أحيت أول أمس، بلدية عين أمران وعدة ”سيدي زيان”، في أجواء ميزها الحضور المكثف لسكان المنطقة والمناطق المجاورة، وحتى من بعض الولايات،  خاصة الجهة الغربية منها، حيث تجاوبوا مع هذه الوعدة التي كانت فرصة لالتقاء الأحبة والرفقاء، لتكون أيضا مناسبة تعارف واستمتاع بعروض الفنتايزية التي

أحيت أول أمس، بلدية عين أمران وعدة ”سيدي زيان”، في أجواء ميزها الحضور المكثف لسكان المنطقة والمناطق المجاورة، وحتى من بعض الولايات،  خاصة الجهة الغربية منها، حيث تجاوبوا مع هذه الوعدة التي كانت فرصة لالتقاء الأحبة والرفقاء، لتكون أيضا مناسبة تعارف واستمتاع بعروض الفنتايزية التي صنعت ديكورا مميزا، إلى جانب القعدات التي ورثها الأبناء عن الأباء والأجداد، من بينها حلقات الذكر التي دائما ما تكون الخاتمة بالدعاء للأهل والأحباب والأصدقاء والقريب والبعيد وحتى الوطن، مع تبريكات الأعيان ومشاييخ المنطقة، إلى جانب عقد الصلح بين المتخاصمين ونبذ العنف ونشر روح التسامح وغرس المحبة والإخاء في أوساط السكان، في صور لا نشاهدها بكثرة إلا في مثل هذه الوعدات التي يحترم فيها الصغير والكبير، التلميذ والشيخ، فما أحوجنا إلى مثل هذه الصفات التي بدأت تغيب بعض الشيء عن تقاليد وعادات مجتمعنا في زماننا هذا، كما لا تخلو وعدة سيدي زيان من الأهازيج الفلكلورية بحضور ”القصبة” و«البندير” وحتى ”الزرنة”، ثلاثي كان حضوره الكبير في هذه الوعدة، حيث استقطبت الأغاني البدوية والشعر الشعبي عددا كبيرا من الشباب وكل محبي الأغاني البدوية، ليسبح الجميع في بحر هذا الطابع المنتشر بكثرة في المنطقة الشمالية الغربية لولاية الشلف، بهدف إبراز الموروث الثقافي للمنطقة. من جانبها النكت والحكايات صنعت بدورها مكانة لها بين أهل الحكمة والمعاني القديمة التي يحفظها الشيوخ، فلكل كلمة معنى وحكمة لا يفهمها إلا الفقيه،  وقد تغيب حتى عند الكبير وسرعان ما تجعل الحضور يأخذ معناها من أفواه عارفيها، لمن جربوا طعم الحياة سواء بحلوها أو قساوتها ومرها، ليلتف الجمع حول موائد الطعام وتكون خاتمة وعدة ”سيدي زيان” والموعد يتجدد  في نفس توقيت السنة القادمة ـ بحول الله ـ كما جرت عليه العادة ببلدية عين أمران.