تباشير الفرحة والأمل تلوح رغم الحيرة

رفع درجة الوعي واجبٌ للاحتفاء بعيد الأضحى

رفع درجة الوعي واجبٌ للاحتفاء بعيد الأضحى
  • القراءات: 616
أحلام. م أحلام. م

 كثر الحديث هذه الأيام حول عيد الأضحى المبارك وإمكانية إتمام هذه الشعيرة خلال هذا الظرف الصعب، بفعل الجائحة التي غزت العالم وقلبته رأسا على عقب؛ لكونها السنة الأصعب في تاريخ الأجيال الجديدة التي عاشت رخاء وخيرا ونعما كثيرة في وقت سابق، والتي تتمنى عودتها سريعا بعد الأشهر العصيبة التي مرت، فيما طمأن، في مقابل ذلك، بعض متابعي الأوضاع حيال إمكانية الحج هذا العام؛ إذ سيقف ألف حاج بجبل عرفة لتأدية المناسك، وهو ما أدخل الفرحة على القلوب خاصة أن الجزائري معروف بتمسكه بشعيرة الأضحية وانتظارها بشعف كبير. خلال هذا الاستطلاع جمعنا انشغالات ومخاوف المواطنين، التي امتزجت بين الحسرة والأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها، وبالتالي القيام بمختلف الشعائر الدينية بكل أريحية.

أشار الكثير من محدثينا إلى أن صعوبة الأيام الماضية ومرارتها مازالت متواصلة بفعل كل المتغيرات التي عصفت بالبلاد والعالم أجمع، حيث أصبح الحديث عن المرض والموت وفقدان الأحبة والأهل، مسيطرا؛ فلا تخلو المجالس من الترحم على الموتى، أو الحديث عن الحالات والإصابات؛ إذ أخذ المواطن له موعدا يوميا مع وقت إعلان حالات الإصابات والشفاء والوفيات، فيستبشر حين يقل عدد الإصابات، والعكس. وحدث أن ارتفعت حالات الإصابات والعدوى خلال الأيام الأخيرة، في وقت لم يعد يفصلنا سوى أيام فقط عن موعد عيد الأضحى الذي ينتظره الكبير والصغير بشغف، لكن، للأسف، يقف كوفيد 19 في باب الفرحة، ويمنع الترجيح حيال إمكانية إتمام الشعيرة أو لا، يقول (محمد. خ) أب لثلاثة أبناء: لا أخفيكم أنها أصعب سنة في حياتي كاملة. إذا أطال الله في عمري لن أنسى تفاصيلها أبدا. عصف بنا الداء والمرض وقلة المال بسبب نقص العمل أو انعدامه للحفاظ على حياتنا. لقد وقعنا بين المطرقة والسندان، حتى من الجانب الروحي فقدنا أعز ما كان ينشر الفرحة والسرور في حياتنا؛ إنها صلاة الجمعة، لقد كانت نعمة كبيرة لم ندركها حتى حرمنا منها، لقد كانت عيدا يتكرر أسبوعيا ليمسح عن القلوب من خلال الالتقاء بالأصدقاء أو الأهل، الآن لا شيء من هذا، وزاده الصلاة في البيوت بفعل الوباء ولدرء البلاء ثقلا. واليوم نحن أمام مخاوف كبيرة لا يعلمها سوى خالقنا، هل سنفرح بالعيد أم لا؟ هل سنفرح بالأضحية؟ وقفت حائرا أمام مخاوفي ومخاوف أبنائي، أتمنى أن تكون هناك حلول، وأن لا نحرَم من هذه الفرحة؛ لأنها فعلا تخفف عنا ثقلا كبيرا.

وأشار بعض الصغار إلى أنهم في انتظار يوم العيد بشغف كبير، ففيه فرحة لا تتكرر، وأنس لا يعرفه إلا من تعلق قلبه بالعيد رغم إدراك الصغار أن هذه السنة سيكون العيد مختلفا؛ فلا يمكن لقاء الأهل كلهم كالسنوات الماضية، يقول محمد الأمين البالغ من العمر 10 سنوات: أنتظر يوم العيد بشغف، لقد طلبت من والدي إحضار الأضحية إلى البيت أسبوعا من قبل لنلعب معها. أعرف أنني سأكون رفقة أمي وأبي فقط، فقد أخبرَنا أنه يصعب أن يكون معنا أعمامي رغم حبي لهم الشديد، لكني سأصبر حتى ألتقيهم، المهم أن أفرح يوم العيد.

هل درجة الوعي لدينا كافية؟

تساءل بعض المواطنين ممن تحدثنا إليهم، عن درجة الوعي لدى العامة وما لها من أثر في حفظ النفوس، حيث أشار البعض إلى أن انخفاضها وراء هذه الكوارث التي تحدث، والتي تترجمها لغة الأرقام المشيرة إلى ارتفاع عدد الإصابات، يقول نور الدين البالغ من العمر 44 سنة: الدولة راهنت على وعي المواطن وتفهّمه الوضع. وباء ضرب العالم وكسر ظهره، الكثير من الدول تضررت بشريا وماديا واقتصاديا، أزمته مستمرة ولم تجد لها الحلول. وهنا في وسطنا من لا يؤمن أصلا بوجود الداء؟... وهناك من يستهزئ على علمه بخطورته؛ كأنه لعبة، هذا مشكل كبير، فمن لا يعترف بوجوده يُعد ناقلا حقيقيا له في وسطه ومحيطه، لهذا لا بد من رفع درجة الوعي وسط الجميع، حتى يتسنى لنا الفرحة بالعيد وتفادي الإصابات بفعل عدم الوعي. وأوضحت فريال صاحبة 42 ربيعا، أن الفرحة بالعيد تتوقف على تفهم الأفراد الحالة، والتعامل معها بحذر شديد، مضيفة: لا بد أن يفهم الكل أننا في أزمة حقيقية. شخصيا، قررنا أنا وزوجي أن نقوم بعملية ذبح الأضحية داخل شرفة البيت وسط أفراد عائلتي فقط، فهذا يجنبنا الاختلاط، وكل شيء له علاقة بالعدوى، فيمكن للكل أن يسير وفق هذا المنهج، أن يتم ذبح الأضحية داخل الشرفات؛ أي افرح بأضحيتك في بيتك، ومنه نخفف العبء عن عمال النظافة ونحمي أنفسنا من العدوى.