لمحاربة ظاهرة تعري الشباب
دعوة إلى تفعيل قوانين الحفاظ على الآداب العامة

- 1303

تحول التعري في المجتمع إلى ظاهرة مست بدرجة كبيرة الشباب، بعدما كانت معروفة عند الجنس اللطيف، وعلى الرغم من أنها دخيلة على مجتمعنا الذي يفترض أنه مجتمع مبني على القيم الدينية، إلا أنها بدأت تعرف انتشارا، خاصة في موسم الصيف، حيث يرجعها البعض ممن تحدثت إليهم ”المساء”، إلى أنها حرية شخصية، بسبب الشعور بالحر الشديد، والنتيجة التخلص قدر الإمكان من الملابس حتى يعطى الانطباع بأنه على شاطئ البحر، لاكتفائه بارتداء تبان قصير يكشف على جزء كبير من فخذيه.
المتجول في شوارع العاصمة، خاصة في البلديات التي تطل على البحر، على غرار بلديتي باب الوادي وعين البنيان وغيرها من البلديات الساحلية الأخرى، يقف على تفشي ظاهرة التعري عند الشباب والمراهقين، من الذين يختارون بعد مغادرة البحر، التواجد في الساحات العمومية أو في المقاهي المجاورة للبحر أو حتى التسكع في الشوارع، وهم يرتدون لباس البحر، ممثلا في تبان قصير في مظهر مخالف للآداب العامة.
لا يقتصر انتشار ظاهرة التعري عند الشباب على مستوى البلديات التي تطل على البحر فحسب، بل نجدها أيضا بنسبة أقل في مختلف البلديات، حيث يتحجج شبابها من الذين تحدثت إليهم ”المساء”، بالحر الشديد، مما يدفعهم إلى التقليل قدر الإمكان من الملابس، حيث يبادر البعض إلى ارتداء قمصان قصيرة وبدون أكمام، في صورة تبرز تفاصيل الجسم، بينما يختار البعض من الشباب، خاصة المراهقين، الظهور بسراويل قصيرة تستعمل عادة للسباحة ولا يعتبرون الأمر مخالفا للآداب العامة، إنما يعتبرون اللباس حرية شخصية.
في استطلاع للرأي مس عددا من المواطنين حول الظاهرة، أكد في معرض حديثهم بأن الظاهرة حقيقة انتشرت بشكل كبير لدى الشباب، بعدما كانت تمس الجنس اللطيف، وحسبهم، فإن هذه الظاهرة أساءت إلى القيم الأخلاقية في المجتمع، حيث أصبح يتعذر على رب الأسرة مرافقة عائلته إلى بعض الأماكن التي يتواجد فيها مثل هؤلاء الشباب، على غرار بعض المرافق العمومية ونذكر منها: حديقة باب الوادي المطلة على البحر، التي يتواجد فيها عدد كبير من الشباب الذين لا يتحرجون من البقاء بلباس البحر فقط، ولا يعيرون أي اهتمام لغيرهم.
في حين أشار البعض الآخر من المواطنين، إلى أن بعض الشباب يميل إلى التباهي بمظهره، خاصة إن كانوا ممن يفتلون عضلاتهم في القاعات الرياضية، فيختارون التقليل قد الإمكان من للباس، ضاربين عرض الحائط كل القيم الدينية والأخلاقية، بينما أشار آخرون إلى أن شباب اليوم يعانون من ضعف الوازع الديني، الأمر الذي جعلهم لا يفرقون بين ما يجوز ولا يجوز، وبين حتى المقصود بالآداب العامة، نتيجة التأثر الكبير بالمجتمع الغربي، وما خلفته العولمة، وعلى حد قول إحدى المواطنات ”مادام أن الشباب يسمحون لأنفسهم بالتبرج وصبغ الشعر، فما الذي يمنعهم من التعري”.
ما رأي الدين في الموضوع؟
يرى جلول الحجيمي، رئيسة نقابة الأئمة في حديثه مع ”المساء”، حول ظاهرة تعري الشباب في موسم الصيف بدافع الحر ”بأن الظاهرة انتشرت مؤخرا، في المجتمع ومست الذكور، وعلى الرغم من أن القوانين موجودة أوردها المشرع في باب الحفاظ على الآداب العامة والنظام العام، غير أن عدم تفعيلها جعل الظاهرة تنتشر”، حيث نجد ـ حسبه ـ ”شبابا يتجولون في الشوارع والساحات العمومية كما لو كانوا متواجدين على الشواطئ، في مظهر مخالف للآداب”، مشيرا في السياق، ”إلى أن الفئة التي تسمح لنفسها بمثل هذه الممارسات وتعتبرها حرية شخصية، فئة متهورة وتحتاج إلى الردع من الجهات المعنية، بتطبيق القوانين ممثلة في الشرطة”.
من جهة أخرى، يرى محدثنا بأن المفروض أن شواطئ البحر وحدها الأماكن التي يسمح فيها بالتواجد بلباس البحر، سواء للذكور أو الإناث، مع ضمان حد معين من الاحترام، خاصة أن الشواطئ يقصدها عدد كبير من العائلات، بالتالي نطالب ـ يقول ـ ”بضرورة تفعيل بعض القوانين التي تحفظ النظام والآداب العامة، وهي موجودة في نصوصنا القانونية”، مشيرا في السياق، إلى أنهم كأئمة يحاولون في كل مرة في خطب الجمعة، التذكير بما يجوز ولا يجوز في موسم الصيف، خاصة ما تعلق بالبحر والسباحة والتعري، من خلال التأكيد ـ يوضح ـ ”على استحضار الحشمة والحياء وعدم المبالغة في التعري، والعمل بقاعدة أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية غيرك، مما يعني ـ يقول ـ ”أنه تُسمح السباحة والاستجمام، شرط أن لا تسيء إلى غيرك وتقلل من احترامه، خاصة إن كان متواجدا رفقة عائلته”.