نظمت المؤسسة العمومية الاستشفائية لزرالدة، ممثلة في مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي، مؤخرا، بالعاصمة، حملة تحسيسية حول ارتفاع ضغط الدم، تحت شعار "احذر القاتل الصامت"، حيث تهدف التظاهرة إلى توعية المواطنين بضرورة اتخاذ جميع التدابير الوقائية، وتبني نظام حياة صحي يجمع بين تغذية سليمة، وإدارة ضغوطات الحياة، للوقاية من ارتفاع ضغط الدم، حيث أشار منظمو الحملة إلى أن ضغط الدم المعتدل، يقلل من خطر الاصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية والفشل الكلوي.

أوضحت الدكتورة سميرة جبيلي، المختصة في الطب العام، أن ارتفاع ضغط الدم واحد من أكثر الأمراض القلبية شيوعا وخطورة على اعضاء الجسم عامة، ويدعى بـ«القاتل الصامت"، فهو حالة مرضية مزمنة، يكون فيها ضغط الدم في الشرايين مرتفعا أكثر من اللازم، وهذا الارتفاع يتطلب من القلب العمل بجهد اكبر من المعتاد، لكي يتمكن من دفع الدم في الأوعية الدموية.

يتم الحديث عن ضغط الدم المرتفع، تشير الطبيبة، إذا كان يفوق 140-90 ملم زئبقي، أما بالنسبة لمرضى السكري، فضغط الدم يكون مرتفعا إذا بلغ معدل 130- 80 ملم زئبقي، وعلى هؤلاء المرضى الحذر واتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة، لأنهم أكثر عرضة من غيرهم.

وعن أعراض الإصابة، تقول المتحدثة، إنه "من الممكن أن يعيش المريض بارتفاع ضغط الدم لسنوات عديدة، دون ظهور علامات أو أعراض عليه، لكن قد تصاحبه بعض الأعراض من حين لآخر، وهي الصداع ونزيف الأنف، والغثيان، وتكون مضاعفات الإصابة في الحالة الأكثر خطورة بإحداث سكتات دماغية أو قلبية والموت المفاجئ"، وأضافت أن ارتفاع ضغط الدم غير المتحكم فيه قد يؤدي إلى تحطم الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى مشاكل في القلب، بسبب انسداد أو انفجار الأوعية الدموية في المخ أيضا.

كما حذرت من أن ذلك الارتفاع الشديد أيضا، قد يضيق الأوعية الدموية في الكلى، مما يؤدي إلى تقليص وظيفتها، بالتالي إصابتها بالقصور، إلى جانب مشاكل صحية أخرى لا تقل خطورة، كإصابة الأوعية الدموية في العين وإصابتها بالعمى إذا ما بلغت مراحل خطيرة.

كما شددت على أن إجراء تغيرات في نمط الحياة، للوقاية من ضغط الدم، أمر ضروري، لاسيما فيما يخص النظام الغذائي، مشيرة إلى أن الكثير من المواطنين لديهم سلوكيات غذائية خاطئة وخطيرة، ولابد من تغييرها وإعادة النظر فيها، لاسيما خلال الشهر الفضيل، حيث تكثر تلك السلوكيات السلبية والمضرة بالصحة، كالاستهلاك العشوائي لمنتجات غنية بالدهون، ومشبعة بالسكريات، وتحتوي أيضا على ملح كثير، وشددت على أن المصاب بضغط الدم لابد أن يكون أكثر حذرا وفطنة من غيره، وأن لا يقلل من أهمية متابعة فحوصاته باستمرار، واستشارة الطبيب بعد كل نهاية ما وصفه له في فترة سابقة، لمعرفة الجرعات الصحيحة التي لابد من أخذها، سواء بزيادتها او بتخفيضها، مع قياس مستمر لضغط الدم في البيت، وتفضيل الأطعمة الغنية بالخضر والفواكه، وتناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، لأنه يقي من السكتات المخية، إلى جانب الابتعاد عن التدخين وممارسة نشاط رياضي باستمرار، والامتناع عن الاستهلاك المفرط للملح.

كما أشارت المختصة، إلى أهمية الاسترخاء وإدارة ضغوطات الحياة، وذكرت أن المشاكل النفسية، والقلق والاجهاد النفسي قد يكون السبب وراء ارتفاع ضغط الدم، وقد يؤدي في الكثير من الأحيان، إلى رفعه لدرجة خروجه عن السيطرة، بالتالي يؤدي ذلك إلى الإصابة بسكتات قلبية أو دماغية.