"كلنا معنيون" شعار حملة وطنية
دعوة للتقليل من مسببات الفيضانات

- 313

تتجدد هواجس وقلق المواطنين مع حلول موسم الأمطار، من خطر الفيضانات، وما تخلّفه من أضرار مادية وبشرية جسيمة. وفي ظل مشاهد مؤلمة تتكرر كل عام، أطلقت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، حملة وطنية شاملة للتوعية والتحسيس بخطورة هذه الظاهرة الطبيعية، ساعية إلى إشراك المجتمع المدني والسلطات المحلية والمواطنين، كل من موقعه، في التصدي لمسبباتها، والتقليل من تداعياتها، لا سيما من خلال حملة واسعة لتنظيف البالوعات المسدودة.
تهدف هذه المبادرة التي حملت شعار "كلنا معنيون"، إلى ترسيخ ثقافة الوقاية، والمسؤولية الجماعية؛ من خلال نشر سلوكات بسيطة ولكن فعالة، يمكنها أن تُحدث فرقا حقيقيا في الحفاظ على الأرواح والممتلكات، بل وعلى نظافة البيئة، وجودة الحياة في مدننا.
ومن أبرز الرسائل التي حملتها الحملة التأكيد على أن شبكات الصرف الصحي ليست مكبّا للنفايات. هذا النداء البسيط في ظاهره يحمل في طياته عمقا اجتماعيا وبيئيا كبيرا، لا سيما أن الكثير من الكوارث بدأت من انسداد بسيط في قناة صرف، حوَّل الشوارع إلى أنهار جارفة بفعل الإهمال والتصرفات اللامسؤولة!
في هذا الصدد أوضح زبدي رئيس منظمة حماية المستهلك ومحيطه، أن تراكم النفايات المنزلية والمخلفات البلاستيكية في البالوعات والمجاري، لا يهدد، فقط، البنية التحتية، بل يعمّق هشاشة الأحياء، ويعرّض سكانها لمخاطر عديدة.
وفي ميدان العمل قامت فرق المنظمة بتنظيم ورشات تحسيسية في الأحياء الشعبية والمدارس. وتم توزيع منشورات توعوية، توضح الخطوات العملية التي يمكن كلَّ فرد اتخاذها؛ مثل تنظيف محيط منزله من الأتربة والمخلفات، وتجنب رمي القمامة في مجاري المياه، والإبلاغ عن أيّ انسدادات ملاحَظة، الجهاتِ المعنية في الوقت المناسب.
كما تم التشديد على أهمية الالتزام بإجراءات الحماية الشخصية عند المشاركة في عمليات التنظيف الجماعي؛ بارتداء القفازات المطاطية، والنظارات الواقية؛ لحماية العينين من رذاذ المواد الضارة، والكمامات؛ لتفادي استنشاق الغازات والأتربة، خاصة في المناطق القريبة من شبكات الصرف أو النفايات المتراكمة.
وتسعى المنظمة من خلال هذه الحملة إلى إشراك الجميع دون استثناء، في هذا الجهد الوطني انطلاقا من قناعة راسخة بأن الوقاية مسؤولية جماعية، وأن الحي النظيف هو درع المدينة ضد الكارثة. كما دعت إلى مراجعة دورية للبنية التحتية، وتكثيف التنسيق بين السلطات المحلية والمواطنين؛ لضمان تدخُّل سريع وفعال في حال وقوع أي طارئ.
مبادرات كهذه في ظاهرها بسيطة، إلا أنها تحمل بعدا حضاريا وإنسانيا بالغ الأهمية؛ فهي لا تقلل، فقط، من أخطار الكوارث الطبيعية، بل تساهم في بناء وعي مجتمعي راق، يجعل من الحرص على نظافة المدينة جزءا من المواطنة الفاعلة، ويرسّخ ثقافة احترام الفضاء.