السلامة والصحة في مكان العمل

صون للأرواح وضمان لتنافسية المؤسسات

صون للأرواح وضمان لتنافسية المؤسسات
  • 138
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

أكّد المشاركون في أشغال اليوم الدراسي الذي احتضنته جامعة سكيكدة، مؤخرا، الموسوم بـ: "ثورة في مجال الصحة والسلامة: دور الذكاء الاصطناعي في العمل"، بأنّ حماية الصحة النفسية والجسدية للعمال الجزائريين، تعني تعزيز القدرة التنافسية للشركات بشكل مستدام، ممّا يساهم بشكل كبير في الحفاظ على المورد الأساسي للبلاد والمتمثّل في الإنسان، معتبرين أنّ حماية الصحة في العمل تعني أيضًا حماية روح الجزائر وكرامتها ومستقبلها.

وخرج المشاركون في أشغال هذا الملتقى الذي نظّمه معهد العلوم والتقنيات التطبيقية بجامعة 20 أوت 55 بسكيكدة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل والمصادف لـ 28 أفريل من كل سنة، بجملة من التوصيات من أجل، نهج متكامل للوقاية من الإصابات غير المرئية في مكان العمل من بين أهمها، المطالبة بالاعتراف رسميًا بالإصابات غير المرئية في سياسة الصحة والسلامة المهنية، مع دمج عامل التعب المعرفي والجسدي، إدمان المخدرات والعلاج الذاتي، الإجهاد المزمن والضغط النفسي والاستخدام الفائق والمتواصل للاتصال الرقمي، ضمن عمليات تقييم المخاطر المهنية، وكذا تحديث عمليات تدقيق الصحة والسلامة المهنية بإضافة عنصر الصحة العقلية واستخدام التكنولوجيا، إلى جانب تبني سياسة التوعية والتدريب لأصحاب المصلحة في مجال الصحة والسلامة المهنية، من مديري القطارات وممثلي الموظفين ومفتشي العمل وذلك من أجل التعرّف على العلامات المبكرة للتوتر والإرهاق والإدمان ومعرفة إدارة المخاطر الرقمية، إلى جانب رفع مستوى الوعي بين جميع العمال من خلال الحملات المستمرة حول مخاطر الإرهاق الرقمي ومخاطر العلاج الذاتي.

 وأكّد المشاركون على ضرورة نشر أنظمة الدعم النفسي في مؤسسات العمل مع إرساء ثقافة الوقاية الشاملة وتشجيع الحوار المفتوح بين أصحاب العمل والمديرين والموظفين، وكذا تعزيز التوازن بين العمل والحياة من خلال ساعات عمل مرنة مع تشجيع النشاط خارج ساعات العمل، مشدّدين على ضرورة الاستثمار في التحول الرقمي المسؤول ودعم الاستخدامات الرقمية من خلال تدريب محدد حول الوقاية من الاضطرابات المعرفية والنفسية الاجتماعية، ناهيك عن إحداث ثورة في مجال الصحة والسلامة المهنية في الجزائر من خلال الانتقال من النهج العلاجي أي ما بعد الحادث إلى النهج الاستباقي والإنساني من خلال جعل الصحة العقلية والإدراكية ركيزة أساسية لأنظمة إدارة الصحة والسلامة المهنية، مع المطالبة أيضا بالاستلهام من النماذج الاسكندينافية والكندية لبناء ثقافة وطنية للوقاية الشاملة.

وشهد اليوم الدراسي الذي أشرف عليه الأستاذ الدكتور يوسف زنير نيابة عن مدير الجامعة البروفيسور توفيق بوفندي، مشاركة العديد من الفاعلين كنادي (أنفينتي) ونادي (بيو- ميند)، إلى جانب ملحقة الطب، وأطباء والحماية المدنية ومفتشية العمل وجمعية النخبة للعلوم الطبية سكيكدة، إلى جانب مصالح الإعانة الطبية المستعجلة والمؤسسة المينائية سكيكدة الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء وكالة سكيكدة والأشغال العمومية وقطاع الصحة، وأساتذة المعهد وكلية التكنولوجيا والطلبة، أين تم تسليط الضوء من خلال مختلف مداخلات المختصين، حول تأثيرات التطورات التكنولوجية الحديثة بالخصوص الذكاء الاصطناعي والرقمنة، على تحسين معايير السلامة والصحة في بيئة العمل، بالإضافة إلى تقديم كافة القوانين والنظم للحفاظ على الأمن والصحة في بيئة العمل.