الجمعية الوطنية للتوعية والتحسيس تكثف من عملها

"كورونا" لم تمنع "الحراقة" من ركوب قوارب الموت

"كورونا" لم تمنع "الحراقة" من ركوب قوارب الموت
  • القراءات: 1779
رشيدة بلال رشيدة بلال

تفشي جائحة "كورونا" في كل دول العالم، لم يمنع "الحراقة" من التفكير في الهجرة غير الشرعية عبر ركوب قوارب الموت، حيث استغلوا الظروف الراهنة المتزامنة وانشغال العالم بالبحث عن لقاح للقضاء على الفيروس، والحرص على تطبيق تدابير الحجر وإجراءات الوقاية لسلك قوارب الموت، حيث تمكن حراس السواحل خلال شهر جوان المنصرم، من إحباط عدة محاولات للحرقة، الأمر الذي دفع  بالجمعية الوطنية للتوعية والتحسيس إلى التوجه نحو الشباب، لتنبيههم بمخاطر الهجرة غير الشرعية، من خلال تكثيف جهودها في سبيل رفع مستوى الوعي لدى الشباب، الذين لا يزالون يؤمنون بوجود جنة الفردوس في الضفة الأخرى.

أوضح قدور عقون، نائب الرئيس بالجمعية الوطنية للتوعية وتحسيس الشباب، في معرض حديثه لـ«المساء"، أن الجمعية بالتعاون مع أعضائها الموزعين عبر عدد من الولايات، تتابع  بصورة مستمرة، مجريات الأحداث المرتبطة بـ«الحراقة"، من الذين اختاروا استغلال الظروف في محاولة للهجرة والمجازفة بحياتهم، وحسبه، فإنه وعلى الرغم من الحملات التحسيسية التي سبق للجمعية أن قامت بها، في عدد من الولايات، لتوعية الشباب حول مخاطر الهجرة السرية، وما يترتب عنها من نتائج وخيمة، وفي مقدمتها الموت في عرض البحر، إلا أن الوعي لا يزال ضعيفا، الأمر الذي يتطلب، حسبه، "بذل مزيد من الجهد، خاصة أن نشاط الحراقة عاد مجددا في عدد من الولايات الساحلية".

من جهة أخرى، أوضح المتحدث بأن الوباء تسبب في الحد من نشاطات الجمعية، بالنظر إلى ظروف الحجر وضرورة الالتزام بتدابير الوقاية، مضيفا بقوله "كان مخططا، إطلاق قافلتين تحسيسيتين، الأولى في بداية شهر مارس، تنطلق من العاصمة إلى غاية ولاية عنابة، بينما القافلة الثانية تنطلق من العاصمة، وتمتد إلى غاية ولاية عين تموشنت، غير أن  تفشي الفيروس وما تبعه من إجراءات الحجر أوقف نشاطات الجمعية"، مشيرا إلى أن الجمعية وأمام كل هذه الأحداث، تحاول اليوم العودة، بعد التكيف مع الإجراءات الجديدة، لتمارس نشاطها التحسيسي، بالتعاون والتنسيق مع السلطات المحلية، وعن طريق الاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لافتا إلى أن إقناع "الحراق"  بالعدول على فكرة الحرقة لا يزال من المهام الصعبة، خاصة أن هذه الفئة من جيل التسعينات ومخلفات العشرية السوداء، ممن تكونت لديهم عقلية يصعب التعامل معها، بالنظر إلى ما عايشوه، وهو ما أثر على تركيبتهم السيكولوجية والسوسيولوجية، يقول؛ "من أجل هذا، يجري الاستعانة، عند القيام بالأنشطة التحسيسية بحراقة شباب فشلوا في الذهاب إلى الضفة الأخرى، انخرطوا في الجمعية، يجري الاستعانة بهم كي ينقلوا لغيرهم من المغامرين، تجاربهم الفاشلة ومعتقداتهم الخاطئة المرتبة بحلمهم في بلوغ جنة الفردوس".

على صعيد آخر، أوضح نائب الرئيس بالجمعية، أنهم كمجتمع مدني، وإلى جانب التوعية والتحسيس من مخاطر الهجرة السرية، سعوا جاهدين إلى المساهمة في التوعية من انتشار فيروس "كورونا"، عن طريق القيام بالعديد من الحملات التي تهدف إلى رفع الوعي، والحث على وجوب احترام تدابير الوقاية والحجر لمنع انتقال العدوى.