أجيال مهددة بالعنف في غياب التربية الفعالة

دعوة لترسيخ القيم الإنسانية والأخلاقية لدى الطفل

دعوة لترسيخ القيم الإنسانية والأخلاقية لدى الطفل
  • 1243
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعت نفيسة مرساوي، مختصة نفسانية، إلى ضرورة غرس القيم الأخلاقية عند الطفل، لمساعدته على الاندماج في محيطه والشعور بالانتماء، وتعزيز احترامه لذاته وفهمه لتصرفاته ودوافعه واحترام من حوله، وأكدت أن إهمال تنمية القيم الأخلاقية المناسبة وغرسها لدى الطفل، سينتج عنه اكتساب قيم مهزوزة وسلبية تضره وتضر مجتمعه، مشيرة إلى أن ما نشهده اليوم في المجتمع من كثرة العنف وطغيان قانون الغاب، دليل على وجود ثغرة خطيرة تدل على غياب تلك القيم لدى فئة معينة من المجتمع، تهدد أمن وأمان المجتمع كافة، وتعود، حسبها، إلى إهمال بعض الأولياء للتربية السليمة للطفل منذ الصغر.

أشارت المختصة النفسانية إلى أن غرس القيم الأخلاقية والإنسانية عند الطفل، وتشجيعه على التمسك بها للتعايش وسط المجتمع، ممارسا حقوقه ومؤديا واجباته، وأكثر من ذلك، تشجيعه على أن يكون عنصرا فعالا في المجتمع، يساعد غيره عند الحاجة ويتضامن مع الفئات الضعيفة، لأن تكامل المجتمع وتماسكه يمر عبر تلك الايجابية، تضيف المتحدثة. قالت نفيسة، إن الحديث عن غرس القيم الأخلاقية، لابد أن يكون في سن صغير، حتى يشب ويشيب عليها الفرد، وتكون له جملة من الأخلاق والقيم التي لا يمكن لأي تيار أو فكر أن يغيرها له، لاسيما أن بعض الأولياء يشتكون تحول أطفالهم في مرحلة البلوغ أو سن المراهقة إلى أشخاص لا يعرفونهم تماما، بسبب احتكاكهم بأجانب تمكنوا من التأثير سلبيا على تفكيرهم، وإذا كانت قيمه غير ثابتة، فيمكن لذلك أن يتحول تماما، بل ويصبح شخصا سلبيا حاد الطباع، يصعب تصحيحها بعد ذلك.

قالت المختصة، إن تحقيق التكيف الاجتماعي والاتزان النفسي وسط المجتمع، يتم عن طريق نشر ذات القيم والأخلاق في كافة الأطفال، وهنا يأتي دور المدرسة بعد الأولياء، إذ لهذه الأخيرة دور أكثر من مهم في غرس القيم الصحيحة لدى الطفل، وهنا دعت المتحدثة إلى أهمية إدراج محتوى خاص في المنظومة التربوية متعلق فقط بشق القيم والفضائل المجتمعية، على غرار ما تعمل به بعض الدول الاسيوية التي دائما ما تعطينا دروسا في الأخلاق، رغم أننا كمسلمين، لنا الأسبقية في ذلك، ومجتمعنا يتمتع بها بالفطرة.

القيم هي البوصلة التي تقود للصواب

تبقى القيم، البوصلة التي تجعل الإنسان يبني الأحكام والتصورات حول ما هو جيد، وما هو غير جيد، ما هو مرغوب وما هو غير مرغوب، والقيم هي التي تحفز السلوك وتتحكم في الخيارات والتصرفات كذلك، وعدم الاندفاع وراء المشاعر التي قد تتحكم في التصرفات، كالغضب، والتي قد تقودنا إلى الانفعال والقيام بتصرفات لا تحمد عقباها.

أضافت أن كل قرار أو سلوك أو حتى فكرة تقف وراءها قيمة من القيم، والتمسك بالقيم الدينية والمجتمعية، وحتى العرفية أحيانا الإيجابية منها هي ما تجعلنا نلتزم بالمباح ونبتعد عن المحظور، ونتصرف وفق ذلك، فالقيم ترتبط بالمشاعر والعواطف، وهي التي تجعلنا نتخذ موقفا من الأحداث التي تدور حولنا، وتعطينا أحيانا صورة واضحة مبنية على تحاليل إيجابية وقريبة أكثر من الواقع.

وفي الأخير، دعت نفيسة مرساوي، إلى أهمية تسليط الضوء على هذا الموضوع في مجتمعنا، لتقليل الخطر المحدق بالأجيال الصاعدة، التي تتخلى فئة منها عن أهمية التربية في الصغر، وتتسبب في تنشئة سلبية تؤثر على المجتمع عامة، فالقيم الأخلاقية الصحيحة تحمي الأطفال من تأثير الغير، وتحميهم كذلك من الوقوع في أخطاء كبيرة، لأن القيم الأخلاقية هي الرقيب الذاتي للإنسان، ويدفعه للعودة السريعة عن الخطأ، حتى وإن تورط في مشكل معين، وهذا ما يعرف لدى العامة بالتمتع بالضمير الحي.