تعلق الطفل الزائد بوالدته

متى يتحول الارتباط بالأم إلى ظاهرة مرضية؟

متى يتحول الارتباط بالأم إلى ظاهرة مرضية؟
  • القراءات: 660

تعلق الطفل بأمه والتصاقه بها، مهم وضروري في مختلف مراحل تطور الطفل، يعبر به عن حاجته للطمأنينة والأمن، وتلبية احتياجاته الأساسية من الطعام والنظافة، وكذلك لنمو عواطفه نموا طبيعيا بالحب والحنان، لهذا يعتبر أمرا طبيعيا في الأشهر الأولى، لكن مع بلوغ الطفل الشهر التاسع؛ يبدأ بإدراك الطفل بوجود أشخاص آخرين في حياته، وعليه التعرف عليهم، والسؤال: متى يصبح تعلق الطفل بأمه طبيعيا؟ ومتى يتحول إلى تعلق زائد.. مرضي.. يحتاج إلى علاج؟

❊ التعلق الانفعالي للطفل

تعلق الطفل بأمه أمر طبيعي يولد به ويستخدمه للشعور بالأمان، فالطفل كائن ضعيف يبحث عن الرعاية والاهتمام في كل لحظة منذ ولادته، الأم مع طفلها الأول، تواجه مشكلة خاصة؛ بسبب تعلقها وحمايتها وتدليلها الزائد له، ما يبث الخوف بداخله من انفصالها عنه، حيث تبدأ العلاقة بين الطفل وأمه منذ اللحظات الأولى من الولادة، بمحاولته تقريب والدته منه بالبكاء، وبعد عدة أشهر يبدأ بالابتسام ومتابعة حركتها بعينيه؛ بهدف التواصل والتعلق بينهما.

يبدأ قلق الطفل ويزداد في المرحلة العمرية من 9 إلى 18 شهرا، خاصة عند مغادرة الأم والأب المنزل للعمل، ثم يقل خوفه بداية من بلوغه عامه الثاني.

ـ همسات في أذن كل أم

شجعي طفلك على الاختلاط بالآخرين، أحيطي طفلك بمشاعر الحب ليحس بالأمان، واتركي لطفلك الوقت الكافي للتعرف على من سيرعاه في غيابك، سواء في حضانة أو أحد الأقارب. ودعيه أيضا، يكتشف المنزل بنفسه، وأن يجلس في غرفة بمفرده يومياً لمدة دقائق، مع متابعته من بعيد؛ حتى لا يؤذي نفسه، إلى جانب إحاطته بمشاعر الحب ليحس بالأمان، واصطحبيه أثناء الخروج ليتعود على الآخرين، ولا تواجهي تعلقه بكِ بالصراخ والعصبية، وتعاملي مع الأمر بهدوء، لا تخرجي من المنزل أثناء انشغاله باللعب دون أن يراكِ؛ حتى لا يشعر بعدم الأمان.

لا تعاقبيه على تعلقه الزائد واستمعي إليه جيداً ليشعر بالأمان، شجعيه على الاختلاط بالآخرين ليكون علاقات اجتماعية، ويتفاعل مع أقاربه، وحفزيه على القيام بمهام بسيطة مناسبة لطبيعة سنه.

ـ أضرار تعلق الطفل الزائد بأمه

التعلق الزائد بالأم يسبب انعزال الطفل اجتماعيا، ويؤدي إلى ضعف شخصيته واهتزاز ثقته بنفسه، ويستمر تعلقه بوالدته حتى بعد أن يصير شابا.. فلا يمكنه القيام بأي شيء بدونها. مما يؤدي إلى انعزاله اجتماعيا عن الآخرين.. وقلة اعتماده على نفسه.