المختصة النفسانية آمال بن عبد الرحمان لـ "المساء":

لا تضغطوا على أبنائكم في اختيار تخصصاتهم الجامعية

لا تضغطوا على أبنائكم في اختيار تخصصاتهم الجامعية
الدكتورة آمال بن عبد الرحمان، مختصة في علم النفس العيادي
  • 1138
رشيدة بلال رشيدة بلال

ترى الدكتورة آمال بن عبد الرحمان، مختصة في علم النفس العيادي، أن مرحلة اختيار الطالب الشعبة التي يرغب في دراستها بالجامعة، بمثابة اختيار مهنة المستقبل. ومن أجل هذا قالت: "لا بد أن يحسن الاختيار. وفي المقابل، على الأولياء الانتباه، وأخذ، بعين الاعتبار، مجموعة من المعايير، التي تتطلب أن يُبدوا فيها رأيهم بدون التدخل في اختيار التخصص بدلا عن الطالب"

أكدت الدكتورة آمال في معرض حديثها مع "المساء" على هامش شروع الطلبة في الاطلاع على التخصصات المتاحة لاختيار ما يناسبهم من تخصصات، أن الاختيار، عادة، يخضع لعدد من المعايير، ومنها موافقة القدرات العلمية والنفسية والعقلية للطالب مع التخصص، حتى تكون لديه القدرة على مواصلة التعلم، وتحقيق طموحاته بعد ولوج الجامعة، ومواجهة كل التحديات والصعوبات في الحياة الجامعية، التي تعتبر عالما جديدا، يحتاج فيه لأن يكون على قدر من المسؤولية، لذا على الأولياء أن لا يتدخلوا في عملية الاختيار، كأن يحاول بعضهم من الأطباء أو الأساتذة انطلاقا من تجربتهم المهنية من جهة وتحصيل أبنائهم نتائج جيدة، يفرضون عليهم بعض التخصصات التي يعتقدون أنها الأنسب لهم، في الوقت الذي يمتلك أبناؤهم قدرات ومهارات للنجاح في تخصصات أخرى، يرون أنها تناسبهم أكثر، وقادرون على تحقيق النجاح فيها، وبالتالي يستحسن على الأولياء، حسب المختصة، أن يكتفوا بالمرافقة فقط، خاصة إن كان ابنهم على بينة مما يرغب في اختياره؛ تقول في هذا الصدد: "لأن عملية الاختيار يتحكم فيها، أولا، المعدل، وكذا النقاط المحصلة في المواد الأساسية، ومن ثمة الرغبة الشخصية للطالب، أي كيف ينظر الطالب إلى نفسه في المستقبل، من خلال المهنة التي يرغب في ممارستها".

وفي السياق، أوضحت المختصة أن فرض تخصص معين على الطالب يجعله نفسيا غير مستعد للدراسة، الأمر الذي يؤدي إلى الفشل في التخصص الذي "فرض عليه" أو لم يكن نابعا من اختياره الشخصي. وحسبها، فإن أكثر ما تنصح به الطلبة عند اختيار التخصص، هو البحث في الآفاق المهنية، والتعرف أكثر عنه حتى لا يصاب بصدمة بعد ولوج الحياة الجامعية، ولتحقيق ما يسمى صورة الذات من خلال التخصص والقدرة على "أن يكون أو لا يكون"، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، على الأولياء أن يدركوا أن عملية الاختيار تتطلب، أيضا، أن يتوافق التخصص والإمكانيات العقلية، هذه الأخيرة التي تختلف من طالب لآخر، وبالتالي قد تكون المعدلات عالية، غير أن الإمكانيات العقلية لا تسمح، فقد يتطلب التخصص نسبة عالية من الذكاء، أو أن يكون على درجة من التفاعل الاجتماعي، أو يكون محبا للجانب الرياضي التقني المحض، وبالتالي كل هذه العوامل لا يدركها إلا الطالب، الذي يعتبر الأعلم بما يتميز به من إمكانيات.

ومن جهة أخرى، أشارت المختصة النفسية إلى ما يسمى بالإمكانيات الجسدية، التي، هي الأخرى، تلعب دورا هاما في عملية الاختيار، فنجد طلبة بقدرات جسدية عالية، بينما آخرون قدراتهم الجسدية ضعيفة، فمثلا نجد أن بعض التخصصات تتطلب أن تكون القدرات الجسدية تسمح للطالب بتحمل تخصصه، لذا على الأولياء أن يحسنوا مرافقة أبنائهم تبعا  للقدرات العقلية والنفسية والجسدية، لتحقيق نوع من التوافق في عملية الاختيار التي يتحكم فيها المعدل، وأن لا يحاولوا التدخل للضغط أو التأثير عليهم في عملية الاختيار، التي تعتبر رهانا على النجاح في الحياة الجامعية.