"محفظة لكل طفل"..

مبادرات شبابية لزرع الأمل وسط الفئات الهشة

مبادرات شبابية لزرع الأمل وسط الفئات الهشة
  • 162
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تبرز عبر مختلف ولايات الوطن مع اقتراب الدخول المدرسي الجديد، مبادرات شبابية وجمعوية، تهدف إلى دعم التلاميذ من الفئات الهشة، من خلال جمع وتوزيع الأدوات المدرسية على الأيتام والمحتاجين. وتسجل هذه الحملات التي تنظمها جمعيات محلية يديرها شباب متطوعون، تجاوبا معتبرا من المتبرعين، لكنها تظل بحاجة إلى دعم أوسع من المؤسسات الاقتصادية وفاعلي الخير، حيث ظهرت منذ أيام عبر صفحات فايسبوكية لرواد من مختلف ربوع الوطن، تلك المبادرات الخيرية لفتح أبواب جمع التبرعات، وتوزيعها قبيل الدخول الاجتماعي، على الأطفال من العائلات المحتاجة.

مع اقتراب الدخول الاجتماعي وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تثقل كاهل العديد من العائلات الجزائرية، انطلقت عبر مختلف ولايات الوطن، مبادرات شبابية خيرية، تهدف إلى جمع وتوزيع الأدوات المدرسية على الأيتام والأطفال المعوزين، تحت شعارات مختلفة ولكن بروح واحدة: "لا نترك طفلا يدخل المدرسة دون كراس أو قلم أو محفظة..." .

تضامن مجتمعي متواصل

في هذا السياق، أطلقت جمعية " أمل" من بلدية برج البحري، حملة بعنوان "حقيبة لكل تلميذ"، تهدف إلى توفير المستلزمات الدراسية الأساسية لأكثر من 300 تلميذ من عائلات معوزة وأيتام موزعين عبر مناطق مختلفة. وفي تصريح للمكلف بالإعلام بالجمعية، بوعلام تركي، أكد أن المبادرة تسير بوتيرة جيدة، بفضل جهود المتطوعين، ودعم بعض المحلات والمواطنين، لكنه أشار إلى أن عدد الطلبات في تزايد، خاصة في الأحياء الهشة، مؤكدا أن عملية الجمع انطلقت منذ شهر أوت. 

وتوصلت الجمعية الى حد الآن، إلى جمع ما يزيد عن 150 محفظة، وعدد من الأدوات، لكن ماتزال العملية مستمرة، وبوتيرة أسرع؛ نظرا لاقتراب موعد الدخول الاجتماعي. وبالرغم من ذلك ستتواصل الحملة لأسابيع بعدها؛ تلبية لكل الطلبات المتزايدة. وأضاف: "نستقبل يوميا، خلال هذه الفترة، طلبات جديدة من العائلات. الأولوية لليتامى، ثم الأسر ذات الدخل المحدود. ونشتغل بشفافية وتنظيم عند توزيع المحافظ المجهزة بالكامل، بما فيها الأدوات الأساسية، والكتب في بعض الحالات".

تنسيق بين جمعيات محلية

في بلدية الرويبة تعمل جمعية "يد في يد"، على تنسيق الجهود مع جمعيات أخرى لتوسيع نطاق الحملة التي أطلقتها بعنوان "دخول مدرسي للجميع" . وتستهدف الحملة هذه السنة أزيد من 400 تلميذ، مع إعطاء الأولوية للمناطق شبه الريفية ومناطق الظل. وأكدت أمينة عضو بها، أن الجمعية تعتمد على مبدأ التضامن المجتمعي، مضيفة أنّ هناك تجاوبا جيدا من المواطنين، لكن كل جمعية خيرية تحتاج إلى شراكات مع مؤسسات خاصة لاقتناء كميات أكبر من مستلزمات الدخول؛ فالجمعية وحدها لا تكفي؛ إذ تعمل بموارد محدودة، وأحيانا يتدخل بعض المحسنين لتغطية العجز في آخر لحظة.

ورغم الجهود الميدانية المبذولة من طرف المتطوعين، تُجمع الجمعيات الناشطة في هذه الحملات على أن الدعم الحالي لا يغطي الحاجة المتزايدة في ظل ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية، وتراجع القدرة الشرائية، ما دفع بتلك الجمعيات إلى توجيه نداء مفتوح إلى رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية؛ للمشاركة في هذه المبادرات، سواء عبر تمويل مباشر، أو توفير أدوات بأسعار مخفضة، أو وضع آليات دائمة للتضامن المدرسي.

الجدير بالذكر واللافت في هذه الحملات، أنها تدار بالكامل من قبل شباب متطوعين لا ينتمون إلى مؤسسات رسمية، بل يعملون وفق منطق مدني تطوعي، معتمدين على شبكات محلية، ووسائل بسيطة، لكن فعالة، لمساعدة الفئات الهشة، حيث تشكل هذه المبادرات نموذجا حيا لثقافة التضامن المجتمعي وسط الشباب، وقدرتهم على تعويض كثير من النقص بين الفئات الهشة من المجتمع شرط أن تلقى التجاوب الكافي من الجهات الاقتصادية، والسلطات المعنية.