العطور التقليدية محلية الصنع
صناعة رائجة تحكَّم في فنونها منتجون شباب

- 708

انتشرت خلال السنوات القليلة الأخيرة، العديد من العلامات التجارية لمنتجات تجميل وعطور خاصة محلية الصنع، مائة بالمائة، من إنتاج حرفيين، تخصصوا في هذا المجال، بعد أن تحكموا في بعض المستخلصات العطرية التي سمحت لهم بإنتاج العديد من المنتجات التجميلية، كالعطور والصابون، والتي أصبحت تستقطب النساء بشكل ملفت للانتباه، نظرا لنوعيتها الجيدة، وأسعارها التنافسية، أو بالأحرى هي في متناول جميع شرائح المجتمع.
شهدت الزيوت العطرية خلال السنوات الأخيرة، اهتماما متزايدا من طرف الحرفيين، وانتعاشا لافتا بفضل اهتمام الشباب، لاسيما الجامعيين المتخرجين من أقسام البيولوجيا، الذين وجدوا في هذه المهنة دخلا وآفاقا واعدة، قاد بعضهم إلى إنشاء مؤسسات مصغرة تنشط في هذا المجال، تجمع بين توفير مناصب الشغل وعالم الفن والحرف التقليدية.
فلة موالي، متخرجة قسم البيولوجيا وصاحبة مؤسسة ناشئة مصغرة لمستخلصات الزيوت العطرية والخاصة بصناعة مواد التجميل، عينة من الشباب الجزائري الناجح، حيث أقامت مؤسسات ناشئة بدأت تسير بخطى ثابتة، لتصبح رائدة في مجال تخصصها، من خلال إعادة بعث صناعة الزيوت الأساسية والطبيعية التي تعد قاعدة لعدد من العطور، وقد حجزت لنفسها مكانا بين المختصين، بفضل نوعية عطورها التي شاركت بها، إلى جانب عدد من الحرفيين في الكثير من التظاهرات المحلية للمعارض التقليدية.
على هامش مشاركتها في معرض للصناعة التقليدية، نظم مؤخرا، بمحطة "ميترو تافورة" بالعاصمة، أوضحت الحرفية فلة، أن جهودها انصب دائما في الترويج لمنتجاتها الطبيعية والتشجيع على الإنتاج والاستهلاك المحلي، حيث قالت: "الكثير من المستهلكين يتوجهون اليوم، نحو الإنتاج المحلي لأسباب عديدة، منها وعيهم برقي الكثير من المنتجات ذات النوعية الجيدة والمميزة، فضلا عن قلة المنتج الأجنبي في السوق، في سياسة تهدف إلى الترويج للإنتاج المحلي، والتي تبقى وسيلة لتشجيع أصحاب المشاريع المحليين، من أجل الإبداع في مجالهم"، معتبرة أن الأرضية ما زالت خصبة والمجال واسع أمام المنافسة في توفير منتجات رفيعة.
وقالت محدثة "المساء"، إن العطور محلية الصنع، واحدة من الصناعات التي تشهد انتعاشا جميلا، على حد تعبيرها، في الجزائر، بفضل الكثير من المختصين في التقطير والمختصين في الزيوت العطرية الطبيعية، مشيرة إلى أن المثير في الأمر، أن بعض الشركات أيضا باتت رائدة في مجال تصنيع العطور، وأكدت أن هذه الصناعة ليست وليدة السنوات القليلة الأخيرة، إنما كانت هناك شركة رائدة في تصنيع العطر من ولاية البليدة، ولا تزال موجودة إلى يومنا هذا لأكثر من خمسين سنة، تستخلص عطورها أساسا من الورود.
وأضافت فلة، "إن الصناعة العطر في الجزائر لابد أن تحظى باهتمام خاص، لأنها من الصناعات التي يمكن أن تدفع بالعجلة الاقتصادية، فهي مثمرة، لاسيما أن الأرضية خصبة، وتتواجد العديد من الدور الصغيرة التي تهتم بصناعتها بالطريقة التقليدية".
وعن تشكيلتها الخاصة، قالت إن تقطير الزيوت العطرية هو أساس عملها، إذ تستعملها في إنتاج تشكيلة واسعة من المنتجات، تختلف بين عطور الجسم وأخرى للملابس والأفرشة، فضلا عن صناعتها للشموع والصابون العطري، وكذا بعض كريمات الترطيب للجسم، وأيضا زيوت التدليك العطرية. مشيرة إلى أن روائحها تختلف بين الزهور والخزامة والليمون والياسمين وتركيبتها تبقى جد تقليدية، نظرا لغياب بعض المثبتات التي تبقى من المواد الأولية المستوردة، التي تشهد ندرة محليا وارتفاعا في أثمانها.
فيما دعت المتحدثة إلى أهمية خلق مدارس خاصة، تهتم بهذا النوع من الحرف، وتشجيع الشباب على الاستثمار في هذا المجال، مؤكدة أن هذه المنتجات تحظى باهتمام المجتمع، لاسيما الشباب.