الأولى ولائيا والثالثة وطنيا في البكالوريا

رشا بدر الدين لـ’’المساء": "تنظيم الوقت سر نجاحي"

رشا بدر الدين لـ’’المساء": "تنظيم الوقت سر نجاحي"
الأولى ولائيا والثالثة وطنيا في البكالوريا رشا بدر الدين
  • القراءات: 1195
حاورها: زبير زهاني حاورها: زبير زهاني

بابتسامتها المعهودة وبساطتها المألوفة، فتحت صاحبة المركز الأول في امتحانات شهادة البكالوريا على مستوى ولايتها، والثالثة على المستوى الوطني، للموسم الدراسي 2019 /2020، رشا بدر الدين، قلبها لـ"المساء"، على هامش تكريمها من طرف والي قسنطينة،  بمناسبة الاحتفالات بالذكرى 66 لاندلاع الثورة المظفرة، وتحدثت رشا التي كانت محاطة بأبويها، عن سر نجاحها وحصولها على الشهادة بمعدل 19.10 من 20، كما تحدثت ابنة قسنطينة المتفوقة من ثانوية الحرية، عن حلمها في الحصول على منحة للدراسة في الخارج، وتبدد هذا الحلم بسبب عدم تخصيص منحة هذه السنة، لتكشف عن طموحاتها المستقبلية، وتشكر كل من ساندها.

 ما هو شعورك وأنت تكرمين بين أهلك وزملائك بمسقط رأسك من طرف السلطات الولائية لقسنطينة؟

❊❊ حقيقة، هو شعور رائع أن يكرم الإنسان بين أصدقائه، وفي مدينته، هو شعور لا يوصف، أشكر كل ما ساهم في تنظيم هذا التكريم بدار الثقافة "مالك حداد"، هو تكريم خاص لأنه جاء في يوم خاص، وهي مناسبة الفاتح نوفمبر التي تذكرنا بالتضحيات الجسام للشعب الجزائري، ولا يسعني إلا الترحم على أرواح الشهداء الأبرار، كما أن خصوصية هذا التكريم شمل عددا معتبرا من المتوجين بشهادة البكالوريا بتقدير من قسنطينة، سعدت كثيرا بحصولي على المركز الأول على المستوى الولائي، وأحمد الله كثيرا على هذا الإنجاز وهذا التتويج.

 تم تكريمك مؤخرا، من طرف رئاسة الجمهورية، ماذا يمكن أن تقولي عن هذا التكريم؟

❊❊أشكر الوزير الأول عبد العزيز جراد على هذا التكريم، بحضور العديد من الوزراء، وأرى أنه فخر كبير أن ينال الطالب تكريما من طرف رئاسة الجمهورية، كان الأمر أشبه بالحلم، أن تستقبل برئاسة الجمهورية، وأن تجد نفسك مع نخبة من التلاميذ المتفوقين عبر التراب الوطني، وأن تكون ضمن الثلاثة الأوائل في شهادة البكالوريا، حظينا باستقبال رائع وكان التكريم معنوي أكثر منه أي شيء آخر، ستبقى هذه الصور خالدة في ذهني ما حييت.

 إذن، هل حققت رشا حلمها بحصولها على البكالوريا بتقدير ممتاز وبتكريمها من طرف رئاسة الجمهورية؟

❊❊ ربما تحقق جزء كبير من حلمي، وهو حلم أي طالب اجتهد طيلة سنوات من الكد والعمل الجاد، ليقطف في آخر نهاية المرحلة الثانوية ثمار النجاح والتفوق، لشهادة البكالوريا نكهة خاصة، وفرحتها تبقى خاصة أيضا، لكن الحلم لم يتحقق كاملا، كنت أتمنى الحصول على منحة دراسية لمواصلة دراستي في جامعة خارج البلد، وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل، لكن تبدد هذا الحلم عندما علمت أن الدولة لم تخصص هذه السنة منحا للدراسة في الخارج.

بالحديث عن مستقبلك الدراسي، في أي جامعة ستسجل رشا؟

❊❊ ربما تخصصي في مجال الرياضيات جعلنا أحب كل ما له علاقة بهذه المادة، وجعلني أيضا أتعلق بالشعب التقنية التي تكون فيها هذه المادة حاضرة، سأكمل دراستي بالمدرسة العليا للإعلام الآلي، هو مجال استهواني كثيرا مند الصغر، وأرغب في أن أكون باحثة في هذا التخصص، والولوج في هذا العالم الواسع الذي يعد من بين اهتمامات أي دولة تريد التطور، والذهاب بعيدا في مجال العلوم والتكنولوجيا. حقيقة الإعلام الآلي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وقاطرة تجر البلدان إلى العصرنة والتقدم، وبات يسهل العديد من المهام التي كانت في وقت ما، صعبة الإنجاز، وبذلك فهو ربح للوقت والجهد والمال.

