دعا للاهتمام أكثر بأصحاب المؤسسات الناشئة... المخترع بلقاسم حايف:
قدّمتُ مشروعا بيئيا ينهي أزمة الماء بالبليدة

- 140

قدّم الباحث والمخترع في مجال الطاقة بلقاسم حايف، ابن بلدية وادي العلايق بولاية البليدة، مشروعا مبتكرا، يهدف إلى القضاء على مشكل ندرة المياه التي تعاني منها الولاية، خاصة خلال فصل الصيف؛ حيث يتزايد الطلب على هذه المادة الحيوية. ويتمثل المشروع في إعادة استغلال المياه الناتجة عن المكيفات الهوائية بعد نجاح تجربة نموذجية، نُفذت على مستوى مقر بلدية وادي العلايق.
قال المخترع في حديثه إلى "المساء": "إن التجربة وفرت أزيد من ألف لتر من الماء يوميا طيلة فصل الصيف، من خلال استغلال أكثر من 50 مكيفا هوائيا ينتج كل واحد منها حوالي 35 لترا يوميا". وأضاف أن هذه المياه جُمعت، وصُفّيت، وخُزنت، ثم أُعيد ضخها في الشبكة المحلية؛ ما جعل البلدية تستغني عن التزويد من مؤسسة الجزائرية للمياه طيلة الموسم الحار.
وأوضح حايف أن المشروع يعالج إشكالية ندرة المياه في فترة الصيف، مشيرا إلى أنه سبق أن عرضه على مصالح الولاية، التي وعدت بتبنّيه، وامكانية تعميمه كمشروع نموذجي على باقي البلديات، بل والتفكير في الترويج له على المستوى الوطني. كما اقترح تعميمه على المشاريع السكنية الجديدة؛ سواء الاجتماعية أو صيغة عدل، مؤكدا أن عمارة واحدة يمكن أن تنتج ما يفوق 3000 لتر من المياه يوميا من مخرجات المكيفات الهوائية، وهي كمية كافية لتغطية حاجيات السكان، والتخفيف من معاناة الطوابق العليا.
وحايف شاب جزائري اختار الاستثمار في مجال البيئة، فأسس شركة ناشئة، تمكنت من الفوز بالجائزة الأولى في تجمّع الشركات الناشئة الإفريقية سنة 2023، حول موضوع المحافظة على البيئة، والتأقلم مع التغيرات المناخية. كما سبق أن طُرحت فكرته الخاصة باستغلال مياه المكيفات الهوائية منذ أكثر من عشر سنوات، في دبي؛ حيث تم تطبيقها على مستوى مجمعات سكنية هناك، ولقيت نجاحا كبيرا.
إلى جانب هذا المشروع، تعمل شركته على عدة ابتكارات أخرى، منها مشروع للطاقة الشمسية، جُسد بمدرسة ابتدائية في بلدية بني تامو. ومشروع آخر حاز على مراتب متقدمة في دبي، يتعلق بمكيفات هوائية موفرة للطاقة، تساهم في تقليص استهلاك الكهرباء، وإطالة عمر الجهاز، والتقليل من نسبة الاحتباس الحراري، مع استغلال المياه الناتجة في دورة التبريد.
ورغم ما تحقق من إنجازات عبّر حايف عن أسفه لغياب الاهتمام المحلي بمثل هذه المشاريع، مؤكدا أن ابتكاره مايزال متوقفا على رخصة للتعريف به، والترويج له، في وقت تعاني البليدة من أزمة عطش خانقة.
وانتقد حايف ضعف مرافقة المجالس المحلية للشركات الناشئة، داعيا السلطات إلى التقرب أكثر من أصحاب هذه المبادرات؛ إذ إن الاقتصاد الوطني يبدأ من المستوى المحلي. ودعم هذه المشاريع يمثل خدمة حقيقية للاقتصاد الوطني.