الأخصائية العيادية نسرين العمري أكسيل:

علاج المشاكل النفسية أساسي قبل وأثناء وبعد الزواج

علاج المشاكل النفسية أساسي قبل وأثناء وبعد الزواج
  • 450
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تطرقت الأخصائية العيادية نسرين العمري أكسيل، خلال حديثها مع "المساء" إلى المعطيات المقدمة لها من خلال الحصص العلاجية  النفسية التي على ضوئها يمكننا تصنيف أهم النماذج التي تتحكم بالمشاكل الأسرية، إذ قسمتها إلى ثلاث نماذج، هي "الخلافات الزوجية ، طريقة تربية الأبناء والشخصيات المرضية داخل الأسرة والتي تؤثر سلبا على العلاقة"، كما قدّمت الحلول الواجب العمل بها للخروج بالأسرة إلى برّ الأمان. 

أشارت المختصة نسرين أكسيل في بداية حديثها إلى الخلافات الزوجية، التي قسمتها بدورها إلى أقسام، هي عدم رضا الطرفين ببعض، وهذه الظاهرة معروفة في الزواج التقليدي أو تهديد الأهل لأبنائهم إذا لم يقبلوا باختيارهم لشريك حياتهم فإنهم سيغضبون عليهم، أو نجد أيضا خوف المرأة أو الرجل من مرور الوقت وعدم الزواج ويمر القطار أو نجد المعتقد الشائع، إذا ما كان الرجل أو المرأة غير صالحين، فيفكر الأهل في تزويجهما قصد إصلاحهما. أيضا عدم فهم الزوجين للزواج إذ نجدهما غير مسؤولين، وفي اعتقادهما هو عرس فقط، ونجد أيضا من الأزواج من يتفق على قرارات وشروط قبل الزواج وبعد الزواج يخل بها وهنا تكون بداية الصراع. الجانب المادي بشقيه الفقر أو الغنى، إذ نجد أحد الطرفين يريد الارتباط بطرف يملك المال الكثير ليحقق احلامه عن طريقه. وأيضا التكافؤ الفكري، أذ يلعب دورا كبيرا في احتواء التفاصيل الصغيرة في الحياة الزوجية.

تواصل المختصة نسرين العمري في عرض النموذج الثاني، قائلة إنّه يتحكّم في المشاكل الأسرية والذي نجده منتشرا بكثرة خلال الجلسات النفسية العلاجية، وهو طريقة تربية الأبناء، وتشير إلى أنّ التربية ليس أن تقوم بإنجاب طفل توفر له اللبس والأكل والشرب وغيرها، فهذه تعتبر رعاية يمكن تقديمها للقط، فتربية الأطفال أعمق من ذلك، إذ يحتاجون إلى أن نكون بجانبهم ونسندهم. إلى جانب التواصل مع أبنائنا، إذ من الواجب علينا التحاور معهم والذهاب إلى المؤسسات التربوية وتفقد مسارهم الدراسي وسلوكاتهم، كما من الواجب علينا طرح الأسئلة عليهم بشكل يومي، "كيف كان يومكم؟"، "ماهي المشاكل التي تعانون منها؟"، خصوصا إذا كان الوالدان يعملان طيلة اليوم، فوجب علينا كأولياء أن نطّلع على كل ما يخصهم، لأنه إذا لم يكن هناك تواصل بين الوالدين والأبناء، سيتجهون إلى حاجات أخرى تشبع لهم ذلك النقص.

حيث نجدهم حاليا يتجهون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتخلص من المشاعر  السلبية أو إدمان المخدرات ومشتقاتها للتخلص من المشاعر المكبوتة أو يفضّل الأبناء العزلة عن الأهل وهذا ناتج عن العقد النفسية التي يعانون منها في صمت، خصوصا في سن المراهقة، إذ وجدنا أن معظم الأبناء يعانون من نقص الثقة في النفس أو الاكتئاب واذا كان طفلا فانه حتما سيعاني من تشتت الانتباه وضعف التحصيل الدراسي أو نجده كثير البكاء لا يحب اللعب مع الأطفال، عنيف لفظيا وجسديا، عنيد أو  هش، أما إذا كان راشدا فسيعاني من أمراض مزمنة كالقلون العصبي أو الضعط الدموي السكري والقلب وغيرها أو يعزف عن الزواج وتكوين اسرة نظرا لكل المشاعر السلبية التي تكونت في صغره وكبرت معه".

وفيما يخصّ النموذج الثالث في المشاكل الأسرية، والذي يغفل عنه الكثير خلال الجلسات النفسية العلاجية، فهو الشخصيات المرضية داخل الأسرة، إذ من المحتمل أن يعاني أحد الطرفين من اضطراب في الشخصية، كالانفصام، أو شخصية سلبية تزرع كل ما هو سلبي في الأسرة أو أحد الزوجين ذو شخصية معادية للمجتمع، وبالتالي يخلق مشاكل من تحت الارض، المهم لديه ما يرضي شعور العدوانية الموجودة بداخله.

وفيما يخص الحلول المقترحة للمساهمة في حل المشاكل الأسرية، قالت نسرين العمري "لا تدع أي أحد يسيطر على حياتك ويتحكم بها كما يريد، إذا اتخذت قرار الارتباط وجب عليك أن تختبر الشريك في كافة الجوانب ولا تنسى أن تأسيس أسرة مسؤولية كبيرة مع الالتزام وأداء الواجب، وأساس تربيتنا لأطفالنا يكون قائم على التواصل لفتح باب النقاشات المطولة والمعمقة لتقدّم لهم مثال جيد للأسرة لانهم اباء المستقبل".