الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي
ظاهرة تلقى رواجا بين الشباب

- 896

يعد الزواج عن طريق الأنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، على غرار "فايسبوك" خاصة، إحدى أبرز الظواهر التي عرفت طريقها بين الشباب، خلال الآونة الأخيرة، لاسيما بعدما تخصصت بعض الصفحات في هذا الباب، وروجت للتعارف عبر صفحاتها، من خلال عرض ما سمته بالسيرة الذاتية للزواج، يتم من خلالها توضيح كل من مزايا وعيوب الشخصية، وما يتمناه الشخص في شريك حياته لإكمال نصف الدين.
وقد أظهرت الدراسات الحديثة واستطلاعات الرأي في الجزائر، وعدد من الدول العربية، أن غالبية الفتيات يلجأن إلى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة، لاختيار شريك الحياة، بعدما أصبحت واحدة من أسهل الطرق والوسائل للاحتكاك مع العالم الخارجي، الذي فك كل الحدود وجعل العالم مدينة صغيرة، بكبسة زر واحدة، يمكن التواصل مع أشخاص تبعدنا عنهم آلاف الكيلومترات.
مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت معه عمليات التعارف والتواصل بين روادها لعدة أسباب، أساسها بناء حياة اجتماعية حتى لأكثرهم عزلة أو خجلا، تجلت من خلال رغبات البعض في معرفة شريك الحياة، حتى وإن كان عالما افتراضيا، إلا أنه أحيانا يبقى وراء تلك الشاشات أشخاص بالنسبة للبعض، يستحقون عناء تلك المجازفة لمعرفتهم، برزت بعدها ظاهرة التعارف للزواج، وما يمكن جزمه أن الفضاء الافتراضي هو غير واقعي، ويفتقد للكثير من المصداقية، ويكثر فيه التلاعب والكذب والتدليس، في ظل الكثير من الحسابات الوهمية، لتبقى أخرى حسابات تعكس حياة أشخاص حقيقيين. وقد أشار بعض محدثي "المساء"، إلى أن فضاء الأنترنت فيه مساحة كبيرة من الحرية، لمعرفة الكثير عن الطرف الآخر، مؤكدين أن الطرفان يمكنهما أن يخوضا تجربة التعارف قبل الزواج بأريحة كبيرة، بعيدا عن وضع أول خطوة نحو العلاقة التقليدية، لمعرفة مدى مناسبة شريك الحياة والتوافق معه.
من جهة أخرى، يعتقد البعض أنه لن يخسر أي شيء في علاقة تبدأ في عالم افتراضي، وتنتهي فيه في حالة عدم التفاهم، ولا بأس بالانتقال إلى مرحلة أكثر جدية، إذا ما توافق الطرفان، فكثيرا ما شاعت قصص حول علاقات بدأت عبر "الفايسبوك"، وانتهت بالزواج، على حد شباب ممن حدثناهم.
الحسابات الوهمية شر لابد من الاحتراس منه
من جهتها، قالت منيرة، مديرة صفحة من صفحات "الفايسبوك"، إن وسائل التواصل الاجتماعي طرق تساهم إما في بناء علاقات متينة بين روادها، أو بناء جسور من سراب لا توصل إلى بر الأمان، هذا كله راجع إلى طبيعة الأشخاص ومدى وعيهم في استخدام منصات التواصل، مشيرة إلى أن كثيرا هي الصفحات اليوم، التي تهتم بالتعارف، من خلال عرض خدماتها كخليفة لكلاسيكية، مثل "ركن الزواج" في الجرائد قديما، كوسيلة للتعارف وعرض سيرة ذاتية، وما يبحث عنه العارض في شريك الحياة. وقالت إنه بالنسبة لموضوع الزواج عبر هذه المواقع، يجب الحذر من مدى جدية بعض الأشخاص قبل دخولهم في علاقة تنتهي بالارتباط، خاصة في ظل التدليس والكذب، وانتشار الكثير من الحسابات الوهمية، التي لا يعرف هوية أصحابها، لذلك تقول: "لا بد من إدراك نقطة مهمة للغاية، وهي أن الزواج من المواضيع الهامة والحساسة التي لا يجب التعاطي معها باللامبالاة، فهو مؤسسة اجتماعية تنطلق منها بناء المجتمعات، لا يجدر الاستخفاف بها، وتبقى تلك الوسائل مجرد وسيط لا حرج فيها، إلا أنه لابد من حسن استغلالها".
من جهته، قال صابر، طلب جامعي: "من الضروري الأخذ بالأسباب للبحث عن شريك حياة مثالي في نظري، لكن من الضروري كذلك، أخذ الحيطة والحذر وعدم الانجرار نحو الأوهام، التي قد تروجها مواقع التواصل الاجتماعي، ولابد من مراقبة عن كثب، ما نقوم به من خلال تلك الصفحات، حتى لا نكون ضحية حسابات وهمية وأشخاص مهوسين مثلا، عبر تلك الشبكة التي يمكن أن تغرينا أكاذيبها"، مردفا: "في العالم الافتراضي، لا يرى الطرفان بعضهما، بل كل ما يعرفانه عن بعضهما، لا يمكن أن يتجاوز مسافة تلك الشاشة التي تفصل بينهما، فهذا العالم صحيح فيه مساحة أكبر للحقيقة، ولكنه هو أيضا مكان يكثر ويسهل فيه الكذب على حساب الصدق".