تحتضنه جامعة المسيلة في 27 و28 أفريل الجاري

مؤتمر دولي يناقش إشكالية الفلسفة والمواطنة

مؤتمر دولي يناقش إشكالية الفلسفة والمواطنة�
  • 703
حنان. س� حنان. س

ينظم قسم الفلسفة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة "محمد بوضياف" في ولاية المسيلة يومي27 و28 أفريل الجاري، المؤتمر الدولي الأول "الفلسفة والمواطنة" بهدف فتح باب الحوار بين المختصين في الفلسفة والمختصين في العلوم الإنسانية والاجتماعية لبلورة مفهوم المواطنة بمعناها الحقيقي والإيجابي.

يعتقد عامة الناس أن المواطنة تتلخص في الحضور المادي في بلد ما، أو في مجموعة من الحقوق التي لا يقابلها أي التزام، وهذا الاعتقاد خاطئ لسببين؛ أولا لأنه يقوم ضمنيا على الخلط بين المواطن والمواطنة، وثانيهما لأنه يخلط بين المواطنة وأصناف الانتماء الأخرى، سواء كانت ثقافية أو دينية أو إيديولوجية أو اجتماعية، في حين أن فهم المواطنة يقتضي تحديدها في علاقتها بالسيادة السياسية والديمقراطية، وهذه الأخيرة ليست شيئا آخر عدا سيادة الشعب للشعب، لذلك كانت لمصطلح المواطنة أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية وفلسفية وحتى إعلامية.

وفي سياق توضيح أعمق لمفهوم المواطنة، ينظم قسم الفلسفة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة المسيلة، نهاية الشهر الجاري، مؤتمرا دوليا حول إشكالية؛ إلى أي مدى يمكن تحقيق مفهوم المواطنة في الدولة المعاصرة في غياب الفكر الفلسفي؟ ومن خلال هذا الملتقى سيتم فتح باب الحوار والمناقشة بين الباحثين الأكاديميين، ليس فقط المختصون في الفلسفة، بل أمام كل المختصين في مصطلح المواطنة المرتبط، حسب ورقة عمل المؤتمر في حوزة "المساء"، بالمدينة والحضارة وفي ظلهما يتأهل الفرد ويرتقي من مجرد فرد إلى كونه شخص له علاقات ومسؤوليات وحقوق وواجبات، بمعنى أنه يتحول إلى عنصر فاعل في الاجتماع السياسي، بالتالي في الدولة التي يكون الشعب الذي يمارس السيادة على نفسه.

إذن المواطن مسؤول عن الحياة المدنية، فهو يمارس المواطنة التي تتحدد في هذا المنظور باعتبارها علاقة ولاء للسلطة السياسية وحماية للمواطن من هذه السلطة، بما في ذلك الحماية الدبلوماسية للمواطن في غير وطنه. وعليه فالمواطنة هي المشاركة في الحياة السياسية، وممارسة وضمان للحقوق المدنية والسياسية، بمعنى أن المواطن فرد ينخرط في سلطة الدولة وفي حمايتها، بالتالي يتمتع بحقوق مدنية ويقوم بواجبات تجاه الدولة التي ينتمي إليها. 

وفي إطار هذه المقاربة، يسعى قسم الفلسفة، من خلال تنظيمه لملتقى "الفلسفة والمواطنة"، إلى محاولة تصحيح المفاهيم المشوشة، عموما، في ظل انتشار مفاهيم جديدة في أوساط المجتمعات كفكرة الحريات التي لم تعد مفصولة كثيرا عن الفوضى واللامسؤولية، خاصة بعد انتشار ما يسمى بالثورات العربية وما ولدته من قيم قد تكون لها آثارها السيئة على مجتمعاتنا. ويسعى هذا المؤتمر إلى تحقيق نوعين من الأهداف، منها الأهداف العامة كتحديد مفهوم المواطنة في الدولة المعاصرة، والسعي إلى هيكلة عقول الطلبة للتماشي مع مفهوم المواطنة وفق تحمل المسؤوليات والموازنة بين الحقوق والواجبات، مع تشخيص واقع المواطنة في المجتمعات العربية. وهناك في المقابل أهداف خاصة أهمها التعرف على أهمية الفلسفة في هيكلة المفاهيم السياسية وضرورتها في توجيه المجتمع المدني السياسي، والاطلاع على حقيقة المواطنة من خلال تتبع حركتها في المجتمعات التاريخية المتطورة.

سيتم مناقشة هذه الأهداف ضمن 5 محاور، يحلل الأول مفهوم المواطنة من منظور فلسفة الأخلاق، ويهتم الثاني بالمواطنة من منظور الفلسفة السياسية، أما المحور الثالث فيخص علاقة الدولة والمواطنة في الفلسفة السياسية المعاصرة، فيما يهتم المحور الرابع بتحليل علاقة العدالة والمواطنة، ويخص النقاش قي آخر محور الحرية والديمقراطية في فقه المواطنة.