيدة مزرعة صغيرة بمنطقة تقشرين التي تبعد بحوالي 3 كلم عن بلدية سيدي بوتشنت، حيث تعمل يوميا على تحقيق الاكتفاء الذاتي، من خلال إنتاجها لبعض المحاصيل الفلاحية والمنتجات الحرفية.

في هذا الشأن، أبرزت السيدة فرعون أنها تمارس العديد من النشاطات الفلاحية والحرفية، المتمثلة في تربية المواشي وخياطة الألبسة النسوية وصناعة السلالة من مادة الدوم، فضلا على صناعة الخبز التقليدي. وأبرزت بأنها تمارس هذه الأعمال منذ أن كانت في الخامسة عشر من عمرها، حيث يرجع الفضل لوالدتها الحاجة تركية، التي لقنتها هذه الأنشطة، حيث تعتبرها قدوة لها في رحلتها مع العمل في الريف.

تلقى منتجات السيدة فرعون رواجا كبيرا في السوق المحلية على مستوى مدينتي سيدي بوتشنت وثنية الحد، لاسيما الألبسة النسوية ومواد السلالة، فضلا على الخبز التقليدي، وهذا راجع إلى نوعيتها الجيدة والإتقان في صناعتها، وفق زبائنها.

كما ساهمت هذه السيدة في تكوين قرابة 20 امرأة ريفية تقطن بمناطق الظل في الولاية، في مجال صناعة السلالة من الدوم، بالتعاون مع الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف ومديرية السياحة والصناعات التقليدية والعمل العائلي. في هذا الصدد، أبرز مدير نفس الغرفة الولائية، عبد القادر خنقاوي، أن هيئته استعانت بالسيدة فرعون الزهرة في تكوين  النساء الريفيات في تخصص صناعة السلالة من الدوم، نظرا لتميزها وإتقانها الكبير لهذا المجال الحرفي التقليدي.

فرعون الزهرة حرفية نموذجية لسنة 2019

ذكر نفس المسؤول بأن الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف لتيسمسيلت، صنفت هذه السيدة خلال السنة الماضية، كحرفية نموذجية بالولاية في مجال صناعة السلالة من الدوم، إلى جانب الخبز التقليدي. من جهتها، تسعى مديرية الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر لولاية تيسمسيلت، إلى مساعدة هذه المرأة الريفية على توسيع نشاطها الاستثماري، حسبما أكده المدير الولائي لهذا الجهاز.

أوضح أحمد حمايدي أن جهاز أونجام بالولاية، منح السيدة فرعون الزهرة خلال نهاية السنة الماضية قرضا، ضمن صيغة اقتناء العتاد، لتمكينها من فتح ورشة على مستوى منطقتها، لخياطة الألبسة النسوية والمآزر. وأضاف بأن هذه العملية تندرج ضمن برنامج الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، لدعم الأسر المنتجة وكذا المرأة الريفية.

اعتبر نفس المسؤول السيدة فرعون نموذجا ناجحا للمرأة الريفية، التي ساهمت في خلق الثروة بمنطقتها الريفية النائية، لاسيما في مجال تموين السوق المحلية ببلديتي سيدي بوتشنت وثنية الحد بالألبسة النسوية والمآزر. أضاف أنها ساهمت من منتصف شهر أبريل، إلى غاية نهاية أغسطس الماضيين، في خياطة أكثر من 10 آلاف قناع واق، كمبادرة تطوعية منها لدعم جهود الوقاية من فيروس كورونا.

من أجل تنويع نشاطها، تطمح السيدة فرعون إلى اقتحام على المدى القريب تجربة تربية النحل وزراعة الأشجار المثمرة. وفي هذا الشأن، ستعمل مديرية المصالح الفلاحية قريبا، على إدراجها في برنامج دعم المربين الصغار، وصندوق تنمية المناطق الريفية، من خلال منحها خلايا نحل ممتلئة، إلى جانب أشجار مثمرة، وفق نفس المديرية. من جهتها، برمجت مصالح بلدية سيدي بوتشنت، عملية لتهيئة المسلك المؤدي إلى مزرعة فرعون الزهرة، على مسافة 5ر1 كلم، ضمن المخطط البلدي للتنمية وميزانية البلدية، حسبما أفاد به رئيس  المجلس الشعبي البلدي، محمد قرابيس.