موسم جديد بلمسة أكثر أنوثة
قطع من التسعينيات تعود إلى واجهة الأزياء

- 170

انتعشت موديلات الملابس الجاهزة، محلية الصنع، منذ فترة، بعدما أحيت الكثير من ورشات الخياطة، لحرفيين ومؤسسات ناشئة، نشاطها الصناعي، إذ تفوقت في جودة ونوعية تصاميمها، منافسة بذلك مختلف السلع الأجنبية، لاسيما التركية التي طغت على السوق في فترة مضت، ونجحت بتنافسية أسعارها في استقطاب محبي الموضة، لاقتناء قطع وأطقم، سواء للارتداء اليومي أو المناسبات، أو المنزلي، على غرار الجبة التقليدية، التي جاءت في تصاميم اختلفت ألوانها وأشكالها، لتلبية مختلف الأذواق.
في جولة قادت "المساء" إلى عدد من محلات بيع الملابس الجاهزة، شد انتباهها العدد الهائل للنساء المقبلات على تلك المحلات، بشكل خاص الفئة التي كانت في رحلة بحث عن قطع مميزة للموسم الحالي، لاسيما وأن الوقت تزامن وتحضيرات عيد الأضحى المبارك، وهي مناسبة لم تعد العائلات تكتفي فيها باقتناء أضحية العيد، والقيام ببعض الترتيبات في البيت، بل أصبح الاحتفال بها بطلة جميلة، خصوصا للنساء، قانون أساسي لتلك المناسبة، وقاعدة لا مفر منها، خصوصا أن "الموضة" والجمال باتا مرادفين للحياة اليومية لكل متتبع لذلك العالم المتجدد من التصاميم.
كانت الوجهة الأولى إلى سوق "ميسوني" وسط العاصمة، الذي تحول إلى قبلة مثالية لمحبات التسوق، ففيه يوجد كل شيء، من قطع كاملة، إلى أزياء رسمية، يومية، وحتى الخاصة بالبيت وقطع النوم، وغيرها من الأكسسوارات المصاحبة، حيث عجت محلات هذا السوق منذ أولى ساعات النهار إلى غاية وقت متأخر من الفترة المسائية، بالنساء، اللواتي اغتنمن عطلة أطفالهن، لاصطحابهم في مهمة إيجاد ما يليق بهن من لباس وتصميم حديث بآخر صيحة. وككل موسم، أصبحت الجزائر، تواكب هي الأخرى العالم في الموضة والتصاميم الجديدة، وقطع طبق الأصل لما يتم تداوله عبر مواقع التواصل، للموديلات التي تسجل الترند خلال الموسم، من مختلف الماركات العالمية، ما على الفتاة إلا تنسيق قطعها بما يليق بجسمها وتفضيلاتها من تلك الموديلات، ما أصبح يعرف" بالاوتفيت" (أي لباس الخروج باللغة الإنجليزية). وخلال كل موسم، يحاول صناع هذا العالم الخروج من كلاسيكية المواسم السابقة، لتروج بعض القطع، وتختفي أخرى أو يتواصل رواج أخرى، تماشيا مع الموسم، لدرجة أصبحت ثقافة قائمة بحد ذلتها، وتشكل للبعض مصدر رزق مهم، لاختيار التصاميم، أو ابتكار قطع جديدة، أو حتى الترويج لها، وما إلى ذلك مما يرتبط بهذا العالم.
يبدو أن تصاميم الموسم، هي عودة تلك اللمسة الأنثوية للقطع الصيفية، والتي فقدتها الفتاة، بسبب حياتها العملية في فترة سابقة، وكانت عودة التنانير إلى الواجهة بشكل ملفت للانتباه، بألوان وأشكال وطول مختلف.
في حين كانت القطع الأساسية المرفقة لتلك القطع، على غرار القمصان المحددة للخصر، وباتت القطع من المقاس الكبير أو ما يعرف بـ«الأوفر سايز"، من حديث الماضي، لتعود تصاميم التسعينات من تلك القمصان البسيطة أو الأخرى المخططة، رائجة خلال الموسم.
وأكثر الخامات تماشيا مع موسم الصيف؛ القطن والكتان، وهو ما صممت به تلك الأزياء، وكذا "الجينز" الذي عاد لتصميم كل القطع، من السروال إلى التنورة والقميص وحتى حقائب اليد، وغيرها.
ألوان الصيف الجميلة ...
أما عن الألوان، فاللمسة الأنثوية كانت بألوان مستوحاة من لباس الأميرات، فاتحة؛ كالأصفر والوردي والأزرق والأخضر بتدرجات جد فاتحة، تتماشى وحرارة الجو التي لا تتطلب التكلف في ارتداء تلك الألوان، بل البساطة هي أكثر ما يليق بها. وأخيرا لفت انتباه "المساء"، أنواع جديدة من الأحذية، بل وبعضها قديم، عاد من جديد على شاكلة حذاء "البالرين" أو ما كانت ترتديه راقصات "البالي"، الذي اختفى تماما من الواجهة، ليعود من جديد كتصميم رائج لأزياء 2025، بألوان بسيطة تتماشى مع كل التصاميم تقريبا.
وحول سياسة "الصولد" التي اعتاد عليها الجزائري، أكد عدد من أصحاب تلك المحلات، أنه سوف يتم تحديد فترتها قريبا، بعد قرار الوصاية، لطرح الفائض من السلعة، وعرض الموديلات الجديدة للموسم الصيفي، مشيرين إلى أن التخفيضات لن تمس كل المنتجات، خصوصا أن الموسم انطلق قبل أوانه، ما جعل عرض السلع الجديدة يسبق ما كان محددا، خاصة بعد الإقبال الواسع على السلع، بين عيدي الفطر وعيد الأضحى.