ضريح ماسينيسا بقسنطينة

كتاب مفتوح على البطولات وملجأ للفارين من حرارة المدينة

كتاب مفتوح على البطولات وملجأ للفارين من حرارة المدينة
  • القراءات: 793
زبير. ز زبير. ز

يستقطب معلم ضريح ماسينيسا الواقع بمقاطعة الخروب، ولاية قسنطينة، خلال الفترة المسائية، العديد من العائلات الفارة من حرارة الأحياء وجدران المنازل، باحثا عن مكان هادئ للتنزه وتنفس هواء عليل، سواء للقادمين من مدينة الخروب أو حتى من العائلات التي تسكن مدينة قسنطينة، أو المدن المجاورة للخروب.

وقد زاد زوار ضريح ماسينيسا، خلال السنوات الأخيرة، بعد عمليات الإسكان التي برمجتها ولاية قسنطينة، ابتداء من سنة 2018، بعدما تم توزيع أكثر من 3000 سكن اجتماعي بالقطب الحضري الجديد ماسينيسا، يضاف لهم أكثر من 2000 سكن من صيغة "عدل 2" بكل من الموزينة والبشاكرة، وأكثر من 2000 سكن اجتماعي بمنطقة عين نحاس، حيث ساهم ظهور هذه التجمعات السكنية الجديدة بمحيط الضريح، في زيادة عدد الوافدين على هذه المنطقة، التي تدخل ضمن مناطق التراث المادي المحمي.

يوفر المكان لزائريه، إضافة إلى القيمة التراثية التي يمثلها، جوا رائعا للاسترخاء والراحة النفسية، خاصة أنه يقبع فوق مرتفع، يسمح للزوار برؤية العديد من المناطق التابعة لبلدية الخروب، أو حتى التابعة لبلدية ابن باديس المجاورة، كما تلجأ العديد من العائلات إلى هذا المكان المرتفع، من أجل الاستمتاع بالهواء العليل، خاصة في الفترة المسائية التي تمتد غالبا إلى الفترات الليلية، حيث يصبح المكان محجا للعائلات والشباب من أجل قضاء سهرات الصيف، في ظل نقص المرافق المخصصة للنزهة والاستجمام بعاصمة الشرق.

تنبهت السلطات المحلية إلى أهمية الموقع في استقطاب العائلات القسنطينية، أو حتى السياح من الجزائر ومن خارجها، حيث قامت بتوضيب محيط الضريح، مع تعبيد الساحة المجاورة له، وتخصيص أماكن لركن السيارات وأماكن أخرى لجلوس الزوار، مع تدعيم المكان بمقر دائم للأمن وجولات مستمرة لفرق الدرك الوطني، التي تعمل على محاربة كل الظواهر التي تسيئ إلى المنطقة، خاصة من بعض المنحرفين، الذين يسعون إلى تحويل المنطقة إلى مكان لتناول الخمور والمخدرات، في حين يفتقد المكان لبعض المرافق، على غرار أكشاك بيع الماء أو المراحيض العمومية.

يكتسي ضريح ماسينيسا، الذي يعود إلى القرن الثاني ميلادي، حسب المختصين، أهمية كبيرة عند السياح الذين يزورون قسنطينة، خاصة بعدما تم الإشارة خلال أبحاث أحد المؤرخين الفرنسيين، في حوالي سنة 1912، إلى أن الضريح المبني من حجارة كبيرة بشكل مستطيل، والذي يحمل الهندسة الإغريقوفينيقية، وكان يرتفع عن سطح الأرض بحوالي 30 مترا، يمكن أن يكون قبرا  للملك النوميدي ماسينيسا الذي حكم المنطقة بين 205 و148 قبل الميلاد، في حين يرى مؤرخون أخرون، أن الضريح يمكن أن يكون إلى ماكسيبا ابن ماسينيسا ونجله عذربعل الذي تم القضاء عليه من طرف ابن عمه يوغرطة، بعد مدة قصيرة من وفاة ماكسيبا، وهو ما يفسر، حسب المؤرخين، من أصحاب هذا التوجه، وجود هيكلين عظميين بالضريح، بالإضافة إلى خوذة محارب ملكية وأسلحة.