في زمن "كورونا"
سوق الخردوات بالعاصمة تنتعش

- 716

التفتت الكثير من الأسر الجزائرية في ظل غلاء الأسعار، وتدني مستوى المعيشة، جراء آثار الحجر الصحي للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد، نحو أسواق الخردة، التي انتشرت بشدة بعدما خلقت الأزمة الصحية الراهنة التي طالت فترتها، أزمة اقتصادية ومالية حادة على العديد من الأسر، إذ باتت الأسواق تعرض أقل ما يمكن وصفه بالخردة، لبعض القطع التي منها ما لا يصلح لأي استعمال، أخرجها البعض من بيته لبيعها مقابل دنانير زهيدة.
أثار اهتمام "المساء" تلك الأسواق التي انتشرت في زمن "كورونا"، كانتشار الفطر في موسمه، حيث ظهرت هنا وهناك في الأحياء الشعبية، وحتى بعض الأحياء القريبة من القلب النابض للعاصمة، على غرار شارع "ميسونيي" المحاذي لشارع ديدوش مراد الرئيسي، حيث اصطف على طول حائط المستشفى الجامعي "مصطفى باشا"، عدد من الباعة الذين حولوا تلك المنطقة إلى سوق مشابهة لـ"الدلالة"، عرضت فيها ما قد لا يخطر على البال من قطع قديمة، توحي للمارة عن مدى تدني المستوى المعيشي خلال زمن "كورونا"، وتثبت إلى أي مدى أثرت تلك الأزمة على الوضعية المالية للجزائري. فتجوال "المساء" هناك، جعلها تقف على العديد من المظاهر التي تعكس صعوبة الحياة، بالنسبة للذين جمعوا قطعا قديمة وعرضوها أمام المارة، لعل وعسى تجد من يقتنيها ولو بثمن قليل، لضمان لقمة اليوم، واختلفت تلك "السلع الغريبة" بين أجهزة بعضها محطم تماما، وألبسة ليست قديمة فقط، بل ومترهلة، وبعضها ممزق، إلى جانب ألعاب وأحذية أشرفت ألوانها على الاختفاء، مع أوان وقدور محروقة، مشط شعر، كتب، لوازم حديدية، وبعض قطع الغيار التي ربما لا تصلح بتاتا، وكأن صاحبها عرض كل ما لديه في بيته، أملا في إيجاد مشتر يقتنيها مقابل مبلغ يمكن دائما التفاوض حوله.
فأمام الظروف المزرية والقاسية خلال هذه الأزمة التي يبدو أنها تزيد تعقيدا، خصوصا على العائلات المعوزة، تحولت تلك الأسواق إلى مغناطيس يجذب للباحثين عن قطع بأثمان بخسة، وتحولت تلك التجارة إلى مكسب في ظل جائحة "كورونا"، يقتات منه البعض الذين طهروا حتى المزابل من كل أثاث مستعمل لفظته البيوت وتخلت عنه، بعد استعمال دام سنوات.