الأطباء يوصون الأولياء باليقظة والحذر

حمى فيروسية تتربص بصحة الأطفال في هذه الفترة

حمى فيروسية تتربص بصحة الأطفال في هذه الفترة
  • القراءات: 1370
حنان. س حنان. س
كشفت بعض الأوساط الطبية لـ«المساء» عن انتشار حمى فيروسية وسط الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الـ 6 سنوات، في الأسابيع القليلة الماضية، مرجحة أمر سريانها إلى غاية حلول فصل الربيع القادم. وقد وصف الأطباء هذه الحمى بغير الخطيرة، كونها موسمية تحفز ظهورها برودة الطقس، إلا أنهم دعوا الأولياء إلى التحلي باليقظة والحذر، لأن من نتائجها الإعاقة.
انتشرت في الآونة الأخيرة بين الأطفال الأقل من 6 سنوات تحديدا، حمى فيروسية سببها بالدرجة الأولى انخفاض درجات الحرارة في موسم الشتاء الجاري، وقالت الدكتورة نادية مسيد، مختصة في أمراض النساء، بأنها وقفت بالفعل على تسجيل عدة حالات لأطفال مصابين بالحمى التي يصاحبها الإسهال والتجشؤ، وأرجعت سبب استفحالها بين الأطفال الأقل من 6 سنوات تحديدا إلى ضعف مناعتهم، بل أكدت أن الأطفال الأقل من 3 سنوات هم ضحايا هذه الحمى التي تصفها بالوبائية بالنظر إلى اتساع بؤرتها، موضحة بقولها بأن هذه الفئة العمرية بالتحديد مناعتها هشة، بسبب تراجع معدلات الرضاعة الطبيعية، إلى جانب نقص الثقافة الطبية عند العديد من الأولياء، خاصة لدى الأمهات ممن يُقللن عادة من أهمية الإصابة بالحمى، «في الوقت الذي يشير الطب الحديث إلى أن الحمى أول إشارة عن احتمال وجود مرض خفي قد يؤدي إلى حد إصابة الطفل بالإعاقة، إن لم يتم التدخل الطبي في وقته»، توضح الدكتورة.
من جهة أخرى، تشير الدكتورة مسّيد إلى أن الحمى المُسجلة حاليا سببها فيروسي، مقللة من خطورتها، إلا أنها تنصح الأمهات بتوخي الحذر إزاء إصابة أطفالهن بارتفاع مفاجئ في درجات حرارة أجسامهم. كما ترى المختصة أن عزل الطفل المريض وعدم اصطحابه إلى الروضة أو حتى إلى المدرسة، سلوك مهم جدا من شأنه التقليل من بؤر انتشار الإصابة بهذه الحمى، تقول: «أتأسف عن انعدام الوعي الصحي أو الثقافة الصحية في مجتمعنا، فالحمى الفيروسية المسجلة هذه الأيام هي حمى تنفسية، وهي شديدة العدوى، وللأسف تعتقد بعض الأمهات أنه بعد انقضاء 3 أيام من الإصابة بالحمى، فإن خطرها يزول، بالتالي يمكن إعادة الطفل المريض إلى الحياة الاجتماعية، وهذا الخطأ الجسيم يشكل حلقة جديدة في سلسة الإصابة، مما يجعل من الحمى وباء حقيقيا يستوجب التوعية والتحسيس المستمر بأهمية اليقظة في التعامل الصحيح معه».
من جهتها، تشير الدكتورة «رحيل. ل» مختصة في طب الأطفال، إلى أن فصل الشتاء عبارة عن «محضن» حقيقي لأنواع الحمى، سواء الفيروسية أو البكتيرية، موضحة أن الحمى المنتشرة في هذه الفترة، عبارة عن حمى فيروسية سببها فيروس «سيميسيال ريسبيراتوار»، أي أنها حمى تنفسية يصاحبها إسهال وتجشؤ وارتفاع في درجة الحرارة تفوق 38.5 درجة، «وفي هذه الحالة، ننصح الأم التي تلمس هذه الأعراض عند طفلها أن تخضعه لدواء الباراسيتامول على شكل تحميلات، مثلا، مع تخفيف الألبسة عنه، وكذا تحضير حمام ماء بارد بدرجتين فقط أقل من درجة حرارة الطفل، ووضع الكمادة المبللة على جبهته وفوق بطنه بين الفينة والأخرى، وهنا أشير إلى أنه من الأخطاء الشائعة في التعامل مع حمى الأطفال، وضع قطع الجليد أو إلباس الطفل جوارب مشبعة بالخل، الأصح إعطاؤه تحميلة براسيتامول حسب وزنه ومراقبة درجات حرارة جسمه، وإذا طالت مدة الحمى عن ثلاثة أيام، فلا بد من عرض الطفل فورا على المختص»، تقول الدكتورة موضحة أن الحمى لا تأتي من العدم، بل على كل أم الاهتمام بالثقافة الصحية، مما يجعلها يقظة أمام إصابات أطفالها حفاظا على صحة أسرتها»، وتواصل: «نحن كمختصين يمكن أن نصف الحمى بأنها عادية إذا كانت مصاحبة لآلام في الحنجرة أو سيلان في الأنف أو سعال، أما إذا صاحبها إسهال حاد، فيمكن أن يكون الطفل مصابا إما بالتهاب السحايا، أو التهاب المسالك البولية وكلا الإصابتان خطيرتان، وإذا لم يكن العلاج بالمضادات الحيوية في وقته، فإن النتائج قد تكون خطيرة، وعلى أثرها يتم إخضاع الطفل المريض في إصابة أولى إلى علاج استشفائي قد يصل إلى 10 أيام، وفي حالة الإصابة الثانية، قد يصل العلاج الاستشفائي إلى 3 أسابيع».
وينصح المختصون كل الأمهات بالاهتمام بالثقافة الطبية حماية لأسرهن، ومن ذلك الاهتمام بقواعد النظافة مع تعليمها لأطفالهن، وتزويد منازلهن بلوازم طبية تعتبر  ضرورية للغاية، ومنها محرار وأدوية خافضة للحرارة على شكل تحميلات أو غيرها وهي متوفرة لدى الصيدليات، إضافة إلى أكياس إعادة التمييه المناسبة في علاج حالات الإسهال. كما أن الشراب المضاد للسعال هو الآخر ضروري. تبقى الوقاية دائما خير علاج، باتباع قواعد النظافة وأساليب التعقيم الصحيحة المهمة جدا، يجب التفطن إليها عند تعقيم زجاجات حليب الرضع، مع اهتمام خاص بتعقيم لعب الطفل بالبخار بين الفينة والأخرى، فالمسألة في الأخير مسألة وعي، يقظة وحذر والتدخل الصحيح بطرق صحية حماية للصحة العمومية.