ملاذ عشاق التوابل ونكهات مطابخ العالم

سوق التوابل بمغنية قبلة الجزائريين من كل الولايات

سوق التوابل بمغنية قبلة الجزائريين من كل الولايات
  • القراءات: 4217
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تشهد تجارة بيع التوابل والأعشاب العطرية، رواجا كبيرا عبر مختلف المحلات المنتشرة بمنطقة مغنية المدينة الحدودية مع دولة المغرب الشقيق، التي تجتاحها أفواج من الزبائن، نساء ورجالا، قادمين من مختلف ولايات الوطن لاسيما المناطق المجاورة، الذين يعتبرون المنطقة مملكة التوابل بعضها يأتي من مدينة وجدة المغربية الشهيرة بلذة توابلها. 

تشكل محلات بيع التوابل بسوق مدينة مغنية بساحة أول نوفمبر بجانب بعضها البعض، مشكلة ديكورا يخاله الزائر كثبانا متعددة الألوان غنية بالعطور، ومزيَّنة بمختلف النباتات العطرية تفنن تجارها في تزيينها بطريقة فنية تثير الزبائن القادمين من ولايات مختلفة لاقتناء كميات كبيرة من التوابل بعضهم باعة التجزئة او أصحاب المطاعم ومحلات تحضير الدواجن المسبقة التحضير.

منطقة يبدو أنها لم تتأثر بالحجر الصحي، طوابير طويلة للزبائن الذين ينتظرون أمام المحلات قبل التاسعة صباحا، في انتظار افتتاح المحلات على الساعة العاشرة، والتي يعرض أصحابها اطنانا من التوابل التي تفوح منها رائحة زكية تجعل مستنشقها يصاب بالعطس لقوة رائحتها الطيبة.

وقفت "المساء" على مدى انتعاش التجارة هناك، حيث تكاد تكون المحلات ممتلئة إلى غاية الساعة السابعة مساء، وهذا قبل حوالي ساعة من إغلاق السوق، باعتبارها سوقا مرجعية، حسب تجار التوابل، تستقبل الوافدين عليها من الجزائر العاصمة ووهران وعين تموشنت أو حتى سطيف وقسنطينة اخذت شهرتها منذ فترة بعيدة، وحتى عند المغتربين الذين يقصدونها عند زيارتهم لهذه المدينة.

وحسب السيد خالد أحد تجار الجملة بتلك المنطقة،  فانه ومنذ نشأت سوق التوابل بالمدينة كان مصدرها الاساسي المغرب الشقيق، لكن بعد غلق الحدود ومنع الحركة برا أصبح اقتناء المادة الاولية أكثر صعوبة والتوابل أصبحت بأثمان أغلى، ما جعل البحث عن مصدر آخر ضرورة ملحة للحفاظ على شهرة السوق دون فقدان جودة التوابل المعروضة لتبقى باكستان الهند واسبانيا أكثر المناطق التي يتم التعامل معها لاقتناء انواع من التوابل بأذواق مختلفة تختلف باختلاف مصدرها وذلك حسب المناخ التي تزرع فيه.

من جهة أخرى قال وليد تاجر آخر بذات السوق، انه اليوم يبادر العديد من المزارعين الى البحث عن بديل الاستيراد بتشجيع الانتاج المحلي، حيث قال لدي العديد من الممولين الجزائري الذين يعرضون عليه سلع محلية مائة بالمائة كالزعفران والكمون والكروية والفلفل الاسود، حيث يتم زراعتها في الجزائر باعتبارها تجارة مربحة وهذا بجودة تضاهي جودة أرقى توابل العالم، وهذا يمنح للزبون امكانية اقتنائها بأسعار أقل باعتبار تكلفة اقتنائها تكون اقل.

وفيما يخص التوابل المغشوشة قال عبد الوحيد تاجر جملة بالسوق ان الكثير من الزبائن اليوم يتخوفون من اقتناء التوابل من محلات لا يعرفونها، وهذا بعدما أثارت بعض الاحاديث مخاوف المجتمع انه يتم الغش في التوابل المطحونة بإضافة مواد لا علاقة لها بالتابل، فيكفي ان يكون لها نفس اللون ليغش بها الزبون، مشيرا الى أن بعض التجار لا يتحلون باي روح مسؤولية ويغيب لديهم الضمير المهني وما يهمهم الا الربح السريع. في هذا الصدد حذر المتحدث من ذلك ونصح بضرورة اقتناء التابل على شكله الخام وطحنه في البيت وتصفيته قبل استعماله للطبخ.