لإنقاذ حياة شخص في حالة خطر
حملة لتلقين الإسعافات الأولية في المناطق النائية

- 808

دعا منصور الحصار، ملازم أول لدى مديرية الحماية المدنية لولاية تلمسان، إلى أهمية تلقين مختلف فئات المجتمع، طرق وأساليب الإسعافات الأولية، لأهميتها البالغة في إنقاذ حياة الفرد، عندما تكون الحالات مستعجلة، مشيرا إلى أهمية المبادرة في تنظيم حملات تحسيسية خاصة بهذا الموضوع، لاسيما في المناطق النائية والبعيدة عن المصالح الاستعجالية في القرى والمداشر، لمعرفة كيفية التصرف مع الحالات الطارئة قبل وصول أعوان الحماية أو اصطحاب الشخص إلى المستشفى.
أكد المتحدث، أن تعلم مبادئ الإسعافات الاولية كفيل بإنقاذ حياة شخص، قد يكون مهددا بالموت، لكن يمكن مساعدته في تفادي ذلك، وذلك بسلوكيات بسيطة من شأنها أن تخفف من أزمته إلى حين وصول أعوان الحماية أو أطباء إالى عين المكان، أو اصطحابه إلى المستشفى، وأوضح أن مديرية الحماية المدنية تفتح أبوابها دائما أمام المواطنين، لتعلم أساليب الإسعاف الأولي، والذي، حسبما يشير إليه اسمه، ما يجب القيام به "أولا، لتخفيف حدة الخطر على الشخص، قبل علاجه من طرف مختصين.
أشار محدث "المساء"، إلى أنه، بالرغم من توافد عدد كبير من الشباب على دفعات التكوين التي تفتح في كل مرة، إلا أن الإقبال مازال ضعيفا، مقارنة بعدد السكان، موضحا أنه من ضروريات الحياة، والتي حسبه، على كل شخص كبير وصغير معرفة كيفية التصرف عند وقوع حادثة، ويمكن له مد يد المساعدة، مؤكدا أن ذلك من السلوكيات التي لابد أن تكون راسخة لدى غالبية أفراد المجتمع. وشدد في حديثه، على أهمية شن حملة وطنية عبر مختلف المناطق المعزولة والبعيدة عن المصالح الاستعجالية، بهدف تلقين سكانها أساليب الإسعافات الأولية، والتي يمكن أن تساهم في تراجع عدد الوفيات، بعد تقديم الإسعاف الأولي، قبل بلوغ المصالح الاستعجالية عين المكان، أو وصول الشخص المعرض للحادث إلى المستشفى أو المصلحة الطبية الأقرب إليه.
وقال أيضا إن العديد من الحوادث كالسكتة القلبية، والاختناق، والحرق، ولسعات العقارب أو الثعابين، والغرق، وعضات الكلاب وغيرها، "لابد أن يتم التكفل بها في الدقائق الأولى، وعدم التعطل وانتظار المصالح الاستعجالية التي يمكن أن تأخذ وقتا طويلا بحكم بعد المسافة للوصول والتكفل بالضحية، وأن تلك الإسعافات قادرة على مضاعفة فرصة نجاة الشخص". وأكد قائلا: "يمكن لأي شخص تعلم أساليب الإسعاف، فهي لا تتطلب ثقافة واسعة ومسبقة في الطب، أو في التمريض، فحصص معدودة على يد مختصين كفيلة بنقل تلك الأساليب لكل شخص يريد تعلمها، لأن إكسابها كفيل بإنقاذ أرواح عديدة".
في الأخير، أوضح المحدث، أن كل دقيقة نتأخر فيها في تقديم الإسعافات الأولية ببعض الحالات الاستعجالية للمصاب، كالسكتة القلبية أو الاختناق، تعادل موت 10 بالمائة من الجهاز العصبي، الذي لا يتحمل أكثر من 3 دقائق من غياب الأكسجين، يقول: "وللأسف، يعني ذلك موت محقق للمصاب، حتى وإن تمكنا من استرجاع وظيفة الأعضاء، إلا أن الأعوان يجدون أنفسهم أمام حالة تسمى بالموت العصبي".