من أجل توازن هرموني وسلامة جسدية
حملة توعوية حول الغدة الدرقية

- 211

في مبادرة طبية تطوعية، تهدف إلى نشر الوعي الصحي، أطلق عدد من الأطباء المختصين في أمراض الغدد الصماء، حملة تحسيسية وتوعوية حول أمراض الغدة الدرقية، نُظمت فعالياتها في الجزائر العاصمة بشعار "صحتك من توازن هرموناتك"، حيث جاءت هذه الحملة استجابة لارتفاع ملحوظ في عدد المصابين باضطرابات الغدة الدرقية، في السنوات الأخيرة، خاصة بين النساء، في ظل نقص الوعي المجتمعي حول طبيعة هذه الأمراض وأعراضها الصامتة، كما تهدف إلى توعية المواطنين بأهمية الكشف المبكر والعلاج السليم، وضرورة الابتعاد عن الوصفات العشوائية والتشخيص المتأخر، ما قد يزيد من تأزم الحالة الصحية.
أبرز الأطباء المشاركون في الحملة، التي نظمت بمصلحة الطب الجواري ببلدية برج البحري، أهمية ودور الغدة الدرقية، التي تقع في مقدمة العنق، تشبه شكل فراشة صغيرة، والتي لها دور أساسي في تنظيم العمليات الحيوية في جسم الإنسان، إذ تؤثر الهرمونات التي تفرزها على النشاط الأيضي، معدل ضربات القلب، درجة حرارة الجسم والوزن. إلا أن أي خلل في نشاطها، سواء كان فرطا في العمل أو عكس ذلك، وأي قصور في عملها يمكن أن يؤدي إلى أعراض صحية معقدة، قد يخطئ كثيرون في تفسيرها، مثل التعب المزمن، زيادة أو نقصان الوزن دون خلل في الأكل، اضطرابات النوم، وحتى الاكتئاب، والكثير من المشاكل الصحية الأخرى، حتى النفسية.
الحملة، التي قادها أطباء مختصون من القطاعين العام والخاص، رافقها متطوعون من طلبة الطب وممثلون عن المجتمع المدني، وقد تضمنت عدة أجنحة للتعريف بالمشكل الصحي وسبل الوقاية منه، كما تم اجراء فحوصات وتحاليل لفائدة المواطنين، في عين المكان، مثل تحاليل "TSH وT3 وT4"، بالإضافة إلى تقديم استشارات طبية مباشرة، ومرافقة المرضى نحو العلاج المناسب وتقديم جملة الإرشادات، للتعامل مع المشكل الصحي وتفادي التعقيدات.
كما تم توزيع، على هامش اليوم، عدد من المطويات مبسطة باللغة الدارجة، تتناول وظيفة الغدة الدرقية، أعراض اضطراباتها، وطرق الوقاية منها. ولم تقتصر الحملة على العمل الميداني فقط، بل تم استغلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، لتعزيز الحملة، وفق ما أشار إليه المشاركون، خلال اليوم، حيث نشرت فيديوهات تعريفية قصيرة، شارك فيها أطباء مختصون لشرح أهمية الكشف المبكر، وتصحيح المفاهيم المغلوطة المتعلقة بعلاج أمراض الغدة الدرقية.
في هذا الصدد، قال خالد بن معسول، الطبيب المنسق والمشرف على التظاهرة، إن اليوم هو توعوي أكثر من تعريفي، موضحا أن العديد يعرفون الإصابة، لكن لا يدركون التعامل معها، وهذا ما دفع إلى توزيع مطويات بالدارجة، حرصا على تعزيز الوعي حول وظائف الغدة، أعراض الاضطرابات، المسببات خاصة، والعلاج السليم، الذي يتطلب متابعة دقيقة وليس الاكتفاء بالحلول السطحية أو الشعبية، وتم التركيز كذلك على تصحيح المفاهيم المغلوطة المنتشرة، يضيف الطبيب، خاصة ما يتعلق بعلاج هذه الأمراض باستخدام الأعشاب أو تجنب العلاج باليود بدافع الخوف.
وأكد الطبيب أن الرسالة الأساسية التي يسعى الخبراء، من خلال هذه المبادرة، إلى إيصالها، هي أن الكشف المبكر يمكن أن يغير مجرى حياة المريض تماما، وأن صحة الغدة الدرقية لا يجب أن تهمل، لأنها تؤثر بشكل مباشر على التوازن العام في الجسم، نفسيا وجسديا.