في ندوة تاريخية بجامعة البليدة "2"

دعوة الطلبة لمحو مغالطات المستعمر

دعوة الطلبة لمحو مغالطات المستعمر
  • 864
رشيدة بلال رشيدة بلال

أكد مدير جامعة البليدة "2" بالنيابة، البروفيسور مزوغ عادل، بمناسبة إشرافه على فعاليات الندوة التاريخية الوطنية، التي نظمتها رئاسة الجامعة، بالتنسيق والتعاون مع كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، والموسومة بعنوان "05 جويلية 1962: أحداث ورهانات"، بأن الاحتفال بعيد الاستقلال والشباب، هو اعتراف بتضحيات الشهداء وإقرار بالتواصل بين الأجيال لبناء الوطن، وتأكيد على مواصلة النضال بوسائل أخرى تستجيب لمتطلبات دولة ما بعد الاستقلال، التي تراهن على ما تخرجه الجامعة من كفاءات.

وذكر المتحدث أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وضعت جملة من التدابير والإجراءات، وسطرت حزمة من الأهداف، لجعل الجامعة قاطرة المجتمع، ولتطوير المنظومة الجامعية وتحسين كفاءاتها بهدف تمكينها من تحقيق مهامها في التكوين والبحث، في سبيل خدمة الوطن.

وأكد البروفيسور مزوغ عادل، في نفس السياق، أن جامعة البليدة"2"، تعمل على تجسيد المقاصد الكبرى للإصلاحات وعصرنة الجامعة، وتتطلع إلى تحقيق أهداف واضحة المعالم، من خلال إعادة بعث كافة المشاريع التنموية المتوقفة على مستوى الجامعة، مشيرا بالمناسبة، إلى أنه "لن يدخر جهدا في استكمال المكتبة المركزية وتجهيزها وإدخالها حيز الخدمة، ابتداء من بداية الموسم الجامعي المقبل، وإعادة بعث مشروع القرية الجامعية وتجهيز كل الكليات بقاعة محاضرات كبرى، مع توفير الأنترنت، تعزيزا لمخطط الرقمنة وترقية الجامعة، وكذا تجهيز المركز المكثف لتعليم اللغات، بهدف تعميم استعمال اللغة الإنجليزية، تنفيذا لتوصيات الوزارة الوصية.

من جهته، ألقى المجاهد معمر مدان، كلمة بهذه المناسبة، استذكر من خلالها تضحيات رفاق دربه في صفوف جيش التحرير الوطني، وحث الحاضرين من أساتذة وطلبة، على ضرورة البحث في الذاكرة الوطنية لمحو ما خلفه الاستعمار من سياسة التجهيل، وشدد على ضرورة أن يكون الجيل الصاعد من الطلبة الجامعيين، بمثابة الجيل الواعد، لتعزيز مقومات الاستقلال والبناء.

في ذات السياق، فند الدكتور بركوكي الميلود خلال مداخلته، المغالطات التاريخية التي تسعى إلى تشويه مسار نضال الثورة الجزائرية، وقال إن الترسانة العسكرية التي حشدتها فرنسا من أجل التخلص من الثورة التحريرية، لم يحدث في تاريخ فرنسا أن جندت مليون ونصف مليون جندي من حراس للحدود والضباط العسكريين، ورصدت ميزانية ضخمة قدرت بـ 60 مليون فرنك فرنسي، وزجت بالشعب الجزائري في المحتشدات، في حين بلغ عدد ضحايا هذه المحتشدات 2,5 مليون نسمة، وأقامت مناطق محرمة، ونفذت عمليات عسكرية على نطاق واسع، مع استعمال الأسلحة المحرمة دوليا، بما فيها استعمال "النابالم"، كما جسدت سياسة الأرض المحروقة.

واستعرض المتدخل خلال كلمته، استراتيجية الثورة التحريرية لمواجهة الترسانة العسكرية الفرنسية، من بينها نقل الثورة الفرنسية إلى التراب الفرنسي، حيث قدرت العمليات العسكرية، حسب المحاضر، بـ 240 عملية عسكرية داخل التراب الفرنسي، وتأسيس شبكة "جونسون"، وهي شبكة فرنسية تتألف من 3 آلاف فرنسي، على رأسها الفيلسوف الفرنسي "جون بول سارتر"، كانت تنقل الأسلحة والأموال خدمة للثورة التحريرية، مع القيام بتوعية وتنوير الشعب الفرنسي بأهداف الثورة الجزائرية. وساهمت هذه الإستراتيجية في الدفع قدما نحو فتح خيار المفاوضات، للخلاص من الاستنزاف العسكري الذي كان يعاني منه الجيش الفرنسي.