رئيس المؤسسة الجزائرية لإطارات التربية والتعليم:

حلول علمية للمساهمة في محاربة الظواهر السلبية

حلول علمية للمساهمة في محاربة الظواهر السلبية
رئيس المؤسسة الجزائرية لإطارات التربية والتعليم، الأستاذ عوامر بن عودة
  • 232
 رشيدة بلال رشيدة بلال

ثمّن رئيس المؤسسة الجزائرية لإطارات التربية والتعليم، الأستاذ عوامر بن عودة، الحملة التي أطلقها المرصد الوطني، المتعلقة بظاهرة تمزيق الكراريس والكتب أمام أبواب المؤسسات التعليمية. وأوضح في حديثه لـ«المساء"، أن هذه الظواهر كانت في السابق تقتصر على ضعاف التحصيل والفاشلين دراسيًا، غير أنها اليوم أصبحت سلوكًا شائعًا يشهد تسابقًا محمومًا بين التلاميذ حول من يُمزّق أكثر على حدّ تعبيره.

وأكد الأستاذ عوامر أن الحملة التي بادر إليها المرصد الوطني للمجتمع المدني تستجيب لمقترحات سبق له أن رفعها، وفي مقدّمتها نشر ثقافة رسكلة الكراريس المستعملة داخل المدارس، ودعوة الجمعيات للمساهمة في جمع هذه الكراريس، فضلًا عن جمع الكتب المدرسية وإعادة توزيعها على التلاميذ المعوزين مع بداية كل موسم دراسي. كما اقترح تنظيم حملة لجمع الكراريس على مستوى إدارة المؤسسة التربوية، يُكلّف فيها كل أستاذ بجمع كراريس مادته بهدف إعادة رسكلتها، باستثناء التلاميذ الذين يُظهرون نضجًا تربويًا ورغبة فعلية في الاحتفاظ بكراريسهم.

وفي السياق ذاته، شدّد الأستاذ عوامر،  على ضرورة تجسيد باقي الاقتراحات التي من شأنها ضمان استقرار النظام التعليمي في الجزائر، وعلى رأسها معالجة الضغوط الناتجة عن تطبيق المقررات والمحتويات الدراسية، والتي تدفع بعض التلاميذ إلى التمرد والانتقام من النظام التربوي من خلال تبني هذا السلوك السلبي، بدلًا من التعبير الحضاري عن فرحة نهاية السنة الدراسية.

كما أشار عوامر،  إلى أهمية تفعيل الرقابة الأسرية، معتبرًا أن التلميذ يُدرك تمامًا أن اهتمام وليّه يتركّز غالبًا على النتائج فقط دون التحصيل العلمي أو الأخلاقي. وأضاف أن غياب المتابعة الجدية في المنزل يُعد سببًا مباشرًا في تفشي هذه الظاهرة، إذ أن مطالبة التلميذ بإحضار كراريسه في كل المواد بعد نهاية السنة الدراسية، قد يقلل احتمال وقوعها أو يقضي عليها تمامًا.

واقترح كذلك تكثيف الحملات التوعوية وتنظيم برامج تثقيفية تستهدف التلاميذ، لتوعيتهم بأهمية المحافظة على الكراريس والكتب ومختلف الوثائق المدرسية، ومدى تأثير تصرفاتهم على البيئة التعليمية والمجتمع. وأوضح أن هذه الحملات يمكن أن تكون في شكل محاضرات، ورشات عمل، ونقاشات تفاعلية.

كما دعا إلى ضرورة توفير بيئة تعليمية تُعزز قيم الانضباط والمسؤولية، وذلك من خلال سن قوانين داخلية تتناول هذه الظاهرة وتحدد عواقب واضحة للسلوكيات غير اللائقة، بالإضافة إلى إنشاء قنوات تواصل آمنة ومفتوحة بين المدرسين والتلاميذ والمجتمع المدرسي، لمناقشة المشاكل ومعالجة القضايا السلوكية، وإشراك التلاميذ في عملية صنع القرار.

ومن بين الحلول التي يراهن عليها الأستاذ عوامر، للحد من هذه الظاهرة، التدريب على مهارات التحكم في الغضب والتوتر، وتعليم التلاميذ كيفية التعامل مع الضغوط الدراسية والعواطف السلبية بطريقة بناءة. كما شدد على ضرورة تفعيل دور مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي، لتقديم الدعم النفسي والتربوي للتلاميذ ذوي السلوكيات السلبية، ومساعدتهم في فهم العواقب المحتملة لأفعالهم.