حذرت رئيسة الجمعية الوطنية للممرنين المحترفين للسياقة نبيلة فرحات، الجمعيات الخيرية من تنظيم موائد إفطار عبر الطرق السريعة بشكل فوضوي، لما يترتب على هذا العمل الخيري من نتائج وخيمة، قد تكون سببا في تسجيل حوادث مرور خطيرة، وحسبها فإن تنظيم موائد الإفطار عبر الطرق السريعة، لابد أن تخضع لبعض المعايير ولعل أهمها اختيار المكان الآمن لضمان سلامة المتطوع وسائق المركبة على حد سواء.

يعود الحديث في كل سنة يحل فيها شهر رمضان الكريم، عن تسجيل حوادث المرور قبيل الإفطار، بسبب تغير السلوك بفعل الصيام نتيجة قلة النوم وإطالة السهر، إلى جانب حالة القلق والنرفزة، التي تصيب بعض السواق، رغبة منهم في الوصول إلى منازلهم قبل موعد الأذان.

وحسب رئيسة الجمعية نبيلة فرحات، في تصريح لـ "المساء"، فإن الجزائر ومنذ بداية السنة الجارية، سجلت ارتفاعا في حوادث المرور، الأمر الذي يتطلب حسبها خصوصا في أجواء الشهر الفضيل "العمل على تكثيف الجهود للحد من حوادث المرور التي أصبحت موائد الإفطار تشكل سببا آخر من أسباب وقوعها"، وقالت: "إن الجمعيات تسعى من أجل ترسيخ قيمة تضامنية إلى المجازفة بمتطوعيها من خلال الشروع في تنظيم موائد الإفطار بطريقة عشوائية عبر الطرق السريعة، الأمر الذي يتسبب في وقوع حوادث مرور مميتة".

وتضيف المتحدثة: "وهو الأمر الذي نحذر منه خلال هذه السنة من خلال عملنا التحسيسي". مشيرة إلى أن تنظيم موائد الإفطار عبر الطرق السريعة أو حتى الطرق الفرعية، لا يتسبب فقط في وقوع الحوادث وإنما أيضا يسبب في كثير من الأحيان حالة من الاكتظاظ تجعل بعض الركاب يصابون بالقلق والنرفزة، وبالتالي ينتقل العمل من التضامن إلى الشجار وهو ما لا يحقق الغاية المطلوبة من العمل الخيري.

وحسب المتحدثة، فإن التوعية والتحسيس وتنظيم موائد الإفطار الجماعية "لا ينبغي أن يكون عبر الطرق السريعة لتجنب الفوضى والاختناق المروري"، وبالمناسبة تقترح رئيسة الجمعية أن تتم عمليات تنظيم موائد الإفطار الجماعية من خلال اختيار الأماكن الآمنة، والتي تتوفر على عدد من الشروط منها الابتعاد عن الطرق، وذلك بالتنسيق مع المصالح المعنية، وأن تكون المطاعم داخل المدن، مؤكدة رفضها تنظيم موائد الإفطار عبر الطرق السريعة، وإن حدث وتم تنظيم مثل هذا النشاط عبر الطريق السريع أن يتم بمعية مصالح الأمن والدرك.

لافتة إلى أن تنظيم مطاعم الإفطار على الطرق السريعة، إلى جانب أنه يعرض السواق للخطر لاحتمال وقوع الحوادث، فإنها أيضا تشكل تهديدا لحياة المتطوعين. وقالت: "وهو ما وقع السنة الماضية للطفل التابع للكشافة الإسلامية، الذي تعرض لحادث مميت بعدما كان يوزع الافطار على الطريق السريع".

وحول أهم النشاطات التي شرعت الجمعية في القيام بها خلال الشهر الفضيل، للمساهمة في الحد من حوادث المرور أشارت المتحدثة، إلى أن نشاطها ينحصر ككل سنة في الجانب الوقائي من خلال مباشرة عدد من حملات التوعية والتحسيس، بالتنسيق مع مصالح الأمن والدرك والحماية المدنية ومصالح الشؤون الدينية، حيث يتم التركيز على لفت انتباه سواق المركبات إلى أهمية التقيد بقانون المرور لتفادي ارتفاع حوادث المرور.