مختصون يدقّون ناقوس الإنذار
طيف التوحد ظاهرة اجتماعية وجب التكفل بها

- 803

شكل موضوع "تمدرس أطفال التوحد، الواقع، التحديات والآفاق"، محور المنتدى الأول الذي نظمه المجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، مؤخرا، بالتنسيق مع الجمعية الوطنية لاضطراب التوحد، بحضور مختصين من القطاعين العام والخاص، ومديرية التربية ومديرية النشاطات الاجتماعية والتضامن.
خرج المشاركون في هذا المنتدى بجملة من التوصيات، على رأسها ضرورة التنسيق بين كل الفاعلين في المجتمع، لتجسيد جهود الدولة الرامية إلى التكفل بهذه الفئة من الأطفال، حيث تعهد رئيس المجلس الشعبي الولائي، السيد عصام بحري، بتخصيص جزء من ميزانيته، مستقبلا، للتكفل بأعباء المرافقين للأطفال، الذين يعانون من طيف التوحد في شكل مبالغ مالية تُقتطع من صندوق الولاية، ووضعها في صندوق مديرية التضامن، حتى تتمكن من إعانة الأولياء الذين يعاني أبناؤهم من هذا الخلل، في تسديد مستحقات المرافق الذي يساعد وجوده مع طفل التوحد، في خلق الشعور بالأمان، وتخطي المخاوف، كما يساعده في تبسيط الحياة الاجتماعية، وتلبية حاجاته، خاصة في المحيط المدرسي. وخلال أشغال المنتدى، أجمع المتدخلون على أن الأرقام المسجلة في هذا السياق مقلقة، خاصة أن النسب المئوية تشير إلى أن هناك حوالي 2 % من الأطفال، هم عرضة للاضطرابات النفسية والعقلية خلال حياتهم، معتبرين في ظل التطوير الكبير الذي تعرفه المجتمعات، وجب الاهتمام أكثر بالأبناء، في وجود عوامل خطر كثيرة، يمكنها أن تؤثر على الصحة الذهنية.
ودعا المشاركون في المنتدى الأول حول "تمدرس أطفال التوحد، الواقع، التحديات والآفاق"، الذي انعقد بمقر المجلس الشعبي الولائي بالحي الإداري بدقسي عبد السلام، إلى وجوب تنمية هذا التخصص وتطويره موازاة مع تطور الطب، مثمنين الجهود المبذولة في هذا الصدد، بعدما تم تسجيل في السنوات الأخيرة، تطور ملحوظ في الاهتمام بهذا الاضطراب، ما يُعتبر، حسبهم، مكسبا، يضاف إليه تأسيس قاعدة للتكفل العلمي بالآفاق الجديدة، من خلال إنشاء تخصص جديد يخص هذا المرض العقلي للأطفال والمراهقين. وطالبوا بالتشخيص المبكر من طرف طبيب عقلي من أجل توجيه الطفل إلى مراكز متخصصة، وضرورة وجود تنسيق بين وزارتي التربية والتضامن الاجتماعي من أجل تكفل أحسن.
كما طالب المختصون في المجال، بخلق مبدأ تكافؤ الفرص، وضرورة الإدماج المدرسي لهذه الشريحة بدون تمييز، مع خلق فضاءات تؤثر في الطفل بشكل إيجابي، مؤكدين أن تعامل الطفل مع العالم الخارجي بطريقة سليمة، يساعده في تحسين وضعيته مع تقدم السن، في وجود معاملة حسنة ومرافقة خاصة، معتبرين أن أطفال التوحد ليسوا معاقين ذهنيا، وإنما يعانون من اضطرابات حسية واجتماعية، تجعلهم لا يستوعبون قضية الانضباط، وفرض عدم الحركة، والقوانين والالتزامات المفروضة على الأطفال الآخرين.
طيف التوحد ظاهرة اجتماعية
اعتبر عدد من الأطباء المشاركين في المنتدى، أن طيف التوحد ظاهرة اجتماعية ومشكل صحي عمومي، يؤثر على الأشخاص داخل العائلات وحتى على مؤسسات الدولة، مؤكدين أن الأمر المخيف هو تزايد نسبة الإصابة من سنة إلى أخرى، وأن الأرقام المقدمة في قضية طيف التوحد، مقلقة. كما باتت تساهم، بشكل كبير، في التسرب المدرسي، خاصة بالنسبة للحالات التي لم يتمكن القائمون على القطاع التربوي، من تفسيرها. ودعوا إلى تغيير الذهنيات، وتغيير حتى هندسة البنايات التي تستقبل هذه الفئة من الأطفال المرضى.
ومن جهته، كشف مدير التربية لولاية قسنطينة، عبد المجيد منصر، أن طفلا واحد من 60 طفالا، يعاني من طيف التوحد. وقال إن من بين 10 ملايين طفل متمدرس في الأطوار الثلاثة، تم إحصاء نصف مليون طفل يعانون من التوحد، مدمجين في مؤسسات تربوية ابتدائية، حيث دعا المجتمع المدني إلى تكثيف التواصل من أجل دمج هذه الفئة في المدرسة الجزائرية، فيما سجلت مديرية النشاط الاجتماعي وجود 8 مراكز بالولاية، متخصصة في التكفل بهذه الفئة من الأطفال، 6 منها عمومية، وواحد مسيَّر من طرف جمعية متخصصة، وآخر مسير من طرف أحد الخواص، وهو عدد، حسب الأولياء، غير كاف، خاصة أنهم باتوا يجدون صعوبة في ضمان مكان لتمدرس أبنائهم المصابين.