الاهتمام بها ضعيف بشكل عام
رفض الاستشارة النفسية لأنها لصيقة بالاضطراب العقلي

- 676

أشار نفسانيون إلى الاهتمام الضعيف بالصحة النفسية بالمجتمع، مؤكدين أن توجيه أي فرد نحو المختص النفساني من أجل المعالجة أوتجاوز بعض العقبات والصدمات يلقى الرفض القاطع والرد العنيف، وهو الإشكال الذي يحتاج إلى التوعية المكثفة بدور النفسانيين لجلب الاستقرار النفسي للمجتمع. قالت النفسانية زهور لدادة، المشاركة في أيام الصحة الجسدية والنفسية، إن الصحة النفسية تشكل آخر الاهتمامات لدى المواطنين. والذي يقصد النفساني يكون مجبرا على ذلك من باب البحث عن من يستمع لثرثرته، خاصة من فئة الشابات ممن يصبن بإحباط عاطفي أولهن الكثير من المشاكل العاطفية ويبحثن عن مخرج، كما يشكل الأطفال، فئة أخرى من "زبائن" النفسانيين، ولكن يصطحبون من طرف الأمهات من أجل تجاوز عقبات دراسية لا غير.
وتؤكد المتحدثة، العاملة بدار الشباب التابعة لبلدية سيدي داود، أن غياب الاهتمام بالصحة النفسية مرده عدم المعرفة الحقيقية لدور المختص النفساني الذي كثيرا ما تلصق به صفة علاج المجانين، وتشير إلى أنه من يقصد النفساني يتحرى كل الظروف التي يجب أن تصاحب تلك الاستشارة، حيث لا بد أن يكون مكتب النفساني معزولا أو بعيدا عن الأنظار وألا تكون هناك لافتة تشير إلى صفة عمله"، "والأكثر من ذلك هو الحديث بصوت خافت مخافة أن يستمع من وراء الأبواب وكأن هناك أعين تراقب دخول أحدهم إلى النفساني حتى تفضح أمره"، تقول زهرة لدادة وتتابع: "عندما تدخل إحداهن مثلا لمكتبي توصد الباب مباشرة، ولما تبدأ الحديث تلتفت يمينا وشمالا ثم تسال "لا يوجد من يسمعنا.. صحيح؟"..ثم تؤكد عليّ مرارا وتكرارا "هذا الكلام يبقى بيننا، أليس كذلك؟".. يعني إهدار الوقت قبيل الحديث عن المشكل أوسبب الاستشارة أكثر من البحث عن سبل للخروج منه، وهذا كله بسبب النظرة الاستباقية التي لدى الأفراد حول المختص النفسي وأنه طبيب المجانين".
وتوضح المتحدثة أن أهم المشكلات النفسية التي يعاني منها الشباب، تتمثل في الإدمان على التدخين والمخدرات (الجنسين معًا) وشعور عام بالندم وحبّ للتخلص من الإدمان وامتلاك القوة في غياب البدائل، إلى جانب الإخفاقات العاطفية والمشاكل الأسرية وضعف الوازع الديني وغياب مرافقة الأولياء، واشتغالهم كثيرا بالعالم الافتراضي لوسائل الاتصال بما نتج عنه مشاكل نفسية أخرى تتمثل في الانعزال والانطواء. من جهتها، تقول النفسانية سلمى بوڤيلة، "على النفساني أن يكسب ثقة الفرد قبل الحديث عما يعانيه هذا الأخير نفسيا"، مشيرة إلى أن أغلب المشاكل النفسية الملاحظة حسب التجربة الشخصية تتمثل في الفراغ والقلق الذي يعتبر أصل الداء لكل الضغوطات النفسية التي يعاني منها الأفراد وخاصة الشباب منهم. وتنصح المختصتان بتكثيف الأيام الإعلامية حول الصحة النفسية من أجل ترسيخ ثقافة الاهتمام بها لدى المجتمع، فالاستقرار النفسي للفرد مهم جدا في استقرار مجتمعه بشكل عام.