نسمات الدخول المدرسي تهب على العاصمة
كتب ودفاتر وأقلام ترسم طريق النجاح

- 253

مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، تتزين العاصمة الجزائرية بحلة جديدة، تعكس روح الاستعداد والتحضير لعام دراسي جديد، وفي قلب هذه الحركة النشطة، تتحول ساحة "أول ماي" إلى فضاء استثنائي، يحتضن معرضا كبيرا مخصصا للدخول المدرسي، يجمع بين البعد التجاري والروح الاجتماعية، ويمنح للعائلات الجزائرية متنفسا حقيقيا، لتأمين مستلزمات أبنائهم الدراسية في أجواء منظمة ومريحة.
منذ افتتاح هذا الفضاء، الأسبوع الفارط، يشهد المعرض إقبالا واسعا من المواطنين من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، موقعه الاستراتيجي أو أسعاره التنافسية، وحتى اختلاف معروضه من السلع والخدمات، ساهم في بعث الحياة بين أجنحة المعرض، التي تمتد على مساحات واسعة، تعج بالحركة والنشاط، وتنبض بالحياة والفرح، أطفال يركضون بين رفوف الأقلام والدفاتر، وآباء وأمهات يتفقدون الأسعار بعناية، باحثين عن الجودة والسعر المناسب، فيما تصدح مكبرات الصوت بموسيقى تربوية هادئة، تضفي على المكان سحرا وجوا خاصا.
ما يلفت الانتباه في هذا المعرض؛ التنوع الكبير في المعروضات، الذي يرضي مختلف الأذواق والميزانيات، فالفضاء لا يقتصر فقط على الأدوات المدرسية التقليدية، بل يقدم تشكيلة واسعة من المستلزمات، التي يحتاجها التلميذ في مختلف الأطوار التعليمية، بداية بالأقلام والدفاتر والمحافظ، وصولا إلى الكتب المدرسية، المآزر، الكراريس، اللوحات التعليمية، الحواسيب اللوحية، الآلات الحاسبة، وحتى اللوازم الفنية والتقنية.
كما يضم المعرض، أجنحة مخصصة للملابس المدرسية الجاهزة والمصنوعة محليا، وهي تعرض بتصاميم عصرية وجودة محترمة، كثيرا ما لاقت استحسان الجمهور، ما يجعل من المعرض وجهة متكاملة لتجهيز التلميذ من الرأس إلى القدم، دون الحاجة إلى التنقل بين المحلات والأسواق.
أسعار في متناول الجميع ودعم مباشر للعائلات
الجانب الاجتماعي للمعرض، لا يقل أهمية عن الجانب التجاري، حيث حرص المنظمون، بالتعاون مع السلطات المحلية وبعض الجمعيات، على ضمان أسعار مدروسة وتخفيضات حقيقية، فضلا على توفير خدمات من نوع ثانٍ، ولأن الدخول المدرسي لا يقتصر فقط على شراء الأدوات، بل يرتبط أيضا بالتهيئة النفسية والذهنية للتلميذ، تم تخصيص فضاءات ثقافية وترفيهية داخل المعرض، حيث نظمت بالمناسبة، ورشات للرسم والخط، وقراءات قصصية جماعية، وألعاب تربوية، تهدف إلى تحفيز الأطفال وتشجيعهم على حب المدرسة والتعلم، خصوصا للمتمدرسين الجدد، والذين يتم إعطاؤهم نفحة من الرغبة للانضمام إلى ذلك العالم، والاستعداد له دون خوف، حيث شهدت بعض الأجنحة، مشاركة مستشارين تربويين ونفسيين، قدموا نصائح للأولياء حول كيفية مرافقة أبنائهم خلال الموسم الدراسي، وطرق تنظيم الوقت، وتحفيز الرغبة في الدراسة. لاحظت "المساء"، خلال الجولة بين أروقة المعرض، ارتياحا كبيرا في أوساط الزوار، حيث أبدى عدد منهم ارتياحهم للجو هناك، خصوصا بعد تخوفهم من ارتفاع التكاليف، ليتفاجؤوا حينها بأن تلك الأسعار كانت في متناول الجميع، خصوصا في ظل الأسعار المرتفعة في باقي الأسواق الخاصة، ليكون هناك تنوع فيها، وكذلك في الأدوات المعروضة ذات النوعية الجيدة، خصوصا محلية الصنع منها، حسبما اتفق عليه الكثيرون. منذ الساعات الأولى لافتتاحه كل صباح، إلى غاية وقت متأخر من اليوم، وإلى غاية انطلاق الموسم الدراسي، يجذب المعرض، حسب القائمين عليه، انتباه العائلات التي تتوافد إليه من مختلف أحياء العاصمة، وحتى من خارجها، في مشهد يكشف عن مدى الحاجة إلى مثل هذه المبادرات، التي تضع مصلحة المواطن في صميم أهدافها، فما يميز هذا المعرض، ليس فقط تنوع المعروضات أو تعدد العارضين، بل روحه التضامنية، وحرصه على توفير بدائل حقيقية للأولياء، الذين يواجهون كل سنة، أعباء مالية متزايدة، بسبب ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية في الأسواق العادية.