أساتذة ينشطون بعيدا عن أعين الرقابة

دروس الدعم بـ 15 ألف دج شهريا في المادة الواحدة

دروس الدعم بـ 15 ألف دج شهريا في المادة الواحدة
  • القراءات: 1034
زبير.ز زبير.ز

رفع عدد من أولياء التلاميذ المقبلين على امتحانات نهاية السنة وعلى رأسها شهادة البكالوريا بقسنطينة، مشكل عدم استجابة أبنائهم للدروس المقدمة عبر التلفزيون، وهو الحل الذي لجأت إليه وزارة التربية في خطوة لتعويض انقطاع الدروس عبر المؤسسات التربية منذ شهر مارس الفارط، بسبب التخوف من انتشار وباء كوفيد-19.

في خطوة لتعويض النقص المسجل عند أبنائهم خاصة في تحصيل المواد الأساسية، على غرار الرياضيات والعلوم الفيزيائية والعلوم الطبيعية بالنسبة للشعب العلمية، أو الفلسفة واللغات الأجنبية بالنسبة للشعب الأدبية، لجأ الأولياء إلى دروس الدعم المقدمة من طرف بعض الأساتذة المختصين في الميدان.

ورغم خطورة الوضع بسبب التخوف من العدوى وانتشار الفيروس بين التلاميذ، إلا أن هناك من يغامر ويسجل ابنه في دروس دعم تقدَّم في شقق أو عمارات، أو داخل بنايات في طور الإنجاز؛ خفية وبعيدا عن أعين الرقابة في ظل تشديد السلطات الرسمية على منع مثل هذه السلوكات المخالفة للقانون، والتصدي لها أينما كانت، على غرار ما وقع منذ أيام بولاية سكيكدة، عندما أوقف أستاذان رجل وامرأة، يقدمان دروس دعم لطلبة النهائي في ظروف بعيدة تماما عن إجراءات الوقاية من كوفيد-19.

وإن كان بعض الأولياء تحت مبرر حلم النجاح يغامرون بأبنائهم، فإن عملية تسجيلهم في دروس الدعم تتم غالبا في ظروف خطيرة، خاصة من الناحية الصحية في ظل عدم التقيد بتعليمات الأمن والسلامة؛ من لبس الواقي على الوجه، والتعقيم والتباعد. وأولياء آخرون، خصوصا الميسورين منهم، يستعينون بأساتذة يقدمون الدروس لأبنائهم بشكل فردي وداخل منازلهم، بدون أن يضطر التلاميذ للتنقل.

ووفقا للمعلومات المستقاة من لدن بعض الأولياء المعنيين بقضية دروس الدعم، فإن الدروس الفردية للتلاميذ تكلف 15 ألف دج في الشهر للتلميذ الواحد، بمعدل 8 حصص في الشهر؛ أي بمعدل حصتين في الأسبوع، كل حصة مدتها ساعتان، وتتضاعف التكلفة إذا تم برمجة مادة أخرى؛ حيث يخصص بعض الأولياء مبلغ 45 ألف دج في الشهر، لأبنائهم من أجل دروس الدعم في ثلاث مواد.

ووفقا لبعض المصادر، فإن دروس الدعم تتم بطريقة شبه سرية في الشقق أو حتى الأقبية غير المهيأة، والمنتشرة في عدد من الأحياء، وغير المقتصرة على حي واحد أو منطقة بعينها، حيث أكدت مصادرنا أن هناك أساتذة يقدمون دروس دعم في عدد من الوحدات الجوارية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، وبعدد من أحياء مدينة قسنطينة على غرار بوالصوف.

وحسب بعض الأولياء الذين يلجأون إلى تسجيل أبنائهم في دروس الدعم سواء الفردية أو الجماعية، فإن المبرر واحد، هو عدم تمكن أبنائهم من متابعة الدروس عبر الوسائط التي وفرتها الوزارة الوصية، في ظل توقف المدارس العمومية والخاصة عن تقييم الدروس المباشرة بسب جائحة كوفيد-19، حيث أكد الأولياء أن أبناءهم اشتكوا من عدم التركيز في الدروس التي تقدم عبر التلفزيون بسبب غياب التفاعل؛ ما دفعهم إلى الاستنجاد بدروس الدعم، خاصة أن امتحان البكالوريا على الأبواب، ولم يتبق أمام التلاميذ سوى شهرين من الاجتهاد والمثابرة.

وفي ظل هذا الوضع القائم، على السلطات المعنية التحرك في أقرب وقت، خاصة أن خطر العدوى بات أكبر من أي وقت مضى، لاسيما أن عدد الإصابات بفيروس كوفيد-19، بات في ارتفاع مقلق بعدد كبير من ولايات الوطن، ومنها قسنطينة التي تشبعت مستشفياتها وكل المصالح المخصصة لمجابهة الوباء، وسجلت إلى غاية عشية الجمعة 692 حالة مؤكدة، وهي في غنى عن تسجيل حالات جديدة بسبب دروس الدعم التي تتم بطريقة فيها من الخطورة ما يستلزم التدخل السريع.