فادية عروج مختصة في علم الاجتماع:
على الأب تحمل مسؤوليته "الوجدانية"

- 636

"لا شيء أهم من الرعاية الأسرية ومشاركة الأب والأم في المهمة"، بهذا استهلت السيدة فادية عروج، مختصة علم الاجتماع حديثها إلينا، مشيرة إلى أن الأهم في التربية هي شعور الطفل بالدرع الواقي لأبيه وأمه، لأن ذلك يمنحه الحماية، الحب والرعاية التي يحتاجها الإنسان في تكوين شخصية متزنة وقادرة على أن تعكس تلك الرعاية مستقبلا لأطفالها... واسترسلت المختصة قائلة: "إن الأب بصفة خاصة منح له لقب "رب" العائلة، فعليه أن يكون جديرا بذلك الاسم لما يحمله من أبعاد وجدانية روحية واجتماعية، وذات مسؤولية كبيرة تدخل فيها التربية، فلا تقوم الأسرة إلا به، وغيابه تجعل تلك الأخيرة تعاني نقصا يشعر به الطفل منذ الصغر، حتى وإن عجز عن التعبير عن ذلك".
وأوضحت محدثتنا أن خروج الأبوين للعمل، يجعل من موضوع إعادة لمّ الشمل في أوقات عائلية جد مهم، وحقيقة لا يمكن أن ننكر أن العديد من الأسر في مجتمعنا تولي ذلك الاهتمام، فهذا ما نلاحظه عند الخروج إلى الحدائق أو المتنزهات أو غيرها من أماكن الترفيه، لنجد العديد من الأسر من أب وأم رفقة أطفالهم، فبعد أسبوع طويل من العمل يحق للأطفال أن يخرجوا مع والديهم حتى يشعرون باهتمامهم، مع حرصهم على تعزيز الروابط العائلية المهمة جدا في تكوين خلية أسرية متزنة.
وأضافت فادية لعروج أن الاهتمام ليس فقط بالخروج في نزهات عائلية، وإنما قد يكون داخل البيت، بمنح الطفل الوقت اللازم للنظر في انشغالاته المادية وخاصة المعنوية، فلا يكفي الاهتمام المادي فقط بتقديم الأكل والشرب، وللبعض معتقدات خاطئة حول الأمر، فيظن أن إغراق الأطفال بالهدايا مثلا أو شراء كل ما يشتهون هو الاهتمام بعينه، لكن ذلك خاطئ، لأن الاهتمام هو اهتمام الوجدان بالتقرب من الطفل واللعب معه، ونصحه وإرشاده ومحاورته، ومساعدته على تخطي عقبات الحياة المختلفة، كما يمكن أن يكون بكلمة طيبة وتشجيعية بالتربيت على الكتف أو بقبلة على الجبين، وغيرها من اللمسات التي تحمل في جوهرها رسالة الاهتمام والمرافقة.
وتضيف المتحدثة أنه عادة ما تقوم الأم بأعباء التربية والبيت نيابة عن زوجها، لتحل محل الأب إذا غاب من أجل العمل، لكن من واجب الأب أن يتواجد في حياة أسرته، ويتولى بنفسه القيام بمسؤولياته، وهنا يأتي دور الأم إذا لاحظت تخلي الأب عن تلك المسؤولية، وبحثه بأسلوب لطيف ومقنع ضرورة تقربه من ابنه، أو بحث الطفل بشكل جميل التواصل مع أبيه في مرحلة معينة من حياته، مثلا عند المراهقة، بطلب النصيحة من عند الوالد، وتتجلى أوجه الاهتمام في أشكال متعددة، يتقاسمها الوالدان حسب متطلبات الطفل وعمره.