مختصون ينصحون:

لا تهملوا التحضير النفسي.. وهكذا تكون العودة إلى المدرسة

لا تهملوا التحضير النفسي.. وهكذا تكون العودة إلى المدرسة
البروفيسور آمال بن عبد الرحمان، المختصة في علم النفس العيادي
  • 139
رشيدة بلال رشيدة بلال

مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا أيام، وجهت العائلات أنظارها نحو اقتناء المستلزمات المدرسية باكرا، في محاولة للتقليل من حجم النفقات التي ترافق هذا الموعد الاجتماعي الهام. وفي المقابل، شدد مختصون في علم التربية والنفس، على أهمية تحضير الأبناء نفسيًا، لتقبل فكرة انتهاء العطلة الصيفية، التي امتدت على مدار ثلاثة أشهر، وما يرافق ذلك من صعوبة في الانتقال من أجواء الراحة واللعب إلى أجواء الدراسة والانضباط ... فكيف تكون المرافقة لتقبّل فكرة العودة؟ وكيف يتم ضبط مواعيد المراجعة لتجنّب فخ الضغط.

يبدو أن ترحيب الأولياء باقتراب موعد عودة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة، قابله رفض نسبي من بعض الأبناء، الذين اعتادوا الراحة، ويرون في العودة إلى الدراسة عودة إلى أجواء الضغط والدروس الخصوصية، والالتزام بمواعيد المدرسة والمراجعة، وغيرها من الأجواء النظامية التي تجعلهم يعيشون طيلة اليوم ضغطا مستمرا.

البروفيسور آمال بن عبد الرحمان، المختصة في علم النفس العيادي، أوضحت في تصريحها لـ«المساء"، أن التحضير النفسي للأبناء لا يقل أهمية عن التحضير المادي، مشيرة إلى ضرورة تذكيرهم بأن العطلة أوشكت على الانتهاء، ووضع برنامج تدريجي لإعادتهم إلى أجواء الدراسة بطريقة سلسلة، مثل تحفيزهم على مطالعة قصص، أو تشجيعهم على استعمال الورقة والقلم أو الكراس، عبر أنشطة، كالرسم والخربشة أو كتابة نص، أو حل تمرين ولو كان بسيطا. كما أكدت على أهمية إعادة برمجة عقل الطفل خلال اليوم، يخصص وقتًا ولو قصيرا، لمطالعة كتاب أو تصفح بعض الكتب المدرسية، تمهيدا لعودته إلى روتين التعلم.

وأضافت المتحدثة، أن التحضير النفسي، يشمل أيضًا مساعدة الطفل على تحديد أهدافه الدراسية للسنة الجديدة، من خلال مراجعة نقاط ضعفه، والتفكير في طرق معالجتها، خاصة أن البعض من الأبناء يعانون من صعوبات في بعض المواد، التي أصبحت معروفة، مثل الرياضيات واللغات الأجنبية، مع الاطلاع على ما ينتظره في المنهاج الجديد، مما يمنحه فكرة أولية عما سيواجهه، وحتى لا يتعرض لعنصر المفاجئة في وقت لاحق، كما شددت على دور الأولياء في تحفيز أبنائهم على استقبال موعد الدخول المدرسي بمعنويات مرتفعة، عبر توفير المستلزمات التي يحبونها، لخلق حافز إيجابي، بالتالي تعزيز السلوكيات السليمة لديهم.

وختمت البروفيسور بن عبد الرحمان، بالتأكيد على أهمية إشراك الأبناء في عملية شراء المستلزمات، ومنحهم حرية الاختيار، لأن ذلك يجعلهم أكثر وعيًا بقرب انتهاء العطلة، ويهيئهم نفسيًا للعودة إلى مقاعد الدراسة، مستعدين لبذل الجهد من أجل تحقيق نتائج إيجابية، بعيدا عن كل الضغوط.

المختص التربوي أمين شعبان: المرافقة الأسرية بالغة الأهمية 

من جهته، أكد المختص التربوي، الأستاذ أمين شعبان، أن المرافقة الأسرية خلال فترة الدخول المدرسي، بالغة الأهمية، للتخفيف من الخوف أو الضغط النفسي الذي يواجهه معظم التلاميذ، لاسيما أولئك الذين يلتحقون بالمدرسة لأول مرة، مشيراً إلى أن التهيئة النفسية للأبناء تقوم على جانبين أساسين؛ أولهما تحفيزهم بشكل إيجابي على العودة إلى المدرسة، وإبراز فوائدها في تنمية قدراتهم، وتأمين مستقبلهم وتوسيع معارفهم وبناء علاقات اجتماعية جديدة.

وثانيهما تجنب كل السلوكيات التي قد تولد لديهم نفوراً من الدراسة، مثل التخويف أو الترهيب، داعياً الأولياء إلى إشراك أبنائهم في التحضير للدخول المدرسي، عبر اختيار أدواتهم وتحضيرها والاطلاع على بعض المواد الجديدة بشكل مبسط، كنوع من المراجعة القبلية الخفيفة، مع تفادي تسجيلهم منذ الأيام الأولى في المدارس الخاصة، أو تسجيلهم في حصص دروس الدعم، تفاديا لأي ضغط إضافي.