نعيمة بلعمري، 32 سنة في عالم الخياطة

مبدعة تختصر 3 قطع من ”التصديرة” في ثوب واحد

مبدعة تختصر 3 قطع من ”التصديرة” في ثوب واحد
  • القراءات: 716
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أبدعت المختصة في الخياطة والطرز الإلكتروني نعيمة بلعمري، في تشكيلة مميزة من  الملابس التقليدية الخاصة بتصديرة العروس، والتي جمعت فيها بين الكراكو العاصمي واللباس الشاوي والجبة القبائلية، إلى جانب الطرز الإلكتروني للبرنوس في حلة جديدة؛ حيث أكدت في تصريح لـ ”المساء”، أنها تسعى لرفع الغبن عن العروس التي تحتاج للكثير من المال لإكمال الاطلالة المميزة في يوم العمر، وأنها استثمرت تجربتها الطويلة في عالم الخياطة لكونها صاحبة حوالي 32 سنة من الخبرة في هذا العمل، إلا أنها أشارت إلى أنها عانت كثيرا بعد حصولها على قرض من وكالة ”كناك”؛ حيث أُجبرت كغيرها، على الكراء لمدة سنتين، وهو ما جعلها تغرق في الدين، لا سيما أن العمل توقف لمدة طويلة بالنظر إلى الوضع الصحي العام في البلاد، وهو ما جعلها تشعر بالخوف من مستقبل مهنتها.

أوضحت بلعمري، رئيسة المكتب الولائي للجنة الوطنية للحرفيين لولاية بومرداس التابعة للجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، أنها مختصة في ملابس العرائس والملابس الجاهزة والطرز الإلكتروني، وأنها تعلقت بهذه الحرفة في سن صغيرة جدا؛ إذ بدأتها كمتربصة، وتحصلت على المرتبة الأولى من مركز التكوين المهني عيسات إيدير بالحراش سنة 1989، ثم واصلت العمل في المجال؛ حيث مد لها السيد قيدوم يد المساعدة، وعلّمها الحرفة، لتواصل في تفاصيلها إلى يومنا هذا. وقد أصبحت الآن صاحبة ورشة للخياطة والطرز الإلكتروني.

وتقول المتحدثة في هذا الشأن: ”لقد تحصلت على قرض من وكالة القرض المصغر ”كناك”، والحمد لله توسعت ورشتي، وامتلكت أجهزة جديدة، لكن الأمر الذي أثقل كاهلي هو عدم حيازتي على محل؛ حيث اضطررت للكراء عامين حتى أحصل على العتاد، والآن أجد نفسي مدانة، مع توقف العمل بسبب الأزمة الصحية التي عرفتها بلادنا والعالم ككل”. وتواصل قائلة: ”عالم الخياطة يعرف منافسة قوية في عدة مجالات؛ فمثلا أنا بالورشة أملك آلات الطرز بأربع رؤوس، في الوقت الذي يعمل الإخوة السوريون الذين استثمروا في هذا المجال في بلادنا، بآلة بها ثمانين رأسا؛ أي أضعافا مضاعفة، وهو ما يساهم في وفرة الإنتاج وقلة التكلفة، فحتى اليد العاملة لا تشكل عبءا بالنسبة لهم؛ لذا فإن أمنيني أن يكون لدينا ـ نحن أصحاب المهن ـ الحظ في تطوير بلادنا، والمحافظة على هذا الإرث الثقيل في مجال الخياطة التي نتمنى أن لا تنقرض. نحتاج للدعم والتشجيع وليس لظهر مثقَّل بالدين لا يجر صاحبه وراءه سوى القلق والأمراض، علما أن الجيل القادم لا يملك الصبر والرغبة في تعلم حرفة الخياطة، فمنهم من يقول: ”دعنا منها... لأنها متعبة”.

وفي ما يخص إبداعاتها تقول: ”الخياطة فن وتراث وأصل، وتفتح أبواب الإبداع على مصراعيها لمحبي هذه الحرفة، فأنا شخصيا عملت بعض التعديلات، ومزجت بعض القطع المتماشية مع بعضها البعض لرفع الغبن عن العروس، بسبب غلاء التكاليف؛ فالكراكو العاصمي أدخلت عليه الفوطة القبائلية المصنوعة من الطرز الإلكتروني، وعمدت إلى صناعة الجيلي الداخلي له بالطرز الشاوي وبخياطة اليد، وأضفت طرزا مميزا في  البرنوس كمزج بين المناطق؛ فقد تجد ثلاث مناطق في ثوب واحد”.