وسط ديكور وتقاليد جزائرية

لجنة الحرف تحيي المولد النبوي الشريف

لجنة الحرف تحيي المولد النبوي الشريف
  • القراءات: 1301
 أحلام محي الدين أحلام محي الدين

اختارت اللجنة الوطنية للحرف والصناعات التقليدية، أن تحيي ذكرى المولد النبوي الشريف في أجواء مميزة، عكستها جمالية القعدة الجزائرية التقليدية، التي اجتمع فيها المخمل والحرير والقطيفة، وطبعها المحبة والإخاء، وسط ديكور خاص صنعته أنامل الحرفيات المشاركات في الحفل، والذي جمع بين عدة مناطق من الوطن، لإظهار الزخم الإبداعي الذي تتميز به أرضنا الطيبة، وأوضحت رئيسة اللجنة نزيهة بن علي، في تصريح لـ«المساء"، أن "الحفل أقيم بمناسبة المولد النبوي الشريف، لإظهار مدى حبنا وتعلقنا بنبينا واحترامنا لديننا الحنيف"، مضيفة أن "المناسبة فرصة للتعريف بعاداتنا وتقاليدنا، وإظهار التراث العميق الذي يحاول البعض سرقته منا".

قالت السيدة نزيهة، رئيسة اللجنة الوطنية للحرف والصناعات التقليدية، التابعة للجمعية الوطنية للتجار والحرفين؛ "شهد الحفل الجزائري بكل أبعاده، حضور ممثلين عن وزارة التجارة والتضامن والتجارة، وكذا الحرفين وعائلات جزائرية، حضرت لمشاركة الحفل التكريمي للصحفيين، من خلال مأدبة فطور جمعت كل ما له علاقة بالعادات والتقاليد، من الديكور الذي شكل بهجة الأفراح، إلى الأطباق المقدمة للمدعوين، والتي تعكس ثراء المطبخ الجزائري في المناسبات السعيدة".

من جهتها أمال خيراني، نائب رئيسة اللجنة الوطنية للحرف والصناعات التقليدية، أشارت في حديثها لـ"المساء"، إلى أن الحفل نظم بمناسبة ذكرى خير البشرية، سيدنا محمد عليه أزكى الصلوات والتسليم، والذي حمل في جوهره عمق العادات والتقاليد، مؤكدة بقولها؛ "نظمنا حفلا بعادات وتقاليد جزائرية خالصة، طبعته الأناشيد الدينية التي أداها البراعم بكل محبة، على غرار (زاد النبي وفرحنا بيه)، (مولود يا مولود)، وهي الأناشيد التي يتم ترديدها في البيوت الجزائرية كلها على مدار السنوات، والتي توارثتها الأجيال، كما قدمت أطباقا تقليدية مثلت خمس مناطق من الوطن، على غرار العاصمة، قسنطينة، منطقة القبائل، باتنة وتلمسان، من تقديم الشاف سلمى، حيث قدمت تشكيلة من الأطباق الأصيلة، على غرار "الرشتة" و"السفة المحمصة" بالجوز واللوز والفواكه الجافة، كما ساهمت الحرفيات الماكثات في البيت، بعرض حلويات للمناسبة. وقد رافق الشاي "الطمينة"، "الرفيس"، "الدزيريات" و"المشوك"، في صورة تبرز الزخم المادي على اختلاف المناطق.

ذكرت السيدة خيراني، أنه تم تجهيز ديكور القاعة التابعة للجمعية الوطنية للتجار والحرفين، بقصر المعارض، بديكور يعكس التنوع الثقافي في المناطق الجزائرية، إلى جانب القعدات، حيث شمل كل جانب، قعدة طبعتها جمالية الألوان والأشكال من تجهيز الماشطة "سلطانة اليوم". لقد شهدت القاعة عرضا لأشكال مختلفة من اللباس التقليدي النسوي، الذي أبدعت فيه الحرفيات من مختلف مناطق الوطن، ومنها السيدة نعيمة من بومرداس، صاحبة ورشة "دعاء" المختصة في خياطة الملابس والطرز الإلكتروني، والتي عرضت نماذج مميزة، جمعت فيها القطعة الواحدة بين ثلاث مناطق من الوطن، حيث أكدت في حديثها لـ"المساء"، أنها عملت على تمكين العروس من ارتداء  قطعة واحدة كاملة وشاملة، بدل ثلاث قطع في التصديرة.

شهد الحفل الذي نشطته أمال خيراني والفنانة فضيلة المعروفة بخالتي منيرة، عرضا للسيرة النبوية العطرة على الحضور، والتي كانت مبسطة بصفة خاصة، لتصل للأطفال الذين زينوا الحفل بلباسهم التقليدي الأصيل، الذي أبدعت أنامل الحرفيات في تركيبه، بين برانس مطروزة، وجليات القطيفة للذكور في لباس الختان، وكذا المجبود والفتلة التي زينت الكراكو، وجبات الفتيات الصغيرة، فيما تم تخضيب أيادي الصغار بالحناء على وقع "حني حني يا الحناي"، التي أدتها ضيفة الشرف بريزة، كما تم تقديم هدايا رمزية للأطفال الصغار بالمناسبة.   من جهته السيد خيراني حسين، الذي كان من بين المدعوين للحفل، اختار أن يتحدث للحضور عن عادات زمان في إحياء المولد النبوي الشريف، متحدثا عن طفولته التي كانت تطبعها البراءة، وكيف كان رفقة أترابه يحتفلون بالمولد النبوي الشريف، وهم يشعلون الشموع في علب طماطم ينجزون فيها ثقوبا، كما كان يتم إشعال "الأجاكس" بدل المفرقعات، في الوقت الذي كانت تخرج الفتيات إلى ساحة الحي ويضربن على "الدربوكة" ويحتفلن بأداء أغنية "مولود يا مولود".