دور الأب المحوري في تربية الأبناء

دور الأب المحوري في تربية الأبناء
  • القراءات: 1379

يعتبر الأب المعلم الأول لأطفاله، ودوره في حياتهم لا يقل أبدا عن دور الأم، بالرغم من اختلاف الفترة التي يقضيها كل من الأب والأم مع أطفالهما، فبالطبع تقضي الأم معهم عدد ساعات وأيام أكثر من الأب، أما الأثر النهائي على شخصية الطفل، فلا يكتمل إلا بوجود الإثنين معا. وغالبا ما يُقاس تأثير الأب في حياة أبنائه، بكفاءة الوقت القليل الذي يقضيه معهم، أو ما يُعرف بالوقت الممتع، على عكس ما يعتقده الكثيرون بأن دور الأب يقتصر على التوجيه والتعليمات، بل إن أكثر الوقت الذي يمضيه الأب مع أطفاله، يحمل مزيدا من التدليل، لأنه لا يقضي معهم إلا وقتا قليلا، فيحب أن يكون خلاله قريبا منهم ومن مشاعرهم.

كل الدراسات النفسية تذهب إلى اتجاه واحد، وهو ضرورة أن ينشأ الطفل بين أب وأم متفاهمين، ومتشاركين في التربية بشكل واضح ومباشر، فالأطفال الذين ينشأون في هذه البيئة، أقل عرضة للأمراض النفسية واضطرابات السلوك في المستقبل.

إليكم أهمية إشراك الأب

في العملية التربوية:

ـ أثناء الحمل: أشركي زوجكِ في كل التفاصيل الصغيرة، من زيارة الطبيب والتفكير في الطفل واسمه وشراء ملابسه ومستلزماته، أشعريه بأهميته وأهمية دوره، دون أن تتحدثي عن الأمر بشكل مباشر، فالرجال لا يحبون الالتزام ويخافون من المسؤولية بشكل عام.

ـ بعد الولادة: اتركي زوجك يحمل الطفل كل يوم بعد عودته من العمل، اطلبي منه ذلك وافعلي أي شيء آخر في هذا الوقت، مثل؛ أخذ حمام دافئ أو تحضير الطعام أو ترتيب المنزل، عندما يحمل الأب طفله منذ الصغر، يعتاد على القرب منه أكثر، وتبدأ المشاعر في النمو بينهما.

ـ اتفقي مع زوجكِ قبل الحمل أو بعد الولادة على معنى التربية ومفهومها: فالتربية لا تعني الطعام والشراب والتعليم، التربية هي الاهتمام بالروح والشخصية والنفس والدين، وغيرها من الأمور التي لن يتعلمها الطفل إلا منك أنت وأبيه.

ـ اتفقي مع زوجك من البداية على نوع تعليم طفلكما: ومستوى المدارس التي سيدخلها، ومن المسؤول عن المذاكرة له، وغيرها من التفاصيل المختلفة التي تتشاركان مسؤوليتها معا.

ـ الاحترام المتبادل وعدم تسفيه رأي الآخر أو انتقاده: وعدم مناقشته في تغييره أمام الأبناء، قاعدة عامة وأساسية في تربيتهم، ويجب عليكما التدريب عليها قبل أن يكبر أطفالكما.

ـ تحديد وقت للأسرة: تحديد وقت للأب وحده مع الأطفال، وللأم وحدها معهم، هذا الأمر يعمل على وجود التواصل المباشر والجماعي بين أفراد الأسرة.

ـ اجمعي أسرتك يوميا على الطعام: ليجلس الجميع معا في وقت معين على المائدة، وإن حالت ظروف العمل، فاجعليها مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا، ويجب ألا تنشغلي أنت وزوجك بشيء -كالهاتف المحمول والتلفزيون وغيره- غير الأسرة والتواصل بينها في هذا الوقت المشترك.

ـ اتفقي مع زوجك على طريقة الإجابة عن أسئلة الطفل الوجودية، مثل: من الله؟ وأين هو؟ ومن أين جئت؟ وغيرها من الأسئلة التي لا تنتهي عند الأطفال، وحددا جلسة روحانية، تقرب فيها هذه الأفكار له، حسب عمره.

اقرئي أنت وزوجك لأطفالكما، فالقراءة للطفل تقربكما من مشاعره كثيرا، اتفقي مع زوجك على ثلاثة أيام يقرأ فيها للصغار، وثلاثة أيام أخرى تقرئين فيها أنت لهم، واحرصا على اختيار قصص مختلفة.

افهمي جيدا دور الأب والأم في حياة كل من الابن والابنة: فدائما ما تجدين الأب قدوة الصغير، يقلده في كل شيء تقريبا ويراقب تصرفاته، بينما تمثل له الأم مصدرا للقرب العاطفي، أما عند البنت فينعكس الأمر، لأن الأم قدوة لها، تقلدها في الملابس، واختيار الألوان وتسريحات الشعر، بينما يشكل الأب لها مصدر الحب والأمان والحنان والعاطفة، لكن تذكري جيدا أن هذه ليست قاعدة، وكل طفل يختلف تماما في تكوين مشاعره عن الآخر.