لماذا لم تختر رشا اختصاص الطب، رغم أنه مطلب جل المتفوقين؟

❊❊ حقيقة الطب اختصاص مهم للغاية، ومهنة نبيلة يتشرف أي واحد منا بالانتماء إليها، وقد وقفنا على أهمية الأطباء خلال هذه الجائحة، إذ برز الدور الكبير للجيش الأبيض الذي أزف له، من خلال منبركم، كل التحية والتقدير، لكن لكل إنسان ميولات، وأنا شخصيا أميل إلى الإعلام الآلي الذي كان يستهويني مند صغري، وأرغب في أن أقدم الشيء المنتظر مني في هذا المجال، وأن أشرف بلدي وأقدم لها الإضافة، كعربون حب، عرفانا لما قدمته لي في التعليم، خاصة أن الجزائر ماضية في مجال الرقمنة التي تعتمد بالدرجة الأولى على الإعلام الآلي.

لو نعود قليلا إلى الوراء، لمن يعود الفضل في تألق رشا وتفوقها؟

❊❊ أولا، هذا النجاح جاء بفضل توكلي على الله سبحانه وتعالى،  ثم الدراسة والاجتهاد، ولا أنسى الدور الكبير الذي ساهم به محيطي القريب، خاصة من أسرتي، سواء الإخوة أو الأب أو الأم، الذين وفروا لي كل الأجواء المناسبة، خاصة الراحة النفسية، وحاولوا قدر المستطاع، إبعادي عن الضغط بأي شكل من الأشكال، كما لا أنسى أن أنوه بالدور الكبير الذي لعبه الأساتذة الكرام.

اجتيازك لامتحان البكالوريا جاء هذه السنة في ظروف استثنائية مع انتشار الجائحة، كيف تمكنتِ من استغلال الظرف لصالحك؟

❊❊ حقيقة، انطلقنا في الدراسة خلال شهر سبتمبر بشكل عادي، لكن مع مرور الوقت، خاصة في الثلاثي الثاني، بدأت الأمور في التأزم، بظهور هذا الوباء الذي انتشر عبر كل دول العالم، ولم يستثن بلدنا، ومع غلق المدارس بالجزائر وتوقف الدراسة، كان مصير البكالوريا مجهولا، حتى أنني توقفت عن المراجعة في المنزل، لكن مع ظهور أول بوادر الأمل، بعدما تم الإعلان عن تأجيل هذا الامتحان إلى شهر سبتمبر، عدت مجددا لضبط برنامجي والتأقلم مع الوضع، رغم التأثير النفسي لهذا التوقف عن الدراسة، كانت فترة جد صعبة والعودة مجددا لحمل الكراريس كانت أصعب، وما ساعدني أكثر؛ الدروس المقدمة عبر الأنترنت "أون لين".

من هي رشا خارج المجال الدراسي؟

❊❊  شابة من قسنطينة، زاولت دراستها الثانوية في مؤسسة الحرية وسط المدينة، كانت تقطن بحي زواغي سليمان، ثم انتقلت إلى المدينة الجديدة علي منجلي، تحب الدراسة، وهذا لا يمنعها من ممارسة هواياتها، لها حياة جد عادية، تتابع المسلسلات عبر التلفزيون والأفلام السينمائية، وتتواصل يوميا بالعالم الخارجي، من خلال حسابها بالفضاء الأزرق، توفق بين الدراسة وبين الترفيه عن النفس والراحة، وتؤمن بأن سر النجاح هو تنظيم الوقت بين العمل والترويح عن النفس. 

ما هي كلمتك لزملائك الذين فشلوا في الحصول على البكالوريا، بسبب الجائحة، رغم اجتهادهم ومثابرتهم؟

❊❊ حقيقة جائحة "كوفيد-19" أثرت على جميع التلاميذ من عدة جوانب، خاصة المقبلين على امتحانات نهاية الطور، فهناك من استطاع تدارك الأمور والتغلب على الوضع، من خلال الاستعداد النفسي الجيد، وهناك من تأثر نفسيا رغم اجتهاده في الدراسة، لكن الفشل في محطة لا يعني نهاية العالم، الفرصة متاحة السنة المقبلة، وما عليهم إلا مواصلة الاجتهاد والمثابرة وتخطي العوائق والصعوبات، مع الاتكال على الله، وإن شاء الله سيكون التوفيق والنجاح حليفهم.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ تشكرات أود أن أرفعها إلى كل من قدم لي يد المساعدة، وساهم من بعيد أو قريب في نيلي المرتبة الأولى على المستوى الولائي، والثالثة على المستوى الوطني في شهادة البكالوريا، أظن أنه فخر كبير لي ولعائلتي ومدينتي، التي تمكنت من تشريفها من خلال تواجدها في منصة التتويج للثلاثة الأوائل وطنيا.