الطبعة الرابعة لعيد الخريف بتكوت

سوق برمزية محلية ودلالات تروي الأصالة

سوق برمزية محلية ودلالات تروي الأصالة
  • 174
عبد السلام بزاعي عبد السلام بزاعي

تنطلق، السبت المقبل، فعاليات الطبعة الرابعة للعيد السنوي للخريف بتكوت في ولاية باتنة، للكشف عن طموح شباب المنطقة في الاندماج مع الحركية التنموية، والإسهام في دعم الاستثمار المحلي، إذ يعد الحدث من أقدم التظاهرات بمنطقة تكوت، والتي دأبت على تنظيمها ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ "ﺃﺫﻟﺲ تامزغا تكوت"، وتجري فعاليات الطبعة الرابعة هذه السنة، تحت إﺷﺮﺍف ﻭﺍﻟﻲ باتنة، ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ بلدية ﺗﻜﻮﺕ.

أعد المنظمون برنامجا ثريا، يرتكز على النشاط الثقافي والحرفي في وجود فرقة الخيالة والبارود والرحابة، الكشافة الإسلامية وفرقة الشايب عاشوراء من تكوت، وفرقة العلاوي من سيدي بلعباس، فرقة "ثيكوبا تامنطافت" من أدرار، فرقة "امناين" من غرداية، وفرقة "ايشنوين" من تيبازة، والفرق الرياضية والمؤسسات الاقتصادية والجمعيات الناشطة في إقليم البلدية والحرفيين، وعرض اللباس التقليدي والفرقة النحاسية. 

حرص منظمو هذا المهرجان السنوي، على إعطاء التظاهرة بعدا ثقافيا واقتصاديا، من خلال برنامج ثري يتضمن معرضا تقليديا، طيلة أيام المهرجان، حيث سيقام معرض الكتاب ومسابقة السوروبان، من تنشيط الأستاذين بوسته صليحة وزردومي أحمد، وجولة سياحية إلى "تكوت هائجيث"، أو "تكوت الدشرة"، وقلاع لقصر، مع تنظيم ورشة الرسم للأطفال، وتنظيم مسابقة فكرية، مسابقة شعرية، مسابقة للترجمة عن بعد، وعرض مسرحية للصغار بمشاركة المسرح الجهوي باتنة.

وخلال الفترة الممتدة من 23 إلى 29 أوت الجاري، ستعيش مدينة تكوت حركية ثقافية واقتصادية، وفق التقاليد، إذ تضمّن كذلك البرنامج، تنظيم مسابقة عيد الخريف بأيادٍ ذهبية في الطبخ التقليدي والحلويات، مع تنظيم حفل فني وورشة ومحاضرات حول الذكاء الاصطناعي، وعرض مسرحي، بالتنسيق مع المسرح الجهوي باتنة.

كما سيتم، بالمناسبة، استضافة عدد من الأساتذة المختصين، لتقديم محاضرات تتناول البعد الثقافي لفعاليات هذه الطبعة، في حضور مهتمين بالتراث.  ومن المرتقب ـ كما جرت العادة ـ أن تشهد التظاهرة إقبالا كبيرا، وهو الحضور الذي قال عنه في وقت سابق المختصون في التراث، إن المهرجان الذي يسمح بخلق التواصل، من شأنه أن يبرز عادات سكان المنطقة. وقد أكد أحمد بوخلوف رئيس جمعية " مملكة جوالة الأوراس " في طبعة سابقة، أن التظاهرة خلافا لسنوات سابقة، تعرف إقبالا كبيرا في وجود عروض لخلايا النحل، والعتاد الخاص بتربية النحل. 

كما عرفت أروقة المعارض الفلاحية، إقبالا كبيرا من منتجي النحل، لعرض منتوجاتهم، خصوصا منهم الشباب المستفيدين من برامج الدعم الفلاحي، وقروض الاستثمار. ويُعد هذا الحدث الذي ينظم احتفاء بقدوم الخريف بحلول 15 غشط الأمازيغي الموافق لـ 28 أوت من كل عام، من بين أهم التظاهرات الثقافية والاقتصادية بالمنطقة؛ حيث تشهد بلدية تكوت منذ عدة قرون، تظاهرة عيد الخريف الاقتصادية الاجتماعية، والتي تقام كل عام أواخر شهر أوت؛ حيث يأتي التجار إلى سوق تكوت من كل الولايات، لعرض وبيع سلعهم ومنتجاتهم الفلاحية، كالخضر والفواكه، والتين المجفف، والمرمز.

وخلال هذه التظاهرة الشهيرة يجتمع أعيان العرش لدراسة أمورهم الاجتماعية؛ كشرط الزواج، والمعاملات التجارية المختلفة، إضافة إلى حل مشاكلهم عرفيا، سواء بينهم أو بين الأعراش الأخرى، لتُختم التظاهرة بحفلات وأعراس. كما تتوفر المنطقة على عدة مناطق سياحية هامة؛ على غرار المسبح الروماني بشناورة، ومناظر معمارية رائعة بتكوت الدشرة، إضافة إلى مناظر طبيعية خلابة بكل من مضيق تاغيت، ومنطقة جارا، وبوستة، والهارة ورأس السراء. 

ويراهن شباب المنطقة على مبادرات السلطات المحلية للاستثمار في خصوصيات المنطقة، والاهتمام بالمواقع السياحية والتاريخية، والتدخل لإنجاز فندق بالمنطقة، خاصة أنها لا تبعد عن منطقة غوفي السياحية العالمية إلا بـ 17 كيلومترا، ويقصدها السياح للإقامة والتنزه