التميّز النسوي في قلب التكنولوجيا

رائدات "تاتش وامن" يصنعن جيل متمكّنات

رائدات "تاتش وامن" يصنعن جيل متمكّنات
  • 165
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

في زمن باتت فيه الابتكارات التقنية تقود تحوّلات العالم، تبرز الحاجة الملحّة لإبراز صوت المرأة في المشهد العلمي والصناعي، لا كمتلقية، بل كفاعلة، ورائدة.  وفي هذا السياق، ينظّم نادي "ميكا" التابع لجامعة العلوم والتكنولوجيا "هواري بومدين" كلية الهندسة الميكانيكية، تظاهرة " تاتش وامن 2025" التكنولوجيات المرأة، يوم 30 أكتوبر، في رحاب الجامعة بـباب الزوار، بإشراف رئيسة التظاهرة بلقيس بركاني، المكلفة بالعلاقات الخارجية بالنادي، حيث ستكون التظاهرة فرصة لتسليط الضوء على دور المرأة في مجالات علمية، وتقنية كذلك.

تأتي هذه المبادرة، حسب منظّميها، كمحطة بارزة ضمن سلسلة من الأنشطة التي اعتاد النادي تنظيمها منذ تأسيسه سنة 1985؛ بهدف تطوير الكفاءات التقنية والمهنية لدى الطلبة، الذين رغم انطلاقة النادي من مجال الميكانيك، إلاّ أنّه طالما اتّسم بانفتاحه على تخصّصات متعدّدة؛ مثل الإلكترونيات، والروبوتيك، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الصحية، وريادة الأعمال.

ويجسّد حدث "تاتش وامن 2025" هذا التوجّه المنفتح؛ حيث يسلّط الضوء على الدور المحوري للنساء في المجالات التقنية والعلمية، في تظاهرة تمتدّ ليوم كامل، تجمع بين المحاضرات، وورشات العمل التفاعلية، والعروض، والمعارض التقنية، في صيغة متعدّدة الأبعاد تستهدف الإلهام، والتمكين، وبناء شبكات تواصل فعّالة بين النساء المهتمات بالتكنولوجيا والابتكار.

بين التوعية والصحة وريادة الأعمال

يكتسي الحدث، حسب البيان الذي تلقت "المساء" نسخة منه، بعدا إنسانيا قويا بانعقاده تزامنا مع "أكتوبر الوردي" ؛ حيث ستفتتح التظاهرة بمحاضرة توعوية حول الوقاية من سرطان الثدي، بعنوان "الوقاية لحياة أفضل" . وستنشَّط الجلسة من طرف طبيبة متخصصة في طب الأورام وصحة المرأة عامة. وستتناول محاور حيوية؛ مثل أهمية الفحص المبكر، والفحص الذاتي، والتوعية منذ سن مبكرة. والهدف من هذه الجلسات ليس فقط التوعية الصحية، بل هي ذات أبعاد اجتماعية كذلك؛ إذ تسعى إلى كسر الطابوهات، وتحرير النقاش، وتعزيز السلوكات الوقائية داخل المجتمع الجامعي وخارجه.

وفي الجلسة الثانية، تنقل التظاهرة المشاركات إلى قلب عالم الأعمال عبر محاضرة بعنوان: "كيف تؤسّسين شركتك الناشئة في مجال التكنولوجيا". تتحدّث خلالها مؤسّسة أو مديرة تنفيذية لستارت-آب مبتكرة، مستعرضة تجربتها في ريادة الأعمال من الفكرة إلى التطبيق؛ بهدف منح المشاركات الأدوات والمفاتيح والرؤية الضرورية لتحويل شغفهن إلى مشاريع حقيقية، ومبتكرة.

ومن بين أبرز فقرات "تاتش وامن 2025" طاولة مستديرة تفاعلية، تجمع أربع مهندسات جزائريات ينتمين إلى مجالات تقنية متنوّعة؛ منها الهندسة الطاقوية، والروبوتيك، والبتروكيمياء والمعلوماتية الصناعية. وسيمثلن مختلف مراحل الحياة المهنية من الشابة المبتدئة إلى الخبيرة. وسيتقاسمن مع الحضور تجاربهن الأكاديمية، والتحديات التي واجهنها، والإنجازات التي حقّقنها، وأثرهن في الابتكار. وستدير الجلسة خبيرة مختصة بأسلوب تفاعلي، يطرح تساؤلات جوهرية من قبيل كيف يمكن تحويل الفشل إلى نقطة انطلاق جديدة؟ وما هي الفرص الحقيقية المتاحة للمرأة داخل القطاع الصناعي؟.

وتسعى التظاهرة، حسبما أكّد المنظّمون، إلى تحقيق أهداف واضحة ومتكاملة، أبرزها تسليط الضوء على دور المرأة في التحوّل التكنولوجي، وجذب اهتمام وسائل الإعلام والمؤسّسات لذلك، وفتح آفاق للشركات الناشئة عبر تمكينها من تقديم نفسها داخل فضاء محفّز ومؤثر، فضلا عن إلهام وتشجيع الطالبات والشابات على ولوج الميادين التقنية والصناعية دون تردّد، وكذا نشر ثقافة الوقاية الصحية، وتعزيز التوعية المجتمعية بسرطان الثدي.

للإشارة، سيستهدف الحدث جمهورا واسعا ومتنوّعا، وشراكات واعدة، منها الطالبات في التخصّصات العلمية والتقنية، والمهندسات، والطبيبات، والباحثات، والمؤسّسات الحكومية المعنية بشؤون المرأة، والتعليم العالي، والصحة والصناعة، إلى جانب الشركات، والحاضنات، والمستثمرين المهتمين بالكفاءات النسائية.

ويُتوقّع أن يشكّل هذا الحدث محطة محورية في مسار دعم التمكين النسوي داخل الأوساط التقنية في الجزائر، بفضل تنظيم محكم، ومحتوى غني، يعكس طموح جيل جديد من النساء المبدعات، القادرات على صناعة التغيير، وبناء المستقبل.