في لقاء تحسيسي بالمركز النفسي بعنابة
فرط النشاط وتشتّت الانتباه يجمع الأولياء والمختصين

- 174

نظّمت إدارة المركز النفسي البيداغوجي عنابة 1، الشهيد بوعقال أحمد (شاندمارس)، مؤخرا، لقاء تحسيسيا لفائدة أولياء أطفال أفواج التفطين، والمرافقة التربوية، والتربية المبكرة، في إطار الأيام الدراسية والتحسيسية التي دأبت على تنظيمها بشكل دوري؛ بهدف تعميق وعي الأسرة التربوية والأولياء بمختلف الصعوبات النفسية والسلوكية التي قد تواجه الأطفال في مراحل النمو والتعلّم المبكر.
أشرفت على تأطير هذا اللقاء أخصائية نفسانية عيادية، قدّمت مداخلة علمية وتوجيهية حول موضوع "اضطراب فرط النشاط المصحوب بتشتّت الانتباه والتركيز" . وهو اضطراب يُعدّ من أكثر المشاكل السلوكية والنفسية شيوعا عند الأطفال. ويطرح تحديات كبيرة سواء داخل الأسرة أو في البيئة التربوية، خاصة عند التعامل مع متطلبات التعليم والتكيف الاجتماعي.
وسلطت الأخصائية الضوء خلال اللقاء، على أهم أعراض هذا الاضطراب، والتي تتراوح بين النشاط الزائد الذي يصعب التحكم فيه، وفقدان التركيز بسرعة، والسلوك الاندفاعي غير المحسوب، مشيرة إلى أن هذه السلوكات قد تؤثر، بشكل مباشر، على أداء الطفل الدراسي، وتواصله مع زملائه ومحيطه.
كما قُدّم شرح مبسّط حول كيفية التفريق بين النشاط الطبيعي للطفل وفرط النشاط المرضي، وهو ما أثار تفاعلاً كبيرا من قبل الأولياء، الذين طرحوا تساؤلات كثيرة بخصوص تصرفات أطفالهم اليومية، ومدى حاجتهم إلى تشخيص نفسي دقيق، أو تدخّل علاجي وسلوكي.
وقد شددت الأخصائية على أهمية المرافقة النفسية المبكرة لهؤلاء الأطفال. وأكدت أن الدعم الأسري يشكل عنصرا محوريا في تحسين حالتهم، وتسهيل إدماجهم في الوسط المدرسي. كما حذّرت من اللجوء إلى العقاب كأسلوب للتعامل، داعية إلى استخدام أساليب تربوية إيجابية، قائمة على الفهم، والصبر، والتواصل. وعرف اللقاء تفاعلًا لافتا من طرف الحاضرين، حيث ثمّن الأولياء هذه المبادرة، وعَدُّوها فرصة سانحة لفهم أعمق للمشاكل التي يعيشها أبناؤهم، مؤكدين حاجتهم إلى مزيد من هذه اللقاءات؛ لتقوية معارفهم النفسية والتربوية، ومساعدتهم على أداء دورهم بشكل أكثر فعالية.
من جهتها، أكدت إدارة المركز النفسي البيداغوجي عنابة 1، أن هذه المبادرة ليست سوى خطوة أولى ضمن سلسلة من اللقاءات المبرمجة خلال الأيام القادمة، والتي ستتناول مواضيع أخرى تمسّ الواقع اليومي للأطفال، بمشاركة مختصين في مجالات متعددة، بما يعزز الوعي الجماعي، ويخلق جسورا قوية بين المؤسسة التربوية والأسرة.
ويبقى مثل هذه اللقاءات خير دليل على سعي المركز إلى ترسيخ ثقافة التوجيه النفسي، وتعزيز التكامل بين الجوانب التربوية والنفسية؛ لما فيه خير الأطفال ومستقبلهم.