بين مؤيد للفكرة ورافض لها
شباب في رحلة جمع التبرعات الخيرية

- 1195

تتعدد أوجه الخير في العالم، فمن المحسنين من يبادرون دوما إلى القيام بأعمال خيرية دون انتظار أي مقابل، لأنهم يحبون فعل الخير ونشر الرحمة بين الناس، باعتبارهم وسطاء بين المحسنين والمحتاجين، ومثال ذلك مجموعات الشباب التي أصبحت موزعة هنا وهناك، تحمل حصالة من أجل جمع المال للمحتاجين، ليطرح سؤال؛ ما مدى الثقة التي يضعها المحسن في وسطاء الخير لإيصال الأمانة إلى ذويها؟
للإجابة على هذا السؤال، أجرت «المساء» استطلاعا وسط بعض المواطنين الذين باتت تميز حركتهم «الحيرة»، قبل القيام بأية خطوة خيرية، فكثيرا ما يترددون قبل إخراج صدقة أو تقديمها لسائل، ليكتفي البعض بالرد بكلمة «الله ينوب» ومواصلة سبيله.
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة حمل شباب ثلاثيني، لعلب حديدية «حصالات»، أغلبهم يرتدون قمصانا بيضاء مطبوع عليها صورة شخص معين، حاملين شعارات هي نفسها في كل مرة، إلا أن الاسم يختلف «كلنا مع...»، يتجولون في الشوارع، يتقدمون من شخص لآخر بهدف شرح وضعية من هو بحاجة إلى العلاج أو إجراء عملية جراحية في دولة أجنبية، وغالبا ما يقود المبادرة أصدقاؤه أو أقرباؤه، وكل من يعرفه من قريب أو بعيد، لجمع قيمة فاتورة العلاج من تبرعات وإحسان الناس.
هو تفكير ليس بالدخيل على المجتمع الجزائري، الذي عرف من قبل بعملية «التيليطون» التضامنية، لأنه سباق للأعمال الخيرية، وكثيرا ما تبسط الحكومة أيادي المراقبة على مثل هذه العمليات حتى تكون رسمية، ولا تدخل فيها أية تحويلات من أجل استغلالها لأغراض إجرامية، أو أن تخرج عن محلها.
لكن الملاحظ أن الظاهرة انتشرت في العديد من الأماكن، خصوصا تلك التي يقصدها الناس بكثرة، على غرار مداخل المساجد، وكذا في المحلات التجارية الكبرى، وهذا ما لاحظناه مؤخرا في المركز التجاري بباب الزوار؛ شباب تتراوح أعمارهم بين العشرين سنة وأكثر، يحملون حصالة لجمع المال ويرتدون قمصانا بيضاء عليها صورة شاب مستلق على سرير في المستشفى، داعين الناس إلى التبرع بما يستطيعون، لمساعدة ذلك الشاب الذي ـ حسبهم- هو بحاجة ماسة لعملية جراحية من أجل التعافي من مرضه، مضيفين في حديثهم أن العملية لا يمكن إجراؤها في الجزائر وتكلفتها مرتفعة الثمن في الدول الأجنبية، ولا تستطيع عائلة المريض تغطية تلك التكاليف، الأمر الذي يجعلهم ينزلون إلى الشوارع للقيام بتلك المبادرة الخيرية.
أشار العديد ممن مسهم استطلاعنا، إلى أنه من الصعب وضع الثقة في بعض الأشخاص، مما يجعل الكثير منهم يتخوفون من تقديم الصدقة أو التبرع بأموالهم، خوفا من أن تكون مجرد «مسرحيات» واستغلال للفرص بهدف السطو على هذه الأموال وتوجيهها للمصالح الشخصية، في حين أشار آخرون إلى أن العملية الخيرية لا عيب فيها، وهي تضامن مع من هم بحاجة إليها، وتبقى بالنسبة لهم النية في فعل الخير الأهم.