رئيس فيدرالية الصيادين لطفي مرسلي لـ"المساء":
دورات تكوينية لمحاربة الصيد الجائر حماية للثروة الحيوانية
- 95
رشيدة بلال
أثرت حرائق الغابات التي شهدتها ولاية البليدة وعدد من ولايات الوطن على غرار ولاية تيبازة، على الثروة النباتية والحيوانية، وهو الأمر الذي أعقبته حالة من الأسف والحزن، خاصة وسط أعضاء الجمعيات المهتمة بالبيئة، والتي عكفت على إيجاد السبل الكفيلة بإعادة الاعتبار للثروة الغابية؛ على غرار جمعية الصيادين التي تواصل مهامها في تكوين الصيادين؛ من خلال تنظيم دورات تكوينية سنوية، وتعمل على محاربة الصيد الجائر، الذي أضحى في السنوات الأخيرة، يشكل أكبر تهديد للثروة الحيوانية. وفي هذا السياق تحدثت “المساء” إلى لطفي مرسلي، رئيس فيدرالية الصيادين الولائية، حول أهمية الدورات التكوينية لتنظيم مهنة الصيد، والجهود المبذولة لحمايتها.
يبدو أن حرائق الغابات الأخيرة التي مست عدداً من ولايات الوطن على غرار ولايتي البليدة وتيبازة، كان لها الأثر السلبي على موسم الصيد بالنظر إلى الخسائر التي مست الثروة الحيوانية، وهو الأمر الذي عبّر رئيس فيدرالية الصيادين لطفي مرسلي، عن تفهّمه، وتركيز الجهود على تكوين الصيادين، خاصة أن هواية الصيد تُعد من أكثر الهوايات المحبوبة عند عدد كبير من الشباب.
وأوضح المتحدث أنه تم برمجة الدورة 12 التكوينية، التي شملت 57 صياداً من مختلف الجمعيات التابعة للفيدرالية الولائية، بالتنسيق مع محافظة الغابات، والتي دامت ثلاثة أيام، حيث تم خلالها تسليط الضوء على بعض المفاهيم الهامة المتعلقة بممارسة نشاط الصيد في إطار قانوني، ومنظم.
وتم التركيز على أخلاقيات الصيد، والقوانين التي تحكمه، والإسعافات الأولية، وكيفية استخدام بنادق الصيد، وكذا أهم حقوق الصياد، لافتاً بالمناسبة إلى أن الفيدرالية بناءً على عدد من شكاوى ساكنة الشريعة التي مفادها التزايد الكبير لحيوان الخنزير البري، قامت بتقليص أعداده بعد عملية الإحصاء بالتنسيق مع محافظة الغابات، لافتاً في السياق إلى أن عبارة “التقليص” تشير إلى أن الفيدرالية الولائية للصيادين بمعية صياديها، تعي تماماً الغاية من ممارسة هواية الصيد. وهي المساهمة في الحفاظ على النظام الإيكولوجي من خلال إعادة التوازن، والحفاظ في الوقت نفسه على الحياة البرية لكل الحيوانات الموجودة في الغابة.
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أنه يعرب عن أسفه الشديد للخسائر التي لحقت بالثروة الحيوانية التي أتت عليها النيران، سواء على مستوى ولاية البليدة أو تيبازة أو غيرها من الولايات التي مستها الحرائق، مشيراً إلى أن هذه الحرائق أثرت بشكل كبير على التنوع البيولوجي، الذي يَعُد الحريق عدوه الأول، وأن تعويضه يحتاج إلى سنوات طويلة.
ويضيف المتحدث: “المؤسف أن التغيرات المناخية والتأخر في هطول الأمطار كلها عوامل أثرت بشكل أو بآخر، على الثروة الحيوانية “ ، لافتاً في المقابل، إلى أن هواية الصيد تراعي كل هذه المعطيات، ولا تشكل أبداً عائقاً أمام الثروة الحيوانية؛ لأنها تمارَس في إطار قانوني، ومنظم. وأكثر من ذلك، تساعد على محاربة الصيد العشوائي الذي يشكل هو الآخر أكبر تهديد للثروة الحيوانية، مؤكداً أنهم يسعون من خلال الفيدرالية إلى تأطير الصيادين، وجعلهم يعملون بصورة نظامية حتى يفهموا الغاية من ممارسة هذه الهواية؛ حتى لا تأخذ أبعاداً تضر بالبيئة.
لهذا السبب تأخر افتتاح موسم الصيد
وردّاً على سؤال “المساء” حول التأخر المسجل في الإعلان عن افتتاح موسم الصيد، أشار المتحدث قائلا: “عادة يتم افتتاح موسم الصيد شهر سبتمبر، ولكن هذه السنة شهد تأخراً بسبب بعض التغييرات في السلك الحكومي من جهة. وقد شهدت السنة الماضية افتتاح الموسم في أوانه “، مؤكدا أن الـفيدرالية تحترم هذا التأخر الذي يعتقد أنه جاء نتيجة ما شهدته الجزائر من تغيرات خاصة بالحرائق من جهة، وموجة الجفاف والتأخر المسجل في سقوط الأمطار من جهة أخرى، لافتاً إلى أن عدم افتتاح الموسم يشكل للفيدرالية ولكل المهتمين بممارسة هذه الهواية، فرصة لإعادة تنظيم الصفوف، والتحضير للموسم المقبل في إطار أكثر تنظيماً.
وأشار إلى أنهم كصيادين يأملون أن يكون الافتتاح قريبا، خاصة في الولايات التي لم تمسسها النيران، والتي تحوز على الأراضي الخاصة بالصيد بالمزارعة، مشيراً في السياق إلى أن ولاية البليدة عانت ولاتزال تعاني من عدم وجود الرخصة لممارسة النشاط رغم وجود الأراضي. وبالمناسبة، يناشد رئيس الفيدرالية إعادة النظر في الانشغال المتمثل في الحصول على الموافقة لممارسة الصيد في المساحات التي خصصتها لهم محافظة الغابات، مؤكداً في السياق أن من أهم الانشغالات التي يعاني منها الصيادون، عدم وجود الذخيرة بطريقة قانونية رغم أن الصياد النظامي انخرط في الفيدرالية، وخضع للتكوين، وحاز على الشهادة، إلا أنه عند الوصول إلى ممارسة هذه الهواية يصطدم بغياب الذخيرة؛ بسبب غياب الآلية لشراء الذخيرة بطريقة قانونية. وختم المتحدث بأن هواية الصيد تُعد من الهوايات التي تلقى شعبية كبيرة على مستوى ولاية البليدة؛ حيث تحصي الولاية منذ 2018، تكوين 650 صياد. ولايزال عدد كبير من الصيادين ينتظرون الاستفادة من التكوين؛ للحصول على الرخصة، وممارسة النشاط.