الناشط الجمعوي الحاج عاشور محمد بن ناصر لـ’’المساء":
ذوو الاحتياجات مبدعون ونحتاج إلى مراكز إعادة التأهيل بالقرارة

- 1007

أكد الحاج عاشور محمد بن ناصر، ناشط جمعوي وإعلامي، بالقرارة في غرداية، أن أكثر ما تحتاجه فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة والبالغ عددها 1600 معاق، هو التكفل بالمتمدرسين في كافة الأطوار والثقة في قدرات هؤلاء الأشخاص الذين أثبتوا من خلال مشاركتهم في العديد من الفعاليات، أنهم قادرون على العطاء والإبداع في مختلف المجالات، على غرار الزراعة، الصناعة والنسيج، مشيرا إلى افتقار المنطقة لمركز تأهيل عضلي عمومي، خاصة أن ممارسة الرياضة تعتبر جزءا أساسيا في رفع معنويات المعاق نفسيا وراحته جسديا.
يقول الحاج عاشور محمد، عضو بمركز الحياة في القرارة، لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وجمعية "الابتسامة" للمعاقين حول نشاط الجمعيتين وعملهما بالتنسيق، لفائدة هذه الفئة: "يوجد بمركز الحياة التابع لجمعية "الحياة" عدة أقسام لإدماج 52 شخصا من ذوي الإعاقة، يؤطرهم مختصون نفسانيون في مختلف المجالات، ويحرص المركز على الإشارة إلى هذه الفئة من خلال مختلف التظاهرة التي ينشطها، كان آخرها طرق التكفل بذوي للاحتياجات الخاصة، والذي حاول من خلاله القائمون على المركز تمرير رسالة ضرورة الاهتمام بهذه الشريحة من قبل كامل شرائح المجتمع، وهو العمل الذي تم بالتنسيق مع جمعية "البسمة" التي ترعى هذه الفئة التي لها قدرات وإبداعات خاصة، والتي تصطدم بواقع نقص الاهتمام، حيث تم خلال البرنامج تنظيم دورات تحسيسية للتعريف بطرق التكفل بالمعاق، كما نظمت سهرات فنية، مسرحية وإنشادية للشباب والمراهقين لاستقطاب هذه الفئة، بهدف إدماجها والتغيير من نظرات الشفقة إليها، كما عرض على الهامش ما تم صنعه من قبل هذه الفئة المبدعة في الزراعة الصناعة والنسيج بهدف التعريف بقدرات ذوي العزيمة لإدماجهم اجتماعيا وإخراجهم من العزلة.
وأضاف قائلا: "هناك نماذج كثيرة لذوي الاحتياجات الخاصة الذين تركوا بصمة في الحياة، منهم من عرض تجاربه وتحدث عن الطريقة التي استطاع من خلالها تخطي المصاعب، وهذا لا يتم إلا بمساعدة الأولياء الذين يتقبلون منحة الله. وقد كشف الندوة عن نماذج في التحدي رغم الصعوبات ومتاعب الحياة وقلة الوسائل، فمنهم من يحفظون القرآن الكريم، مثل حاج العاشور مصطفى والأخ يوسف حريزي، الكفيف الذي استطاع أن يواصل دراسته وينجح في نيل شهادة البكالوريا، رغم العراقيل".
واستطرد محدثنا: "المعاق في القرارة يعاني من الكثير من العراقيل، منها انعدام وسائل النقل، خاصة أن المسافات بعيدة في الصحراء، كالتنقل إلى الأماكن التي يمكن استخراج منها الوثائق أو مثلا حتى نذهب إلى مديرية النشاط الاجتماعي على مستوى ولاية غرداية، نحتاج إلى قطع مسافة 150 كلم، كما نفتقر للأخصائين في العظام، وهنا أدعو السلطات المحلية والوطنية إلى معالجة هذا الإشكال. فبالقرارة يوجد أزيد من 1600 معاق وتفتقد لمركز بيداغوجي، وهو مطلب قدم للمسؤولين ولم نتلق سوى الوعود التي لم تتجسد حاليا. كما أود الإشارة إلى أن الصم البكم يمكنهم العمل والإنتاج، فهم أصحاء ويمكن إدماجهم في حرف مختلفة".
يواصل الحاج عاشور محمد حديثه إلينا قائلا: "تكوين المعاق ووجود مراكز ومعاهد قريبة من مقر سكناه أو ولايته يسهل عليه الحياة والاندماج في المجتمع، فشخصيا كنت أعمل كمساعد أمين ضبط في المحكمة، بعدما تحصلت على شهادة البكالوريا، إلا أنه صعب علي التنقل إلى ولاية الأغواط لمواصلة دراستي الجامعية ولما نجحت في مسابقة التوظيف، التحقت بالعمل كمساعد أمين ضبط، لكن هذا العمل يحتاج إلى سنة تربص في ولاية الأغواط وقد بعثت مراسلات للنائب العام لمجلس قضاء غرداية لطلب إعفائي من التربص النظري والاكتفاء بالتربص التطبيقي، إلا أن القانون يستوجب استكمال كلاهما، وبسبب البعد أحلت على البطالة. يواصل محدثتنا قائلا؛ "أخي حاج عاشور مصطفى موظف في مصلحة الاقتصاد، لديه مؤهل سكريتاريا مكتبية و8 سنوات في العمل، إلا أنه لم يرسم بعد، فعملية ترسيمه في عمله ستكون مصدر راحة نفسية له ولكل أفراد العائلة".