واقع مزعج يستهدف زوار المدينة وسكانها
متسولون "محتالون" يغزون شوارع عنابة

- 204

تنتشر ظاهرة التسول بشكل متزايد في شوارع مدينة عنابة، لتصبح واحدة من القضايا التي تؤرق سكان المدينة وزوارها على حد سواء. لم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على فئة معينة، أو على مناطق بعينها، بل تغزو اليوم جميع أنحاء المدينة، خاصة في الأماكن الحيوية، مثل المطاعم الفاخرة والمقاهي المنتشرة على شاطئ الكورنيش.
تستهدف هذه الفئة من المتسولين، أماكن تكتظ بالزوار والسياح، حيث يعتمدون على أساليب متنوعة لاستمالة التعاطف، مثل الادعاء بالمرض أو ادعاء وجود قريب في السجن. وفي بعض الأحيان، يقدمون قصصًا مزعومة عن معاناتهم، بهدف الحصول على مساعدة مالية. ورغم أن بعض هذه القصص قد تكون حقيقية، إلا أن معظمها يُعتقد أنه جزء من شبكة منظمة، تسعى للاستفادة من المشاعر الإنسانية. أما بالنسبة لأصحاب المطاعم والمقاهي، فإنهم يواجهون مشكلة حقيقية في التعامل مع هذه الظاهرة، حيث يعكر المتسولون صفو الزبائن، ويجعلونهم يشعرون بعدم الراحة. من جهة أخرى، يعاني السياح من هذه الظاهرة التي تقلل من جاذبية المدينة، وتؤثر سلبًا على التجربة السياحية. فالبعض يجدون أنفسهم مضطرين إلى التعامل مع المتسولين بشكل مستمر، أثناء تناول الطعام أو التنزه، مما يخلق حالة من التوتر.
وعلى الصعيد المحلي، يتساءل كثيرون عن الأسباب التي تقف وراء تفشي هذه الظاهرة. هل هي نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة؟ أم أن هناك عوامل اجتماعية معقدة، تساهم في تزايد أعداد المتسولين؟ في كل الأحوال، لا شك أن الظاهرة أصبحت مصدرًا للانزعاج، ليس فقط من جانب المواطنين، بل من جانب السلطات المحلية أيضًا.
ورغم أن التسول ظاهرة قديمة في معظم المجتمعات، إلا أن ما يميزها في عنابة اليوم؛ التدفق المستمر للمتسولين، خاصة الذين لا ينتمون إلى المدينة. وما يزيد من تعقيد المشكلة؛ تزايد أعدادهم في الأماكن العامة، التي تشهد حركة تجارية وسياحية نشطة.
لذا يتطلب الأمر تدخلًا عاجلًا، أمام تفاقم هذه الظاهرة، مما يبرز التساؤل عن كيفية مواجهتها أو تقليصها، خصوصًا في ضوء تأثيرها الكبير على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمدينة. تبقى التساؤلات عن أسباب تفشي هذه الظاهرة وحلولها العاجلة، حاضرة في أذهان العديد من المواطنين في عنابة. ورغم محاولات البعض التعاطي مع هذه الحالات بالرحمة والمساعدة، إلا أن تزايد الظاهرة أصبح يشكل تحديًا حقيقيًا أمام المجتمع المحلي والسلطات.