فهيمة سديري رئيسة جمعية "تفلست"
غياب الدعم المادي سيقود إلى التوقف عن النشاط

- 593

تأسفت فهيمة سديري، رئيسة الجمعية الثقافية "تفلست"، التابعة لبلدية آيت يحيى في ولاية تيزي وزو، من تجاهل السلطات للجمعيات الناشطة في مجالات مختلفة وعدم العمل على مساندتها لبلوغ أهدافها، موضحة أن الجمعية الولائية التي تقودها منذ سنتين، تجد صعوبات كبيرة في تنظيم نشاطات من أجل ترقية التراث الثقافي، وهو الهدف الذي أنشئت من أجله، داعية السلطات المعنية إلى إيلاء أهمية للجمعيات الناشطة لضمان استمرارها في الميدان، لأنه في حال بقائها دون دعم سيتوقف العديد منها.
أضافت سديري في معرض حديثها، أنّ الجمعية الثقافية التي تحمل اسم "تفلست"، بمعنى الثقة، تسعى إلى إبراز الزخم الثقافي المادي للولاية والمتمثل في الأطباق والمأكولات التقليدية التي تتفنن المرأة منذ أزل بعيد في إعدادها، مشيرة إلى أن العديد من هذه الأطباق نسيت مع الزمن أو بسبب مزاحمة الأطباق العصرية لها، وبسبب ضيق الوقت أيضا، خاصة أنّ المرأة أصبحت اليوم عاملة وتتقاسم وقتها بين العمل والبيت، تقول "لذلك الجمعية الثقافية تفلست أرادت عبر نشاطاتها، تذكير نساء القبائل بأطباق قديمة من أجل إعادة إحيائها وإعدادها أيضا، نظرا لأهميتها الصحة، كما أنها تمثل جزءا من ثقافتنا وهويتنا".
أشارت المتحدثة إلى أنه وفي ظرف سنتين، شاركت الجمعية في إحياء عدة نشاطات محلية، منها إحياء ذكرى اندلاع ثورة نوفمبر، الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، عيد المرأة، الربيع الأمازيغي وغيرها من النشاطات التي تستغلها الجمعية لتنويع جناحها، وتبهر الزوار بأنواع الأطباق التقليدية المحضرة، منوهة بجهود الجمعية التي استطاعت إحياء العديد من الأطباق، حيث عرضت خلال مشاركتها، في إحياء يناير 99 بالمائة من المأكولات التقليدية، منها أطباق بدت غريبة بالنسبة لبعض الزوار أو نسيت تماما، بينما أشار البعض الآخر إلى سماعهم بها أو تذوقها، لكن منذ زمن بعيد، حيث كانت هذه المشاركة فرصة الزوار لاكتشاف عمق التراث.
ذكرت المتحدثة أن الجمعية تهتم بكل ما له علاقة بالعادات والتقاليد والتراث بصفة عامة، وأنها تعمل دائما على عدم تفويت أية فرصة من أجل إبراز هذا الجانب الغني من التراث، متأسفة عن عدم دعوتها للمشاركة في معارض وصالونات تنظم في مناسبات كبيرة بأرجاء الولاية أو خارجها، بغية التعريف بالأطباق التقليدية القبائلية، مؤكدة على أنها تهتم كثيرا بالعادات والعمل على إظهارها للمواطنين لتحفيزهم على العودة إليها، نظرا لفوائدها الصحية، كما أنها من مكونات الهوية الثقافية الأمازيغية.
أشارت السيدة فهيمة سديري إلى أن أغلب أعضاء الجمعية، طلبة يتشاركون ومنذ سنتين، مهمة الكشف عن الكثير من خبايا التراث، خاصة أنه تم تسجيل تعطش من طرف الشباب للاطلاع أكثر على هذا الجانب، مؤكدة أن الجمعية لا تملك الإمكانيات التي تسمح لها ببلوغ هذا العمق من البحث، حيث قالت بأنها لم تحظ بأي دعم مالي، فهي تنشط بإمكانياتها الخاصة وبدعم المنخرطين، مما يجعل نشاط الجمعية مقتصرا على الأشياء الصغيرة إلى حد الآن، مشيرة إلى أنها ورغم حبها للتراث والثقافة، تهاب الفشل، في ظل النقائص وغياب الإمكانيات التي تعرقلها.
❊س. زميحي