توافد منقطع النظير للسياح الأجانب خلال الصائفة

قصبة الجزائر.. معلم سياحي بامتياز يستقطب عشاق التاريخ

قصبة الجزائر.. معلم سياحي بامتياز يستقطب عشاق التاريخ
  • القراءات: 709
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

شهدت القصبة العتيقة خلال هذه الصائفة، بفضل جمال أزقتها وشوارعها ومنازلها، وحتى مطاعمها، توافدا منقطع النظير للسياح الأجانب، الذين أثار فضولهم العدد الكبير من الفيديوهات التي نشرها صناع المحتوى ومحبي المغامرات، من المواطنين الذين كانت لهم تجربة زيارة هذه المنطقة من العاصمة، المندرجة ضمن محميات "اليونسكو"، المثيرة لفضول واهتمام محبي التاريخ.

وقد شد انتباه "المساء"، خلال تجوالنا بأعالي تلك المدينة المطلة على زرقة المتوسط، العدد الكبير للزوار الأجانب، المتجولين ضمن فرق ومجموعات كبيرة، قائدها مرشد يعرف تفاصيل تلك المنطقة، ويدرك تماما ما يثير اهتمام الزائر، خاصة أنه، وإلى جانب المتاحف العديدة التي تحتضنها القصبة من العهد العثماني، إلا أن المدينة في حد ذاتها، متحف كبير مفتوح على الهواء الطلق، مدينة بالرغم من ضيقها وصغر أزقتها، إلا أنها واسعة من حيث التاريخ والقصص التي يمكن أن يرويها لك هناك المرشد ابن المنطقة.

وقد حول العديد من السكان، الذين لا يزالون يقطنون المنطقة، بيوتهم إلى متاحف، لزيارتها، وهو ما استحسنه كثيرا زوار القصبة، الذين حاولوا من خلال تجوالهم، اكتشاف جزء من تلك الحضارة العثمانية التي مرت على الجزائر.

وقد ساعدت كثيرا مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "الانستغرام"، في الترويج لهذا المعلم السياحي، وتمكنت فيديوهات نشهرها رواد تلك المواقع ومؤثرون، من إبراز جمال تلك المدينة العتيقة، حيث يشرح من خلالها هؤلاء، كل التفاصيل التي تهم الزائر من حيث طريق الوصول، المسار المتبع، وأيضا تكلفة المرشد، أو حتى المطعم الذي ينصح الأكل فيه.

يعد حي القصبة بموقعه ومعالمه وهندسته، شاهدا على الحضارة العابرة للجزائر، لاحتوائه على أكبر تجمع عمراني لمبان يعود تاريخ بنائها إلى العهد العثماني، حيث كانت مقر السلطان، وقاعدة عسكرية مهمتها الدفاع عن القطر الجزائري، لها موقع استراتيجي يقابل البحر المتوسط، وهي مبنية على الطراز التركي العثماني، قريبة من المتاهة، بفضل ازقتها الصخرية الضيقة، وسلالمها التي تأخذك إلى أعالي المنطقة، لا يغامر فيها الغريب... إذ يكتشفها من خلال مساعدة المرشد السياحي، لاسيما أن المنطقة تعرف مرشدين كثر، فكل واحد منهم يعدك بجولة لا مثيل لها، من خلال كشف بعض الأسرار وتفاصيل حول تلك المدينة الجميلة.

ومن أهم أزقة القصبة، نذكر منها "زنيقة العرايس" و«زنيقة مراد نزيم بك"، وفيها عدة عيون مشهورة، كالعين المالحة في باب جديد وبئر جباح في قلب القصبة وزوج عيون في أسفلها، تتوسطها العديد من المحلات لحرفيين، البعض منهم  مختص في الجلود وآخرون في النحاس، إلى جانب الخشب، وغيرها من الحرف التي، بالرغم من تحديات المهنة، إلا أنها تحارب الاندثار وتكافح للبقاء وإعطاء تلك اللمسة "العريقة" لقصبة الجزائر.

ومن الدور والقصور التي تشهد استقطاب السائح الأجنبي بشكل كبير، دار عزيزة بنت السلطان، قصر مصطفى باشا، قصر دار الصوف، قصر دار القادس، قصر سيدي عبدالرحمن، وقصر دار الحمرة، في حين تحولت أخرى إلى مراكز ثقافية أو دور للتكوين المهني، وغيرها من المؤسسات التي استغلتها بعض الجهات الرسمية.

كما نذكر من أهم المعالم هناك، المساجد العتيقة التي خلفها العثمان، بين كل من القصبة السفلى والعليا، وهي الجامع الكبير والجامع الجديد وجامع كتشاوة وجامع علي بتشين، وجامع السفير وجامع السلطان، كلها لا تزال شواهد قائمة لمعالم إسلامية يزورها العالم، ولا يمكن تفويت مشاهدة جمالها أو الصلاة بها، لكل مار عبر أزقة القصبة الجميلة.