بعد نجاح التكفل بأطفال الشلل الدماغي
قوافل طبية جديدة مخصصة للأمراض النادرة
- 201
رشيدة بلال
بعد النجاح الكبير الذي حققته القوافل الطبية في مجال التكفل الطبي والعلاجي بعدد معتبر من أطفال الشلل الدماغي والمعاقين عبر مختلف ولايات الوطن، طرح أحمد مقدم، رئيس الجمعية الوطنية "أمل الحياة لأطفال الشلل الدماغي"، فكرة مشروع إنساني جديد، يتمثل في إطلاق قوافل للتكفل الشامل بأمراض أخرى؛ على غرار: مرض أرثروغريبوز، وسبينا بيفيدا، وشلل الضفيرة العضدية، وتشوهات اليد، والتشوهات الخلقية، وتشوهات الرجلين، إضافة إلى جراحة آثار الحروق.
ويأتي هذا المشروع، كما أوضح مقدم في معرض حديثه مع "المساء"، في إطار مرافقة جهود الدولة، الرامية إلى رفع الغبن عن الفئات الهشة، والمساهمة في تعزيز العمل الجواري؛ من خلال تقريب الخدمات الصحية من الفئات الضعيفة والمعوزة.
وكان لانتشار مشروع القوافل الطبية الخاصة بالتكفل الشامل بأطفال الشلل الدماغي عبر التراب الوطني، أثرٌ بالغ في دعم جهود التكفل الطبي والعلاجي والجراحي بعدد كبير من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، وحتى الأطفال ذوي الإعاقة الأخرى، حسب ما أكد رئيس الجمعية أحمد مقدم. فقد تمكنت الجمعية بمعية الفريق الطبي التطوعي الذي رافق جهودها منذ سنة 2021، من التكفل بأكثر من ثمانية آلاف طفل استفادوا من فحوصات طبية مجانية. كما تمكن العديد منهم من الوقوف والحركة، في حين استفاد أكثر من 500 طفل، من حقن التوكسين. وآخرون خضعوا لعمليات جراحية دقيقة، فضلاً عن خدمات طبية متنوعة، أعادت الأمل للأطفال المصابين وأسرهم، التي تنتظر بشغف أي بادرة أمل في شفاء أبنائها، أو على الأقل التقليل من معاناتهم، والتخفيف من العبء المالي.
وأشار مقدم إلى أن هذه النتائج الإيجابية الملموسة على أرض الواقع والتي كان آخرها التحضير لفتح ثلاثة مراكز للعلاج الطبيعي المكثف بكل من الجزائر، وبرج بوعريريج وميلة إضافة إلى مركز رابع بولاية ورقلة، كشف عنها والي الولاية مؤخرا تزامنا واحتضان الولاية، هذه الأيامَ، القافلة الطبية للتكفل بأطفال الشلل الدماغي لفائدة 500 طفل. وكلها معطيات شجعت الجمعية على التفكير في توسيع نطاق القوافل الطبية، لتشمل أمراضاً أخرى لا تقل أهمية عن الشلل الدماغي.
وأوضح رئيس الجمعية أن الخدمات الطبية المقدمة خلال القوافل تتنوع بين العمليات الجراحية المجانية، وجراحة العظام والمفاصل، وجراحة الأطفال، وتقديم حقن التوكسين، مؤكداً أن الجمعية تراهن في كل مرة، على دعم ومرافقة الأطباء المختصين المتطوعين؛ لمد يد العون للفئات الهشة والفقيرة، التي تعجز عن التكفل بمثل هذه الحالات الصحية المعقدة.
من جهة أخرى، أكد المتحدث أن نشاط الجمعية ذو طابع إنساني قبل كل شيء. ويدخل ضمن برنامجها السنوي الذي يحظى بدعم ومساندة المرصد الوطني للمجتمع المدني، والهلال الأحمر الجزائري، وعدد من رجال الأعمال، الذين لا يتوانون عن المساهمة في تمويل نشاطات الجمعية، وتسهيل عمل القوافل الطبية والفرق المشاركة في هذا العمل الإنساني الموجه لخدمة هذه الفئة الحساسة من المجتمع.