العنف ضد الأطفال

ظاهرة تستدعي الدراسة العميقة

ظاهرة تستدعي الدراسة العميقة
  • القراءات: 486
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّرت المختصة النفسانية الإكلينيكية نفيسة فلاك، من ظاهرة العنف ضد الأطفال، مشيرة إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، عرضة لنوعين أساسيين من العنف، يتمثل النوع الأول في سوء المعاملة من قِبل الوالدين أو غيرهما من مقدمي الرعاية، وعادة ما يتعرض لهذا النوع من العنف، الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة. أما النوع الثاني من العنف، فيُقصد به ذلك التعنيف الجسدي، سواء داخل الأسرة أو خارجها، مشيرة إلى أن هذا العنف له الكثير من الآثار التي تظهر على الطفل، مباشرة، بعد تعنيفه، أو خلال تطور شخصيته. وأخطر تلك الآثار هي الآثار النفسية.

تقول المختصة: "يُعد العنف الأسري ظاهرة مدمرة للطفل، لا سيما خلال المرحلة الأولى من نشأته. ولأجل هذا لا بد، اليوم، من البحث في استراتيجيات فعالة للتصدي للعنف، ومنع حدوثه من الأصل؛ لحماية الطفل، وتفادي الآثار السلبية على نفسيته؛ مثل تقديم الدعم للأسر بمن فيها من آباء، أو المهتمين برعاية الطفل؛ من خلال تثقيفهم، وتزويدهم بأساليب الرعاية والتربية السليمة والإيجابية عن أطفالهم، بشكل يقلل من خطر حدوث العنف داخل المنزل، بالإضافة إلى تعزيز مهارات إدارة المخاطر والتحديات عند الأطفال والمراهقين، والسعي إلى إكسابهم هذه المهارات بدون استخدام العنف".

وقالت المختصة: "إن تعنيف الطفل بات، اليوم، يأخذ أبعادا مخيفة، وهذا ما جعل العديد من الجمعيات تتجند في سبيل حمايتهم؛ من خلال البحث عن سبل توفير الحماية القصوى لهم؛ سواء داخل عائلاهم أو خارجها. ولعل الحديث عن آثار التعنيف أكثر المواضيع التي يثيرها الخبراء أثناء الحديث عن العنف ضد الأطفال".

وأضافت المتحدثة في هذا الصدد، أن العنف ضد الأطفال يشمل كافة أشكال الإساءة ضد الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما؛ جسديا أو لفظيا. ولكل آثاره النفسية الخطيرة، والتي وجب حمايتهم منها، وهو ما يُعد، حسب المختصة، حقا من حقوقهم المنصوص عليها في التشريعات والاتفاقيات، لا سيما في التشريع الجزائري.

وعن الآثار النفسية قالت نفيسة فلاك: "إن الطفل المعنَّف عادة ما يعاني عواقب عاطفية ونفسية وسلوكية، تخلّف آثارها على المدى الطويل، وبالتالي تجر، حينها، آثارا اجتماعية، فتحوّل الطفل إلى فرد غير متزن، يعرض المجتمع حوله كافة إلى دوامة خطيرة. وإلى جانب الألم الجسدي خلال الضرب أو الاساءة الجسدية، فالآثار النفسية لا تقل ألما؛ إذ إن الفرد إذا ما تم تعنيفه، أثر ذلك على شجاعته وكرامته، وبالتالي سيؤثر على نمو شخصيته بالطريقة اللازمة، فتجده شخصا ضعيفا، وخائفا من التعامل والتفاعل في محيطه، إلى جانب زعزعة ثقته بنفسه، وفي من حوله، ولذلك سيفضّل الانطواء والعزلة، ثم الاكتئاب".

وفي الأخير، دعت فلاك إلى البحث عن سبل فعالة لسحب الطفل من تلك الدوامات؛ سواء بالدراسة في عمق القضية الأسرية أو المجتمعية، ومنحه حق العيش في جو مريح وآمن، يكفل له باقي الحقوق، التي لا بد أن تكون في بيئة بعيدة عن كل تلك التوترات.